حذر المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا جير بيدرسون، من مخاطر حدوث مزيد من التصعيد في سوريا، وحث مجلس الأمن الدولي على الوحدة لاحتواء تلك المخاطر، ودعم الأهداف الإنسانية، وتعزيز خطوات ملموسة على طريق التسوية.وقال بيدرسون - في إحاطة أمام مجلس الأمن حول الشأن السياسي في سوريا -: "لا تنسوا سوريا.. جِدوا الوحدة فيما يتعلق بسوريا.. ساعدوا السوريين على البدء في الخروج من هذا الصراع المأساوي".
وأشار المبعوث الأممي - وفق بيان وزعه المركز الإعلامي للأمم المتحدة بالقاهرة، اليوم الخميس إلى أن الشعب السوري يواجه مجموعة كبيرة من التحديات، وفقا للنتائج التي قدمها فريقه عن التواصل الإقليمي مع المجتمع المدني السوري، مضيفا أن السوريين أطلعوا الفريق على المستجدات السياسية والوضع الاجتماعي والاقتصادي والقضايا الإنسانية وقضايا الحماية، وحقوق المرأة وإشراك الشباب في العملية السياسية والحكم المحلي ومبادرات التماسك الاجتماعي.
وقال بيدرسون : "إنّ ما وحد كل هذه الأصوات هو الحاجة إلى رؤية تحرك عاجل لتنفيذ حل سياسي شامل يتماشى مع القرار 2254"، مشيرا إلى ضرورة أن يجدد مجلس الأمن آلية إيصال المساعدات عبر الحدود لمدة 12 شهرا إضافيا، مع تزايد الاحتياجات الإنسانية.
وشدد على الموقف الثابت للأمم المتحدة بأن توجيه هجمات ضد المدنيين والبنية التحتية المدنية محظور تماما بموجب القانون الإنساني الدولي، وكذا الموقف الثابت للمنظمة الدولية بشأن احترام سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها واستقلالها".
وحذر من خطر أن تؤدي أي خطوة غير محسوبة في أي من نقاط التوتر هذه إلى صراع أوسع في وضع متقلب، مضيفا: "كما رأينا مرارا وتكرارا، يمكن أن يتصاعد الصراع بسرعة في سوريا. إذا حدث ذلك، فمن المؤكد أنه سيتبع نزوحا جماعيا للمدنيين ومعاناة، مع احتمال حدوث عدم استقرار إقليمي أوسع".
وكرر المبعوث الأممي الدعوة لوقف إطلاق نار في عموم البلاد، واتباع نهج تعاوني لمواجهة الجماعات الإرهابية المدرجة، والتركيز على دعم العملية السياسية، داعيا إلى احتواء التوترات ومخاطر التصعيد العسكري، مؤكدا بالقول "إن سوريا ليست بحاجة إلى مزيد من العمليات العسكرية، بل إلى حل سياسي ومزيد من المساعدات الإنسانية".
كما تضمنت إحاطته، استعراض الوضع الاقتصادي الحرج، والأزمة الحادة الناتجة عن أكثر من عقد من الحرب والصراع وفيروس كورونا والعقوبات والحرب في أوكرانيا، مشيرا إلى أنه في وقت سابق من هذا الشهر، أفاد البنك الدولي بأن النشاط الاقتصادي السوري انخفض بمقدار النصف بين عامي 2010 و2019، موضحا أن الوضع لم يتحسن منذ ذلك الوقت.
وفي ضوء هذه الوقائع، اقترح بيدرسون العمل "خطوة مقابل خطوة" على سلسلة من تدابير بناء الثقة، للتعامل مع العديد من الشواغل الأكثر إلحاحا لدى السوريين، والتقدم نحو بيئة آمنة وهادئة ومحايدة وتنفيذ القرار 2254، مشيرا كذلك إلى أن تهيئة الظروف لعودة اللاجئين الآمنة والطوعية والكريمة هي عنصر أساسي في القرار.
وفي المؤتمر الصحفي اليومي من المقرّ الدائم بنيويورك، أعلن المتحدث الرسمي للمنظمة الدولية ستيفان دوجاريك، أن الأمين العام للأمم المتحدة عيّن نجاة رشدي نائبة للمبعوث الخاص إلى سوريا، خلفا لخولة مطر (من البحرين)، والتي أعرب الأمين العام عن امتنانه لجهودها وتفانيها للسعي إلى تحقيق السلام في سوريا.
وقال الأمين العام - وفق المتحدث الرسمي - إنه في وقت الاضطرابات العالمية، فإن وحدة المجلس بشأن القضايا الإنسانية في سوريا تشير أيضا إلى أن أصحاب المصلحة الرئيسيين في هذا الصراع يمكنهم النأي بالجوانب الرئيسية للقضية السورية عن خلافاتهم القائمة في أماكن أخرى من العالم، والتعاون معا.
وأضاف: "سيكون نواة للدبلوماسية البنّاءة بشأن سوريا التي طالما دعوت إليها، وسيكون ذلك ضروريا للغاية إذا أردنا المضي قدما على طريق تنفيذ ولايتي"، مشددا على أن التسوية السياسية للنزاع هي الطريقة المستدامة الوحيدة لإنهاء معاناة الشعب السوري.
من جانبه، أشار المندوب الدائم للجمهورية العربية السورية لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ، في إحاطته أمام مجلس الأمن، إلى ما أنجزته الحكومة السورية خلال الأشهر الأخيرة واتخاذها خطوات بالغة الأهمية وغير مسبوقة، من أجل تمكين السوريين من العودة إلى حياتهم الطبيعية وتوجيه طاقاتهم وإمكاناتهم نحو عملية بناء مستقبل سوريا واستقرارها وتقدمها.
وقال: "عُقد في دمشق الاجتماع الرابع لمتابعة المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين والمهجرين السوريين، والذي يعبّر بوضوح عن إرادة الحكومة السورية القوية لمواصلة تذليل العقبات التي تحول دون العودة الآمنة والكريمة والطوعية للمهجرين إلى منازلهم ومناطقهم الأصلية".
وطالب الدول التي "تمنع اللاجئين السوريين من العودة لوطنهم" بأن ترفع أيديها وتتوقف عما وصفه بوضع العراقيل أمام عودتهم، مشيرا إلى الاجتماع الـ 18 في نور سلطان حول سوريا وفق صيغة أستانة، والذي أكد في بيانه الختامي التمسك الراسخ بسيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها ووحدة وسلامة أراضيها، وشدد على مواصلة العمل لمكافحة الإرهاب والتصدي لتنظيمي داعش وجبهة النصرة والأفراد والكيانات المرتبطة بهما، بما فيها تلك التي تمثل تهديدا للمدنيين داخل منطقة خفض التصعيد في إدلب وخارجها.
وفيما يتعلق بانعقاد الجولة التاسعة لجولة مناقشة الدستور، أفاد بسام صبّاغ بأن بلاده تتطلع لعقد الجولة بعد قيام المبعوث الخاص بإيجاد حل للمشاكل اللوجستية التي طرحتها بعض الأطراف المشاركة.
وشدد صباغ على التزام بلاده بالحل السياسي القائم على الحوار الوطني السوري-السوري التام بمرجعياتها وقواعد عملها، ورفض أي تدخلات خارجية في أعمالها أو فرض نتائج مسبقة وجداول زمنية مصطنعة لها.
كما أعرب السفير السوري عن أسف بلاده لعدم تمكن مجلس الأمن من "إدانة العدوان الإسرائيلي على مطار دمشق الدولي" وأعرب عن استهجان سوريا قيام بعض الدول بعرقلة إدانة المجلس للعدوان "تحت ذرائع تعكس بوضوح انحيازها لصالح إسرائيل".
وشدد على ضرورة إلزام إسرائيل بالكف عن اعتداءاتها المتكررة على حرمة الأراضي السورية وقال: "إن إخفاق مجلس الأمن في النهوض بمسؤولياته يشعر الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بأنه ليس بمقدورها الاعتماد على الشرعية الدولية، وإنما على إمكانياتها الذاتية في استرداد حقوقها".
قــــــــــــــد يهمك ايضا :
لبنان وسوريا ومصر توقع اتفاقية لتوريد الغاز الطبيعي
أردوغانْ يؤكدُ سنبدأُ عملياتنا في سوريا بمجردِ استكمالِ الحزامِ الأمنيِ
أرسل تعليقك