توقيت القاهرة المحلي 14:59:55 آخر تحديث
الخميس 6 آذار / مارس 2025
  مصر اليوم -
أخبار عاجلة

سياسات دولية تفرض بقاء تنظيم "داعش" على الساحة

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - سياسات دولية تفرض بقاء تنظيم داعش على الساحة

عناصر "تنظيم داعش" الإرهابية
بيروت - مصر اليوم

أزال عناصر "تنظيم داعش" منذ ما يقارب الخمس سنوات، السواتر الترابية التي شكّلت الحدود الرسمية بين العراق وسورية، معلنين محوَ الحدود المصطنعة التي رسمتها "القوى الاستعمارية الأوروبية" قبل زهاء قرن من الزمن، من خلال اتفاق "سايكس- بيكوط، بحسب تعبيرهم.

وعلى رقعة شاسعة نسبيًا وممتدّة من ريف حلب غربًا إلى الموصل شرقًا أعلن تنظيم "داعش" قيام دولة الخلافة. أما اليوم، فتكاد قوات "قسد" مدعومة من تحالف غربي عريض تُنهي آخر مناطق هذه الدولة والمتمثلة بقرية الباغوز، فيما كان معبّرًا ما قاله قائد المدفعية الفرنسية المتمركزة في العراق حول المعركة الأخيرة: خلال الأشهر الستة الأخيرة سقطت آلاف القنابل على بضع عشرات من الكيلومترات المربّعة، وكانت نتيجتها تدمير البنى التحتية ومستشفيات وطرق وجسور ومساكن، وأضاف بقوله: كان يمكن تحقيق النصر بسرعة اكبر بكثير وبدمار أقل لو جرى إرسال قوات برية عددها ليس كبيرًا ولكنها قادرة على حسم المعركة.

المفارقة أنّ الجنرال الفرنسي أُحيل على التحقيق بتهمة الإدلاء بمواقف لا تُعتبر من اختصاصه.

ما من شك أنّ مشاريع كثيرة جرى ترتيبُها بين القوى الكبرى منذ اعتلاء ابو بكر البغدادي المنصة في جامع الموصل معلنًا "دولة الخلافة"، وكان ترتيب المصالح في حاجة إلى كثير من الوقت كما أنّ إعادة رسم مشهد الشرق الأوسط كانت في حاجة إلى دمار كبير ومخططات مخفيّة، تمامًا كقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب المفاجئ بانسحاب قواته من سورية، والذي أتبعه بمفاجأة أخرى بإبقاء زهاء 400 جندي هم في معظمهم من الخبراء التقنيين (تنصت- درونز واستخبارات) موزّعين بين التنف والمنطقة الآمنة الجاري التفاوض حولها شمال شرق سورية، إضافة إلى قاعدة أميركية تعتزم واشنطن إقامتها في العراق قرب الحدود مع سورية والأردن ومجهّزة بأنظمة متطورة.

اقرأ أيضًا:

أبو بكر البغدادي يتعرّض لحملة انقلاب فاشلة في محافظة دير الزور

وطوال الوجود الأميركي العسكري في سورية سقط للجيش الأميركي ستة قتلى فقط، صحيح أنّ ترامب يستعدّ لإعلان الانتصار على "داعش"، وكان قد سبقه إلى ذلك أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله متعمِّدًا التوقيت ومسمِّيًا مَن يقف وراء ظهور "داعش" ومَن حاربه فعلًا، لكنّ الحقيقة أنّ تنظيم "داعش" لن يختفي من الوجود كما يعتقد البعض. فما زالت هناك حاجة دولية لتوظيف الإرهاب في لعبة إنضاج المشاريع. وبالتالي "داعش" لم ينتهِ، بل عاد إلى طبيعته الأصلية كتنظيم إرهابي لا يسيطر على ارض وسكان لكنه بالتأكيد قادر على تنفيذ هجمات إرهابية موجعة، رغم أنّ هذا التنظيم يخرج من آخر معاقله مرهَقًا ومفكَّكًا ومفلسًا بعد مصادرة أمواله، لكنّ كل ذلك يشجّع أجهزة استخبارات دول كبرى لاستثماره في مشاريعها بعدما أصبح ممسوكًا أكثر.

وخلال الأسابيع الماضية كان لافتًا الإعلان عن نقل أعداد من عناصر "داعش" إلى منطقة الحدود الطاجكية في أفغانستان. وفي مكان ليس ببعيد كانت واشنطن تجري صفقة مع حركة "طالبان" التي رعت تنظيم "القاعدة" وساعدته على تنفيذ هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001، هذا يعني في اختصار، تحضير أفغانستان لنزاعات عنيفة على حساب الفريق الأفغاني الحاكم و"المتحالف" مع الأميركيين.

لكن من التبسيط حصر الأمور في هذه البقعة فقط. فمدير الاستخبارات الوطنية الأميركية دان كوتس قال أنّ لـ"داعش" آلاف العناصر في العراق وسورية، وللتنظيم ثمانية فروع وأكثر من 12 شبكة وآلاف المناصرين المنتشرين حول العالم رغم خسائره الجسيمة.

وليس من باب المصادفة إعادة تسليط الضوء على تنظيم "القاعدة" عبر تخصيص واشنطن مكافأة بقيمة مليون دولار لمَن يساهم في القبض على حمزة بن لادن الوريث الشرعي لزعامة التنظيم الإرهابي.

وفي قمة هانوي بين الرئيسين الأميركي والكوري الشمالي فشل ترامب في انتزاع ورقة تفاهم هو بأمسّ الحاجة اليها. وقد يكون رفض كوريا الشمالية إعطاء ترامب اتفاقًا، هو لخشيتها من تدهور موقع ترامب بسبب الأزمة الداخلية الخانقة التي تكاد تطيح به، وفي إسرائيل خسائر انتخابية متلاحقة لشريك ترامب في "صفقة القرن" بنيامين نتنياهو. وهو ما يدفع للخشية من أن تؤدّي أزمتا ترامب ونتنياهو إلى الدفع بهما لعملٍ جنوني تبقى ساحة الشرق الأوسط هي المثلى له، كذلك قد يكون لإرهاب "داعش" بريقٌ قادر على جذب اهتمام وسائل الإعلام.

وخلال الأسابيع الماضية نجح الجيش اللبناني في اعتقال ثلاث مجموعات لـ"داعش" كانت قد نجحت بالفرار من جحيم المعارك في سورية منهكة ومهزومة، وهي قصدت لبنان لالتقاط الأنفاس. لكنّ هذه العناصر كانت لو نجحت بالفرار بقيت فترة وجيزة في وضع الاستراحة قبل أن تعمل لاستعادة نشاطها، فباختصار زوال دولة "داعش" لا يعني أبدًا زوال الإرهاب، فالحاجة إليه ما تزال موجودة.

قد يهمك أيضًا:

سقوط آخر معقل لـ"داعش" في سورية يخلق واقعاً جديداً سيغير التحالفات السابقة

500 عنصر من "داعش" في "باغوز" يرفضون الاستسلام رغم قرب حسم المعركة

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياسات دولية تفرض بقاء تنظيم داعش على الساحة سياسات دولية تفرض بقاء تنظيم داعش على الساحة



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:49 2025 الخميس ,06 آذار/ مارس

السجائر تجعل مضادات الحيوية عديمة الفائدة
  مصر اليوم - السجائر تجعل مضادات الحيوية عديمة الفائدة

GMT 19:51 2017 الجمعة ,15 كانون الأول / ديسمبر

تفاصيل سقوط طائرة تدريب مدنية في الفيوم ومقتل طاقمها

GMT 13:21 2020 الإثنين ,18 أيار / مايو

أسعار اللحوم في مصر اليوم الإثنين 18 مايو

GMT 19:55 2018 الثلاثاء ,18 أيلول / سبتمبر

تدهور حالة الفنانة البحرينية شذى ودخولها المستشفى

GMT 00:56 2018 الإثنين ,10 أيلول / سبتمبر

عصير قصب السكر يقي من تصلب الشرايين
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon