توقيت القاهرة المحلي 05:04:16 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"حزب الله" يجمع قواه السياسية لمواجهة الدعم "السعودي -الأميركي" للحريري

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - حزب الله يجمع قواه السياسية لمواجهة الدعم السعودي -الأميركي للحريري

جماعة حزب الله اللبناني
بيروت -مصر اليوم

يتعرض «حزب الله» اللبناني، لضغوط سياسية دولية تحيط به من كل جهة، ألزمته بالتسلح الجيد داخليًا وخارجيًا استعدادًا للمواجهات المحتملة، وهو في ذلك لا يخشى الداخل اللبناني، بقدر ما يخشى الدعم السعودي والأميركي الذان من شأنهما تقوية شوكة رئيس الحكومة سعد الدين الحريري.

ورقة الضغط الأساسية التي يراهن عليها «حزب الله» هي ورقة «الفساد»،وقد اختار من فصول الفساد تحديداً اسم الرئيس فؤاد السنيورة، وتجاهل سواه، أو ربما تركه إلى مراحل أخرى. و«خطورة» فتح الملفات التي تعني السنيورة، تكمن في امتداداتها التي لا أحد يعرف أين تبدأ وأين تنتهي، سواء بالنسبة إلى المراحل السياسية أو الملفات أو الأشخاص والمرجعيات.
 
ويعتقد بعض أوساط «المستقبل» أنّ الغاية المقصودة من فتح الملفات هو أن يتمدَّد ليشمل المرحلة السابقة للعام 2005، أي تلك التي كان فيها السنيورة اليد اليمنى للرئيس رفيق الحريري. ووفق الأوساط، سيجد «المستقبل» نفسه في إحراج شديد لسببين على الأقل:

اقرا ايضا : 

رئيس الحكومة اللبنانية في زيارة لباريس لاجراء فحوصات طبية

1- هو لا يثق في أنّ الملفات ستُفتَح في شكل عادل وطبيعي، بحيث تظهر مسؤوليات كل القوى السياسية على حقيقتها، وينكشف الفاسد الحقيقي أيّاً كان. ومَرَدّ انعدام الثقة هو أنّ «حزب الله» له «المَونة» اليوم على كثير من الأجهزة والمؤسسات ويخترقها، ولا يجرؤ بعضها على معاكسة توجهاته.

2- إنّ استثارة عنوان الفساد، ولو بالشبهات البعيدة والظنون، خلال عهد الرئيس رفيق الحريري يمكن أن تكون له تداعياته المعنوية، فيما تستعدُّ المحكمة الدولية لإعلان الحُكم في ملف اغتياله. ويرجِّح البعض أن يَصدر الحكم على كوادر من «الحزب». وهكذا، فإنّ الإحراج يكون متبادلاً لدى «الحزب» و«المستقبل».

والالتفاف القوي الذي أظهره «المستقبل»، لحماية السنيورة، مستعيناً بدار الفتوى، هو في الواقع تطويق لمحاولة «حزب الله» توريط عهد الحريري الأب في الفساد الذي يتحدّث عنه. ولقاء الرئيس سعد الحريري قبل أيام مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز يشكل دعماً كبيراً له في هذه المواجهة الحسّاسة.
 
ولذلك، أعيدت الحرارة إلى العلاقة بين الحريري والسنيورة، وأعيد الاعتبار إلى الرجل الذي عزَلَتْه الانتخابات النيابية، بعدما أتعبَ «المستقبل» بانتقاداته لمسار التسوية وبتشدُّده إزاء «حزب الله». وفوق ذلك، نجح في أن يكون الوسيط الذي أعاد اللواء أشرف ريفي إلى كنف الحريرية.

المطّلعون يتوقفون عند اللحظة السياسية التي أنضجت «الصفقة» بين الثلاثي الحريري – السنيورة – ريفي. فالسعوديون ضغطوا لتحقيقها لكي يعيدوا تماسك الجبهة السنّية، وتقوية جبهة 14 آذار في المواجهة مع «الحزب». واليوم، كل القوى السياسية السنّية غير المحسوبة على «حزب الله»، بما فيها الرئيس نجيب ميقاتي، باتت مع «المستقبل» أو على علاقة طيِّبة به.

ولكن، من الواضح أنّ الحريري، في ظل هذا التحالف السنّي، سيوحي أنه أكثر «ممانعة» مع نهج «الحزب». وحال التباعد بينه وبين السنيورة يمكن أن تعود، وكذلك حال الطلاق بينه وبين ريفي، إذا عاد الحريري إلى نهج التسوية السابق. وفي أي حال، الرسائل المتلاحقة التي يحملها الموفدون الأميركيون، والتي يُتَوِّجها وزير الخارجية مايك بومبيو الجمعة، تصبّ في هذا الاتجاه.
 
بالنسبة إلى «حزب الله»، الأمر يذكِّر بمرحلة خريف 2017. آنذاك، كان الحريري سائراً في التسوية وفق المناخ الذي يريح «الحزب»، كما هو الآن، فطلب منه السعوديون أن «ينتفض»، واستقال. ثم جرت تسوية المسألة بتفهُّم سعودي ورهانٍ على تحسُّن الوضع بعد الانتخابات النيابية.

لكنّ «الحزب» يعتبر التحدّيات أكبر هذه المرّة، فالأميركيون رفعوا مستوى الضغوط عليه وعلى إيران بالتوازي. وهم يدفعون ببعض القوى، وفي مقدمها الحريري، لكي تأخذ على عاتقها مهمّة التصدّي.

هذه المرحلة يخشاها «الحزب» ويتوقَّع أن تُتعِبه، بل هي مصيرية إلى حدّ ما. وإذا لم تتم صفقة بين واشنطن وطهران تؤدي إلى وقف الضغط الأميركي، فإنّ المواجهة التي سيخوضها «الحزب» في لبنان ستكون قاسية، إذ لا يمكن الاستهانة بانعكاس العقوبات على المدى البعيد. ولذلك، هو يتصدّى لها بكل ما يملك من أوراق.

يقول المطّلعون إنّ المعارك التي اندلعت بين الحريري والوزير جبران باسيل هي في أحد وجوهها انعكاس لضغط «حزب الله» على الحريري. وغالباً ما ارتأى «الحزب» أن يترك لحليفه المسيحي مهمّة الاشتباك مع «المستقبل» ليرتاح هو في خلفية الصورة ويحقّق هدفين على الأقل: أن يضمن صلابة موقف عون و«التيار» معه في الملفات الاستراتيجية، وأن يزرع إسفيناً في تفاهم الحريري – باسيل. ولطالما اعتمد «الحزب» على حليفه المسيحي لمواجهة «المستقبل» في الأزمات الكبرى، تجنّباً لتسعير النزاع المذهبي.

وحتى اليوم، لا مخاوف كبيرة من انهيار التسوية. فالجميع يرون مصالحهم في استمرارها. لكنّ «حزب الله» يفضِّل محاصرة الحريري، من باب الاحتياط على الأقل.

قد يهمك ايضا : 

مسؤول أميركي يكشف أن إدارة ترمب تُعدّ لعقوبات جديدة ضد "حزب الله"

واشنطن تستعد لإصدار عقوبات جديدة ضد «حزب الله» اللبناني

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حزب الله يجمع قواه السياسية لمواجهة الدعم السعودي الأميركي للحريري حزب الله يجمع قواه السياسية لمواجهة الدعم السعودي الأميركي للحريري



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon