الرباط ـ العرب اليوم
أطلقت أكثر من 200 شخصية بارزة مغربية وجزائرية من المجتمع المدني من المنطقة المغاربية عريضة بعنوان "نداء إلى العقل"، بهدف وقف التصعيد بين البلدين، بعد أيام من قرار الجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع الرباط. وشارك مثقفون وسياسيون وصحفيون ونشطاء حقوقيون من المنطقة المغاربية في هذا النداء، معبرين عن "قلقهم البالغ إزاء التصعيد الحالي في العلاقات بين المغرب والجزائر". وجاء في النداء: "نرفض الوضع الحالي الذي قد يؤدي إلى مواجهة غير طبيعية، مواجهة لا يمكن إلا أن تكون ناكرة للتاريخ العميق لمنطقتنا وجوهرها. لذلك فالوضع الحالي يتعارض مع مصالح الشعبين ومصالح المنطقة". ويرى الموقعون على النداء أن "رجال ونساء الدولة الحقيقيين هم من يؤسسون للتعايش والسلام والتعاون، وليس أولئك الذين ينضمون إلى سباق الكراهية والتسلح والتصعيد والدعوة للحرب".
وتابعوا: "نؤكد أن حل المشاكل بين العقلاء ينبع من الاستماع والسعي إلى التوافق والإبداع في تطوير الحلول والتنفيذ". هذا وتعهد الموقعون بـ"تقديم مساهمتنا الجماعية لمواجهة التصعيد ومواجهة دعوات الكراهية، من أجل ترسيخ دعائم الأخوة والتعاون والمساهمة في بناء المستقبل الذي نطمح إليه". ويأتي "نداء إلى العقل" بعد أيام من قرار الجزائر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط، متهمة المملكة بارتكاب أعمال وصفتها بغير "الودية والعدائية" ضدها. وقال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، خلال مؤتمر صحفي، إن قطع العلاقات لا يعني تضرر مواطني البلدين، مشيرا إلى أن البعثات القنصلية ستواصل عملها كالمعتاد. وصرح لعمامرة: "لقد ثبت تاريخيا أن المغرب لم يتوقف عن القيام بأعمال غير ودية وعدائية ضد الجزائر". وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس قد دعا في شهر تموز/ يوليو الماضي، إلى تجاوز الخلافات مع الجارة الجزائر، وفتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ 1994.
وكانت الجزائر قد أعلنت في 24 آب/أغسطس قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الرباط لاتهامها بارتكاب "أعمال عدائية" بعد أشهر من التوتر بين الدولتين. وأعرب المغرب من جانبه عن
"الأسف لهذا القرار غير المبرر تماما"، مؤكدا أنه "يرفض بشكل قاطع المبررات الزائفة، بل العبثية التي انبنى عليها". وفي نهاية تموز/يوليو، دعا العاهل المغربي محمد السادس الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى "تغليب منطق الحكمة" و"العمل سويا على تطوير العلاقات الأخوية". وسبق للمغرب أن قطع علاقاته مع الجزائر عام 1976 بعد اعتراف الأخيرة بقيام الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية. وكانت الحدود قد أغلقت بصورة رسمية بين الدولتين في 16 آب/أغسطس 1994.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
بوغالي يؤكد أن الشعب الجزائري اكتسب مناعة ضد مخططات العدوان
إعادة تنظيم القطاع الإعلامي في الجزائر بعد دعوة الرئيس عبد المجيد تبون
أرسل تعليقك