أصدر رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، أوامر ببدء جمع التبرعات وإرسالها إلى أهالي غزة المحاصرين، وذلك بعد اجتماعه مع قوى «الإطار التنسيقي الشيعي» بشأن تطورات الأحداث في غزة.
وقال بيان للمكتب الإعلامي للسوداني إن الأخير بحث مع قادة «الإطار التنسيقي»، التطورات الراهنة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مبيناً أن المجتمعين «أدانوا الهجمة الصهيونية المستمرة في الأراضي المحتلة، والاستهداف المباشر للمدنيين، والحصار الوحشي الذي تنفذه سلطات الاحتلال على قطاع غزة، وتسببه بتفاقم الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين»، داعياً «المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، والعمل على إيقاف الانتهاكات التي تمارَس ضدّ الفلسطينيين».
وأضاف البيان أن المجتمعين «ثمنوا المواقف العراقية، الحكومية والشعبية والنيابية، وفي مقدمتها موقف المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف، داعين إلى مواصلة التظاهرات والفعاليات الشعبية والوطنية المسانِدة للقضية الفلسطينية».
كما عبروا عن «شكرهم للحكومة العراقية على موقفها الشجاع في الدفاع عن الشعب الفلسطيني»، مؤكدين «أهمية استمرار الجهود الدبلوماسية مع دول العالم من أجل حماية الشعب الفلسطيني».
في سياق متصل، أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية، المباشرة بتسلُّم المساعدات الإنسانية المقرر إرسالها إلى فلسطين.
وأوضح الناطق باسم القائد العام، اللواء قوات خاصة يحيى رسول، في بيان له، أن «يوم الأحد سيتم تسلُّم المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني، وعلى مدار 24 ساعة».
وبحسب البيان، جاءت الخطوة، تنفيذاً لتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة، الخاصة بتشكيل لجنة مشتركة لتسليم التبرعات والمساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني المحاصر في غزة.
وأضاف البيان أن «هذه الحملة تتم تحت عنوان (فزعة عراقية للأقصى)»، مبيناً أن «مراكز استقبال المواطنين لغرض تسلُّم المساعدات هي (مقر قيادة الدفاع الجوي، مقابل عباس بن فرناس، مجمع الرسول الأعظم، في منطقة الأعظمية، الأسواق المركزية في البلديات)».
من جهته، عقد البرلمان العراقي، في ساعة متأخرة من مساء السبت، جلسة استثنائية لمناقشة أحداث غزة. وقال بيان صدر عقب الجلسة إن «رؤساء الكتل النيابية عبروا عن مواقفهم الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وإبداء النصرة والتضامن مع الشعب الفلسطيني، ورفضهم الجرائم الوحشية التي يرتكبها الكيان الصهيوني الغاصب، من مجازر إبادة بحق الشعب الفلسطيني في غزة الصامدة، والحصار الجائر المفروض على سكانها».
وأشار إلى أن «أعضاء مجلس النواب عبّروا عن إدانتهم الممارسات الوحشية والجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني، مجددين الدعوة للجامعة العربية لعقد جلسة طارئة لإدانة العدوان على غزة، وفتح ممرات لإيصال المساعدات الإنسانية والطبية والغذائية إلى قطاع غزة، إضافة إلى دعوة الاتحاد البرلماني العربي لتبني موقف موحد وجاد لدعوة المجتمع الدولي لرفع الظلم عن الشعب الفلسطيني، وعدم استخدام آلة الحرب في إبادتهم»، معربين عن «رفضهم القاطع انتهاج الكيان الصهيوني سياسة التهجير القسري للفلسطينيين من غزة»، مؤكدين على الحكومة العراقية «أهمية فتح منافذ لتسلُّم التبرع الشعبي من مختلف الفعاليات؛ لتعظيم المساعدات لمؤازرة الشعب الفلسطيني المظلوم».
وأكد النواب «الالتزام الدائم والثابت بحق الفلسطينيين في إنهاء الاحتلال، وإقامة دولتهم الفلسطينية، وعاصمتها القدس»، مشيرين إلى أن «الشعب الفلسطيني يتعرض لأبشع أنواع القتل والانتهاكات التي تنافي مبادئ حقوق الإنسان من قبل الكيان الصهيوني»، مشددين على حق الشعب الفلسطيني في «استمرار مقاومته حتى ينال حقوقه المشروعة، لا سيما بعد أن حقق نصراً كبيراً في عملية (طوفان الأقصى) الشجاعة التي كسرت هيبة الصهيونية المزعومة».
إعادة النظر في العلاقة مع واشنطن
إلى ذلك، ازدادت الدعوات داخل العراق من قوى سياسية وبرلمانية بإعادة النظر في العلاقة مع واشنطن؛ بسبب انحيازها الكامل إلى إسرائيل.
وفي هذا السياق، طالبت قوى سياسية وبرلمانية عراقية القيادات السياسية العراقية، الرسمية والنيابية، بمقاطعة السفيرة الأميركية في بغداد، ألينا رومانسكي، التي تلتقي على مدار الأسبوع معظم القيادات السياسية والحزبية العراقية بمَن فيهم قياديو «الإطار التنسيقي الشيعي».
وفي سياق الدعوات لاتخاذ مواقف أكثر جدية في التعامل مع ما يحدث في غزة أصدر تحالف «نبني» البرلماني بياناً، دعا فيه إلى وقف عمليات التهجير القسري، التي تقوم بها إسرائيل ضد المواطنين في قطاع غزة.
وقالت البرلمانية العراقية، حنان الفتلاوي، الناطقة باسم «التحالف»، في بيان لها، إن «تحالف (نبني) يرفض بنحو قاطع عمليات القتل والتدمير الممنهجة من قبل الكيان الصهيوني التي يمارسها بحق سكان غزة المظلومين، وآخرها التهجير القسري».
وأضاف البيان: «على الرغم من جرائم الحرب المتمثلة بقتل المدنيين والعوائل الآمنة والنساء والأطفال، وقطع مستلزمات الحياة من ماء وطاقة كهربائية، والقتل المتعمد لأهالي القطاع، فإن عمليات التهجير أكثر وقعاً على أصحاب هذه الأرض، وتكرار لما حصل في نكبة عام 1948».
ودعا تحالف «نبني» «الحكومات العربية والإسلامية، وعلى رأسها حكومة العراق، لاتخاذ موقف جاد وصريح من هذا التهجير القسري لسكان غزة، ومنع الكيان الغاصب عبر الوسائل جميعها من إفراغ غزة الصمود والإباء، من ساكنيها».
أرسل تعليقك