توقيت القاهرة المحلي 14:12:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

السلفيون في الجزائر يستعدون لتأسيس أول حزب سياسي للتيار

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - السلفيون في الجزائر يستعدون لتأسيس أول حزب سياسي للتيار

الدار البيضاء ـ وكالات

أثار قرار مجموعة من الناشطين الإسلاميين الجزائريين تأسيس حزب سلفي، الكثير من الجدل في الشارع الجزائري، إذ يتساءل الكثيرون حول الهدف من تأسيس هذا الحزب وهل يعني بداية النهاية لعقود الود بين السلطة والجماعات السلفية.يؤكد الشيخ عبد الفتاح زراوي حمداش، وكيل مؤسسي حزب"جبهة الصحوة الحرة" الجديد، وعضو الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة، بأن الدافع وراء تأسيس الحزب هو إثراء الساحة السياسية بمشاركة سياسية سلفية،  وتمكين شريحة واسعة من المجتمع من ممارسة حقها في التعبير السياسي. ويضيف زراوي في حوار مع DW عربية أن "من الظلم إقصاء وتهميش أبناء هذا التيار، ومنعه من خدمة الجزائر والجزائريين". فالهدف برأي الشيخ هو "المساهمة في بناء البلاد وإصلاح الأمة وتحكيم شريعة الله". ويشدد الشيخ أن ما تهدف إليه المجموعة التي أسست هذا الحزب أيضا هو "تأصيل القرارات والمواقف وفق شريعة الإسلام وخدمة الجزائريين بكل صدق وعدل، بعيدا عن العنف والصدام، وذلك من خلال التغيير التدريجي، وعبر مراحل زمنية". فالأوضاع المتدهورة في كل المجالات تستلزم برأي الشيخ "التدخل لإصلاح الوضع وبالطرق السياسية الشرعية، فنحن نرفض التغيير الجذري للمجتمع، وإزالة المفاسد دفعة واحدة، لأن ذلك مغامرة تدفع البلاد والمنطقة كلها إلى الهاوية". وكشف الشيخ زراوي لـ DW عربية أن الجلسة التأسيسية للحزب ستكون في 16 فبراير المقبل بالعاصمة حيث من المقرر أن "يتم الإعلان عن الحزب وقراءة أهدافه للشعب الجزائري وتوضيح خارطة طريق الحزب في المرحلة القادمة". وهذه الخارطة ستركز على التنظيم وبناء الحزب واستمرارية العمل الدعوي والإصلاحي كأولوية، وإرجاء المسائل السياسية المتعلقة بالدستور والبرلمان والرئاسة إلى مراحل أخرى قادمة.وبيّن زعيم حزب الصحوة الحرة، بأنة ورفاقه، مصرون على ممارسة حقهم في النشاط السياسي، وسيناضلون بالطرق السلمية من أجل ذلك، وأن تغييب شريحة السلفيين من العمل السياسي قرابة ربع قرن يكفي، وأن للجميع الحق في إبداء الرأي في كل ما يحدث داخل الجزائر وخارجها، والمساهمة في إيجاد الحلول لمختلف الأزمات التي تعرفها البلاد، بما فيهم أبناء الجبهة الإسلامية للإنقاذ المنحلة. ويواجه الحزب السلفي الجزائري العتيد معارضة شديدة من طرف العديد من الجهات والتيارات السياسية بما فيها الإسلامية، فهذه الأحزاب تخشى من قوة التنظيمات السلفية وفاعليتها في الميدان. فقد انتقد المستشار الإعلامي لوزارة الشؤون الدينية عدة فلاحي (برلماني سابق من التيار الإسلامي) على صفحته بالفيسبوك  المبادرة وأصحابها. وكتب فلاحي في صفحته يقول"لا يمكن بأي حال من الأحوال وفي عصر العولمة، قبول المبادرة التي تقدم بها حمداش زراوي من أجل تأسيس حزب ذي مرجعية سلفية، وهذا لسبب وجيه هو أن أصحابها لا يؤمنون بالدستور والقوانين الوضعية، وبالتالي هم يشكلون خطرا على الدولة الحديثة وكل ما له علاقة بالمعاصرة". وانتقد فلاحي ما وصفه بفهم السلفيين للدين مؤكدا أن "حضور هؤلاء في الساحة السياسية، لا يزيد إلا في إذكاء نار الفتنة والشقاق، وأولى لهم الاشتغال بالعمل الخيري إذا كانوا فعلا يريدون الإصلاح والتربية والمنفعة للمجتمع والدولة الجزائرية".ولا تقتصر خصومة أنصار "الصحوة الحرة" مع العلمانيين والسلطة، بل هناك فريق آخر من السلفيين يرفض فكرة إنشاء الحزب، حيث حرم الشيخ فركوس (أحد أقطاب السلفية في الجزائر) في فتوى له الانخراط في العمل الحزبي، وهو ما اعتبره الشيخ عبد الفتاح زراوي بالقصور في فهم الدين من طرف بعض رموز السلفية. وقال الشيخ زراوي لـ DW عربية "نحن نحترم كل رأي معارض لنا، لكن دون أن يمس ذلك بحقنا في ممارسة السياسة، وتطبيق أحكام شريعة الله، وخدمة الأمة. ولنا من الأدلة الشرعية ما يكفي لدحر ادعاءات البعض بحرمة التحزب". وأضاف الشيخ زيراوي "لقد حان الوقت للسلفيين للخروج والعمل في النور"، وهو ما يشير إلى أن جولات الجدل بين أبناء التيار ستستمر لسنوات قادمة مما سيزيد من حدة الانقسام الواقع الآن.  ويرى عثمان لحياني، الكاتب الصحفي بجريد الخبر الجزائرية أن جنوح التيار السلفي في الجزائر إلى تأسيس حزب سياسي يعد مؤشرا إيجابيا على تجاوز السلفيين لقاعدة "لا حزب في الإسلام ، ولا سياسة إلا للحاكم". وهذا الأمر يعطي السلطة فرصة برأي لحياني لـ "استدراج السلفيين إلى الساحات المكشوفة للعمل السياسي بدلا من بقائهم في مغارات العمل التحتي". ويعتقد لحياني بأن السلفيين في الجزائر يرغبون في استنساخ تجربة حزب النور السلفي في مصر وما حققه من مكاسب للتيار. ويرجع صحفي الخبر الدافع الحقيقي لتأسيس الحزب في حديثه لـ DW عربية إلى غلق السلطة لساحات العمل المسجدي والمدني أمام السلفيين وباقي التيارات، "مما جعل بعض هؤلاء يعيدون النظر في ميكانيزمات التواجد المجتمعي، ولم يكن بالنسبة لهم بد من أما الإعلامي محمد بغداد المتخصص في الحركات الإسلامية فيرى أن التيار السلفي يملك قاعدة شعبية واسعة ومهمة، تتكون بالدرجة الأولى من الفئات الفقيرة والمهمشة، بالأحياء الفقيرة في المدن والقرى، والتي تعاني موانع في الانخراط الاجتماعي، فيما يقود التيار مجموعة من الأثرياء الجدد، المستفيدين من الريوع التجارية. ويضيف بغداد لـ DW بأن التيار السلفي تعزز موقعه بعد فشل الإسلاميين المعتدلين (التيار الإخواني)، في تحقيق الطموحات والمشاريع، التي أعلنوا عنها. ويعيب الباحث في الحركات الإسلامية على التيار السلفي في الجزائر، بأنه "لا يملك قيادات تاريخية، وإنما قيادات روحية، مما يجعله يفقد أهم عوامل التأثير في الرأي العام في المجالات السياسية". ويرى أن التيار لا يملك مشروعا سياسيا متكاملا، وجل ما قامت به جماعة "الصحوة الحرة" هو "جس للنبض وإحراج للسلطة، التي أبانت سهولة كبيرة في الترخيص لأحزاب سياسية من مختلف التيارات، مما يضعها في حالة رفض الحزب السلفي في الزاوية الضيقة، ومعرضة لمضايقات منظمات حقوق الإنسان العالمية".

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السلفيون في الجزائر يستعدون لتأسيس أول حزب سياسي للتيار السلفيون في الجزائر يستعدون لتأسيس أول حزب سياسي للتيار



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 23:48 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
  مصر اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 03:10 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

داليدا خليل تستعد للمشاركة في الدراما المصرية

GMT 21:21 2015 الأربعاء ,15 إبريل / نيسان

أهالي قرية السلاموني يعانون من الغرامات

GMT 02:17 2016 الثلاثاء ,21 حزيران / يونيو

فوائد عصير الكرانبري لعلاج السلس البولي

GMT 01:18 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

سامسونج تكشف عن نسخة باللون الأحمر من جلاكسى S8

GMT 17:27 2022 الثلاثاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

أطعمة تمنع مرض الزهايمر أبرزها الأسماك الدهنية

GMT 15:02 2021 الإثنين ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ريلمي تعلن موعد إطلاق النسخة الجديدة من هاتف Realme GT Neo2T

GMT 13:46 2021 الثلاثاء ,05 تشرين الأول / أكتوبر

رامي جمال يروج لأغنية "خليكي" بعد عودة انستجرام

GMT 04:47 2021 الأربعاء ,08 أيلول / سبتمبر

{غولدمان ساكس} يخفض توقعات نمو الاقتصاد الأميركي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon