دمشق ـ وكالات
ردا على موقف الناتو والولايات المتحدة بعدم التدخل في الصراع بسوريا، انتقد زعيم المعارضة السورية معاذ الخطيب الموقف بقوله "هناك إرادة دولية أن لا تنتصر الثورة". وليبيا لا تستبعد تسليم سفارة سوريا في طرابلس للمعارضة.
دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي الأربعاء (27 آذار/ مارس 2013) اندرس فو راسموسن إلى حل سياسي للأزمة السورية واستبعد تدخلا عسكريا من جانب الغرب، رغم مناشدة زعيم ائتلاف المعارضة السورية الشيخ معاذ الخطيب توفير حماية أمريكية لشمال سوريا. فقد شدد راسموسن على أن الحلف، الذي يضم 28 دولة لن يضطلع بأي دور عسكري في الصراع السوري الذي دخل عامه الثالث والذي أودى بحياة نحو 70 ألف شخص. وقال راسموسن الذي كان يتحدث من بروكسل لمجموعة من الطلبة الروس في موسكو عبر دائرة تلفزيونية مغلقة "لا توجد لدينا أي نية للتدخل في سوريا عسكريا.
وكان الشيخ معاذ الخطيب قد انتقد موقف القوى الغربية خلال افتتاح الائتلاف الوطني السوري المعارض أول سفارة له في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك بعد أن اعترفت به جامعة الدول العربية ممثلا وحيدا لسوريا. فقد أعرب الخطيب عن إحباطه من القوى العالمية لتقاعسها عن فعل المزيد للمساعدة السوريين في انتفاضهم المستمرة منذ عامين على الرئيس بشار الأسد. وقال الخطيب "هناك إرادة دولية أن لا تنتصر الثورة". وأضاف أنه فوجئ برفض الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي لطلبه أن تساعد صواريخ باتريوت المتمركزة في تركيا في حماية المناطق التي تسيطر عليها المعارضة بشمال سوريا من طائرات الهليكوبتر والمقاتلات التابعة للأسد.
وفي سياق متصل لم يستبعد علي زيدان رئيس الحكومة الليبية المؤقتة، أن تحذو ليبيا حذو قطر في الخطوة التي اتخذتها اليوم بتسليم سفارة سورية في الدوحة للمعارضة. وقال إن ليبيا من أولى الدول التي اعترفت بالثورة السورية. وأضاف أن "هذا أمر وارد ويقرره وزير الخارجية وإذا قرره سنوافق عليه. والأمر متروك الآن لاعتبارات لوجستية واعتبارات أخرى، لكن الموقف السياسي واضح فنحن من مؤيدي قبول الائتلاف في الجامعة العربية".
من جانبها اعتبرت دمشق أن جامعة الدول العربية باتت "طرفا" في الأزمة السورية، وذلك ردا على قرار القمة العربية منح مقعد سوريا للمعارضة وتأكيد حق الدول في تسليحها، وهو ما انتقدته أيضا موسكو وطهران، حليفتا نظام الرئيس بشار الأسد.
واعتبرت الحكومة السورية أن القرار وضع حدا نهائيا "لأي دور ممكن للجامعة العربية في حل الأزمة في سوريا بالطرق السياسية ويجعلها طرفا في الأزمة وليس طرفا في الحل". وحذرت دمشق من أن الدول "التي تلعب بالنار" من خلال دعم "الإرهابيين"، لن تكون في منأى "عن امتداد هذا الحريق لبلدانها"، معتبرة أن القمة شجعت "نهج ممارسة العنف والتطرف والإرهاب" الذي ترى فيه خطرا "على الأمة العربية وعلى العالم بأسره".
ميدانيا شن الطيران الحربي السوري غارات جوية على الأطراف الشمالية لدمشق، في حين تواصلت أعمال العنف على وتيرتها التصعيدية في مناطق سورية عدة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان (معارضة). وقال المرصد "نفذت طائرة حربية غارتين بالقرب من المنطقة الصناعية في حي القابون" الواقع إلى أقصى الشمال الشرقي من العاصمة، مشيرا إلى أن ذلك "أدى إلى سقوط جرحى".
وتقوم القوات النظامية بقصف مناطق في حي جوبر في شرق دمشق، بحسب المرصد، الذي يتخذ من لندن مقرا له. وتشهد مناطق في قلب دمشق تزايدا في أعمال العنف في الفترة الأخيرة، لاسيما عبر تفجيرات أو سقوط قذائف هاون، أدت آخرها إلى مقتل سبعة أشخاص الثلاثاء. وفي محيط العاصمة، نفذ الطيران غارتين على أطراف بلدة عربين ومناطق في الغوطة الشرقية للعاصمة، بحسب المرصد الذي أفاد عن "اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة في المنطقة". يذكر أنه لا يمكن التأكد حول صحة الأنباء الميدانية الواردة من سوريا من مصادر مستقلة.
أرسل تعليقك