بيروت ـ يو.بي.أي
دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، اليوم الجمعة، الى تضامن عربي لأنه "حاجة وضرورة" على أن يحصل وفق معطيات واقعية تأخذ بالإعتبار الظروف الموضوعية القائمة في العالم العربي.
وقال ميقاتي خلال تكريمه بعد ظهر اليوم اعضاء اتحاد المصرفيين العرب، "إذا كنا نطالب بالتضامن العربي باعتباره حاجة وضرورة، فإن أي تضامن عربي لا يمكن أن يحصل إلا وفق معطيات واقعية تأخذ بعين الإعتبار الظروف الموضوعية القائمة في العالم العربي".
واضاف "إن التضامن العربي الذي ننشده هو مصلحة مشتركة أولاً لكل الدول العربية، وهو مصلحة وطنية لكل دولة، ونحن في لبنان نرى أن هذا التضامن يشكّل مظلّة حماية تحفظ لبنان وتحمي استقراره وسلمه الأهلي وتصون اقتصاده وتحافظ عليه منبراً ومساحة رحبة لكلّ العرب.. فحماية لبنان هو مصلحة لبنانية وهو ضرورة عربية أيضاً".
ولفت ميقاتي الى ان لبنان "دفع في الماضي ثمناً باهظاً للصراعات الإقليمية، وهو اليوم يحاول جاهداً أن يدفع خطر هذه الصراعات التي تحيط به، لأن تحويل لبنان إلى ساحة صراع سيؤدي إلى أضرار كبرى، ليس على لبنان فقط، وإنما على الدول العربية أيضاً".
ووصف المرحلة "التي يمرّ بها لبنان بـ"العصيبة جداً، ومثقلة بالمخاطر وتتطلّب منا أقصى درجات الوعي والحكمة والتبصّر".
لكنه اضاف أن تلك المرحلة "تحمل أيضا آمالا كبيرة لأجيالنا".
وقال ميقاتي "نحن في لبنان، على مستوى الدولة، دعونا وما نزال إلى عدم التدخّل في شؤون أي دولة عربية، لأننا نعلم بالتجربة أن أي تدخّل سيرتد علينا سلباً، ولأننا نحرص على تفادي استدراج مشكلات غيرنا إلى بلدنا.. ونتمنى على الإخوة العرب أن يساهموا معنا في تحصين هذه السياسة لحماية لبنان، ولحماية دوره ودعمه ليقوم بواجبه في العبء الثقيل المتمثّل بقضية النازحين السوريين إلى لبنان ولكي يستعيد عافيته الاقتصادية والإجتماعية".
ودعا القطاع المالي والمصرفي العربي "الى الاستعداد لأن يكون على مستوى المهمة الكبرى وهي تمويل إعادة إعمار ما دمرته الأزمات والحروب، بالتعاون مع الدول والحكومات العربية، على أن يكون الهامش العربي في معركة إعادة الإعمار هو الأساس إلى جانب المؤسسات الدولية".
وأضاف ميقاتي "ان لبنان، الذي يعاني من تداعيات الأحداث المحيطة به ومن إستمرار حدة التباين السياسي الداخلي، إستطاع قطاعه المالي ضمان الحد الجيد من النمو والاستقرار، على الرغم من تضرر مثلث النمو الاقتصادي في لبنان، وأعني بذلك تراجع حجم الأستثمارات العربية خصوصاً والاجنبية بشكل عام وتضرر حركة الصادرات اللبنانية.. ناهيك عن الضرر الذي أصاب القطاع السياحي بسبب تراجع الحركة السياحية العربية نحو لبنان".
وتابع ان "لبنان فقد أكثر من 34% من نشاطه السياحي السابق.. وهو أمر أضر بنمو الناتج المحلي وانعكس ولو جزئيا على نشاط المالية العامة من حيث حركة الإيرادات التي يفترض أن تزيد لتغطية احتياجات الانفاق المطلوبة، في ظل تفاقم أزمة النازحين السوريين الذين يحتاجون إلى تقديمات تفوق قدرات لبنان المالية والإقتصادية".
وأكد ميقاتي "أن فرص الاستثمار في لبنان ما تزال متاحة وبشكل مغر لاسيما في القطاعات الاساسية كالمصارف والسياحة والصناعات الزراعية والمشاريع العقارية".
واشار الى ان "أن العمل العربي المشترك في الاقتصاد والنشاط المالي يستطيع الكثير في زمن التحولات العربية وبعدها".
ودعا ميقاتي المصارف العربية الى "ان تعمل على إنشاء مصرف عربي مشترك يتولى تمويل المشاريع الإنشائية والإنمائية العربية الى جانب اللجوء الى المؤسسات الخارجية، وهذا الأمر سيؤدي الى تخفيف ضغوط التمويل الخارجي والأجنبي على المشاريع العربية بشكل عام".
أرسل تعليقك