c "النطف المهربة" أحدث معارك الأسرى الفلسطينيين لكسر قيد السجان - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 17:04:26 آخر تحديث
  مصر اليوم -

"النطف المهربة" أحدث معارك الأسرى الفلسطينيين لكسر قيد السجان

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - النطف المهربة أحدث معارك الأسرى الفلسطينيين لكسر قيد السجان

رام الله ـ أ.ش.أ

الثالث عشر من أغسطس 2012، تاريخ لن تنساه الحركة الأسيرة الفلسطينية إلى الأبد، فهو موعد ميلاد الطفل مهند عمار الزبن، أول "سفير للحرية" من "نطفة مهربة" لوالده الأسير عمار الزبن القابع فى السجون الإسرائيلية منذ عام 1998، والذى منح الأمل لعشرات الأسرى بعده لتحقيق حلم إنجاب أطفال يستكملون مسيرتهم رغم كل القيود. و"النطف المهربة" هو عنوان لأحدث معركة انتصر فيها الأسرى الفلسطينيون على السجان الإسرائيلى، فهؤلاء الأسرى المحكوم عليهم بسنوات طوال خلف القضبان قد تستمر طيلة حياتهم يرون بصيصا من الأمل عندما تترجم عزيمتهم إلى أطفال يولدون من أرحام زوجاتهم المخصبة فى المراكز الطبية. وأثمرت فكرة تهريب نطف الأسرى من السجون الإسرائيلية حتى الآن عن إنجاب ثمانية أطفال بطريقة التلقيح الصناعى، كما أن زوجات نحو 14 أسيرا نجحن فى الحمل بهذه الطريقة، وينتظرن الولادة بأية لحظة، فضلا عن وجود إقبال كبير من أخريات على إجراء العملية علهن يحققن حلم أزواجهن فى وجود ذرية لهم تكمل مشوارهم النضالى الذى كتب عليهم فى هذه الحياة. ومع إصدار السجان الإسرائيلى أحكاما عالية على هؤلاء الأسرى ليظلوا طوال حياتهم خلف القضبان دون وجود ذرية لهم تحمل أسماءهم وتخلد ذكراهم بعد وفاتهم، لاقت فكرة تهريب النطف رواجا كبيرا بين الأسرى كنوع من كسر القيد وإثبات حقهم فى الحياة، ويتم تهريبها بشكل سرى للغاية لا أحد يعلم عنه شيئا. ويوجد الآن ما لا يقل عن 60 نطفة أخرى محفوظة لأسرى تخضع زوجاتهم للعلاج حاليا استعدادا لعملية التلقيح الصناعى علها تكلل بالنجاح، مثل زوجات الأسرى اللاتى أنجبن بهذه الطريقة فى السابق، فالأسرى وزوجاتهم ينتزعون حقا مشروعا أجازته الشريعة الإسلامية، دون الاكتراث بالمجتمع الفلسطينى الذى شعر "بالصدمة" عند ولادة الطفل الأول مهند الزبن بهذه الطريقة، ثم ما لبث وأن بدأ يقتنع بالفكرة. وقد أجريت جميع عمليات التلقيح الصناعى لزوجات الأسرى حتى الآن فى مركز "رزان" الطبى بمحافظة نابلس، الذى يجرى تلك العمليات مجانا شريطة أن يكون الأسير محكوما بالسجن لسنوات طويلة، وذلك حتى لا تضيع على زوجته فرصة الحمل والإنجاب عند وصولها إلى سن معين. ويقول الدكتور سالم أبو خيزران مدير المركز الذى أخذ على عاتقه مساعدة زوجات الأسرى لتحقيق حلم الإنجاب، إن المحاولة الأولى لإجراء عملية تلقيح صناعى لزوجة أسير بواسطة نطفة مهربة من زوجها كانت عام 2010 ولم تكلل بالنجاح، وتم تكرار التجربة بعدها بعام ونجحت بالفعل، لكن الزوجة أجهضت الجنين بعد ثلاثة أشهر. وجاء شهر أغسطس من عام 2012 ليعلن عن ولادة "مهند" الذى لقب بـ"سفير الحرية من داخل سجون الاحتلال"، وهو نجل الأسير عمار الزبن المعتقل منذ عام 1998، والمحكوم عليه بـ26 مؤبدا و25 عاما، أى أن مجموع سنوات سجنه يصل إلى ألفين و599 عاما. ويولد مهند ليبصر عمار الزبن النور أخيرا خلف القضبان ويمنح الأمل لباقى الأسرى فى الانتصار لإرادتهم من خلال معركة فريدة من نوعها هذه المرة هى "النطف المهربة"، وبالفعل سارت الكثير من زوجات الأسرى على خطى زوجة عمار الزبن ليولد ثمانية أطفال حتى الآن والبقية تأتى. ويوضح أبو خيزران أن عينات النطف تأتى إلى المركز من خلال أهل الأسير بطريقة لا يعلمها أحد، ويمكن أن تحفظ لسنوات إذا كانت صالحة، مشيرا إلى أن العملية أجريت للعديد من زوجات الأسرى ولم تكلل بالنجاح لكنهن يمتلكن إصرارا كبيرا على تكرار التجربة عدة مرات حتى تنجح. وأضاف أن المركز أخذ على عاتقه إجراء هذه العمليات من ناحية إنسانية بحتة وتقتصر على زوجات الأسرى ذوى الأحكام العالية فقط، لأن هؤلاء النساء يمكن أن يتخطين سن الإنجاب عند خروج أزواجهن من الأسر، مما يدفع المجتمع للضغط على الأسير للزواج بأخرى ويقع ظلم كبير على المرأة التى انتظرت لسنوات طويلة الإفراج عن الزوج. وينصح أبو خيزران باقى المراكز المتخصصة فى التلقيح الصناعى بالتبرع بإجراء هذه العمليات لزوجات الأسرى نظرا لوجود آلاف الأسرى الذين صدر بحقهم أحكاما عالية ويتطلعون إلى تحقيق هذا الأمل. وإمعانا فى الشعور بالانتصار على قيد السجان، ترغب بعض زوجات الأسرى اللاتى أنجبن مرة عن طريق نطف أزواجهن المهربة بتكرار تجربة الإنجاب بهذه الطريقة مرة أخرى بعد الاتفاق مع الزوج بالطبع، من بينهن زوجة الأسير عبد الكريم ريماوى الذى حكم عليه بالسجن 25 عاما، ونجحت بعد إجراء عملية التلقيح الصناعى فى إنجاب طفلها "مجد" العام الماضى وتنوى تكرار التجربة ليكون لديها أسرة كبيرة تعوضها غياب زوجها. وتقول ليديا ريماوى إنها كانت قد أنجبت من زوجها ابنة واحدة قبل اعتقاله فى 2001 وأنه اقترح عليها فى بداية سجنه محاولة الإنجاب بهذه الطريقة لكنها رفضت لاعتقادها أن فترة سجنه لن تطول، لكنها حسمت أمرها فى 2012 وتم تهريب نطفة من زوجها وخضعت لعملية التلقيح الصناعى بنجاح لتنجب مجد الذى أعاد إليها فرحتها، وتعتزم تكرار التجربة هذا العام. غير أن ليديا ريماوى وغيرها من زوجات الأسرى تعرضن لنوع بشع من الظلم من إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية التى ترفض الاعتراف بأبناء "النطف المهربة" وتعتبرهم "أطفالا غير شرعيين". تقول ريماوى إن إدارة السجن رفضت أن يرى زوجها طفله "مجد"، وتساءلت كيف يمكن لعبد الكريم ريماوى إنجاب طفل وهو قابع فى السجن منذ أكثر من 12 عاما، موضحة أن الإدارة طلبت إجراء تحليل "دى إن إيه" لإثبات نسب الطفل إلى أبيه، وهو ما قوبل بالرفض من جانبها. ويطالب حقوقيون فلسطينيون بتحرك قانونى جاد يكفل حق هؤلاء الأسرى، ويضمن حماية أطفالهم وعدم الإساءة لهم، فإسرائيل تعاقب الأطفال هؤلاء بوصفهم "غير شرعيين" وتمنعهم من الزيارات لحرمان آبائهم من رؤيتهم. لكن هذه القيود لم تسمح بإحباط عزيمة الأسرى فى إنجاب أطفال يخلدون ذكراهم حتى وإن حرموا من رؤيتهم، وانتشرت فكرة تهريب النطف لدرجة أن بعض الأسرى غير المتزوجين يفكرون فى مخرج شرعى وقانونى يمكنهم من الزواج والإنجاب بهذه الطريقة ويبحثون عن فتيات توافق على هذا الوضع. ويظل المجتمع الفلسطينى ما بين مؤيد ومعارض لفكرة "النطف المهربة"، فبينما ينظر المؤيدون للأمر على أنه كسر للقيود وانتصار لإرادة الحركة الأسيرة، يرى المعارضون أن هذه الفكرة لن تتسبب سوى فى إنجاب المزيد من الأطفال الذين يحملون صفة "أيتام" رغم أن آباءهم لا يزالون على قيد الحياة بسبب سنوات الأسر الطويلة، والمزيد من الأعباء المعيشية المفروضة على زوجة الأسير التى تتحمل مسئولية تربية أطفالها بمفردها.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النطف المهربة أحدث معارك الأسرى الفلسطينيين لكسر قيد السجان النطف المهربة أحدث معارك الأسرى الفلسطينيين لكسر قيد السجان



GMT 22:26 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوثيون يعلنون شن عملية على "هدف حيوي" في إيلات بإسرائيل

GMT 03:23 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في مستوطنة دوفيف

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم
  مصر اليوم - رأس شيطان ضمن أفضل 10 مناطق للغطس في العالم

GMT 10:43 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نظر أولى جلسات محاكمة متهم بالانضمام لـ"داعش بولاق"
  مصر اليوم - نظر أولى جلسات محاكمة متهم بالانضمام لـداعش بولاق

GMT 12:44 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسماء أبو اليزيد تنضم إلى الفنانات المطربات
  مصر اليوم - أسماء أبو اليزيد تنضم إلى الفنانات المطربات

GMT 14:08 2018 السبت ,21 إبريل / نيسان

اختاري كوشات أفراح مبتكرة في موسم صيف 2018

GMT 01:35 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

عبد الله السعيد يفجر المشاكل بين كوبر وأبوريدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon