عمان - مصر اليوم
طردت الحكومة الاردنية الاثنين السفير السوري في المملكة بهجت سليمان بسبب "إساءاته المتكررة" الى الاردن الذي يخشى تداعيات النزاع السوري ويستضيف 600 الف لاجئ على اراضيه، في خطوة ردت عليها دمشق باعلان القائم بالاعمال الاردني "شخصا غير مرغوب فيه".
ميدانيا، تقدم مقاتلو المعارضة السورية في ريف ادلب (شمال غرب)، ما اتاح لهم تضييق الخناق على معسكرين اساسيين للقوات النظامية.
وقالت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الاردنية صباح الرافعي ان "الوزارة وبإيعاز من وزير الخارجية (ناصر جودة) سلمت السفارة السورية في عمان مذكرة تتضمن قرار الحكومة الاردنية اعتبار السفير السوري في عمان بهجت سليمان شخصا غير مرغوب فيه".
وطلبت الوزارة من سليمان مغادرة "اراضي المملكة خلال 24 ساعة"، بحسب وكالة الانباء الاردنية.
وبررت الرافعي القرار بكون سليمان واصل "اساءاته المتكررة وعبر لقاءاته الشخصية وكتاباته في وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي والموجهة ضد المملكة الاردنية الهاشمية"، وانه لم يلتزم "بأدنى متطلبات العمل الدبلوماسي في دولة مضيفة تحتضن وتؤوي مئات الالاف من مواطني بلده الذين لاذوا الينا طالبين الأمن والأمان في بلد الأمن والأمان والاستقرار".
واعتبرت انه "استخدم اراضي المملكة كمنبر للتشكيك بمواقفها وتوجيه الاتهامات الباطلة لها"، واساء الى "دول عربية شقيقة وجارة للأردن وقياداتها، والتي تربطها بالأردن اوطد العلاقات الاخوية وامتنها".
ورأت ما قام به "خروجا سافرا على كل الاعراف والمواثيق الدبلوماسية".
وكان الاردن وجه في السادس من حزيران/يونيو "انذارا نهائيا" للسفير السوري، بعد انتقادات نسبت اليه، لاستضافة المملكة لاجتماع اصدقاء سوريا الذي عقد في ايار/مايو 2013، وطالبها بنشر صواريخ باتريوت.
ونقل عن سليمان قوله حينها ان "الاردن بلد جاهل وعلى سوريا ان تعلمه ان لديها صواريخ اسكندر وهي قادرة على علاج الباتريوت وبشكل ناجح جدا جدا".
وقال جودة في حينه ان سليمان "تجاوز كافة الاعراف والممارسات الدبلوماسية من خلال تصرفاته ولقاءاته المعلنة وغير المعلنة وتصريحاته المرفوضة والمدانة"، وانه اطلق "اساءات متكررة" للأردن ومؤسساته.
واعتبر المحلل محمد ابو رمانة ان "حدة تصريحات السفير زادت في الاونة الاخيرة"، وان ما يصدر عنه "يمثل اهانة للحكومة الاردنية وفيه نبرة اتهام".
وردا على الخطوة، قررت "الحكومة السورية اعتبار القائم باعمال السفارة الاردنية في دمشق شخصا غير مرغوب فيه"، بحسب بيان للخارجية السورية بثه الاعلام الرسمي.
وطلبت الخارجية من السفارة الاردنية "ابلاغ القائم بالاعمال منع دخوله اراضي الجمهورية العربية السورية".
ورأت ان القرار الاردني "مستهجن" و"لا مبرر له"، وانه "لا يعكس طبيعة العلاقات الاخوية العميقة بين الشعبين الشقيقين في سوريا والاردن".
وتوترت علاقات البلدين منذ اندلاع النزاع السوري منتصف آذار/مارس 2011. وغادر السفير الاردني عمر العمد دمشق منذ استدعته بلاده للتشاور في تشرين الثاني/نوفمبر 2011، اثر هجوم متظاهرين سوريين على السفارة الاردنية، بعد تصريحات للعاهل الاردني عبد الله الثاني دعا فيها الرئيس بشار الاسد الى التنحي.
وتتهم دمشق عمان بتسهيل تسلل مقاتلين عبر حدود البلدين. وحذر الاسد في نيسان/ابريل 2013 الاردن من امتداد "الحريق" السوري اليه.
وقال المحلل عريب الرنتاوي مدير مركز القدس للدراسات السياسية لوكالة فرانس برس ان "الخطوة مفاجئة ومن الصعب الان التكهن بمغزاها ودلالاتها، لكن هي تطور الى الوراء في العلاقات الاردنية السورية".
ورأى ابو رمانة ان القرار "سيؤثر بدون ادنى شك على العلاقات بين البلدين"، مشيرا الى ان "أي خطوة مثل هذه الخطوات الحساسة ستؤثر سلبا على العلاقة بين الاردن والنظام السوري وتحديدا نظام بشار الاسد".
وتخشى الولايات المتحدة من تداعيات الحرب السورية على الدول المجاورة ولا سيما الاردن، أحد ابرز حلفائها في المنطقة. ونشرت واشنطن مجموعة مقاتلات اف 16 وصواريخ باتريوت في الاردن، مع انتهاء مناورات "الاسد المتاهب" العسكرية المشتركة في 20 حزيران/يونيو.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الاميركية لفرانس برس حينها ان واشنطن عززت عدد جنودها في المملكة ليصل عددهم الى الف جندي.
ويستضيف الاردن أكثر من 600 الف لاجىء سوري مسجلين. وتقول السلطات الاردنية انه يضاف الى هؤلاء، نحو 700 الف سوري يقيمون على اراضيها منذ ما قبل النزاع.
وفجر الاثنين، شب حريق في 11 عربة متنقلة للاجئين السوريين في مخيم الزعتري (شمال)، دون وقوع اصابات، وفق مصدر في الدفاع المدني.
ويأتي قرار طرد السفير السوري بعد نحو عشرة ايام على موافقة الحكومة الاردنية على مشاركة السوريين المقيمين فيها، في الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من حزيران/يونيو، والتي يتوقع ان تبقي الرئيس الاسد في منصبه. وتقام عملية التصويت في السفارة في 28 ايار/مايو.
وتجرى الانتخابات داخل سوريا في المناطق التي يسيطر عليها النظام.
وتواصلت المعارك في الميدان السوري الاثنين. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان وناشطون عن تقدم مقاتلي المعارضة في محافظة ادلب، وسيطرتهم على حواجز عدة للقوات النظامية، واجزاء من طريق دولية بين ادلب ووسط البلاد، وضيقوا الخناق على معسكري وادي الضيف والحامدية المحاصرين منذ اكثر من عام.
من جهتها، تبنت جبهة النصرة ذراع تنظيم القاعدة في سوريا التفجير المزدوج بسيارتين مفخختين الذي استهدف الاحد مدينة حمص (وسط)، ما ادى الى مقتل 12 شخصا واصابة ثلاثين على الاقل.
وفي الرباط، اوقفت وزارة الداخلية المغربية "شخصين متورطين في تجنيد وإرسال مقاتلين مغاربة إلى سوريا"، بحسب ما جاء في بيان لها.
أ ف ب
أرسل تعليقك