اعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان فريقها الذي يحقق في استخدام الكلور في سوريا "في امان" بعد وقت قصير على اتهام السلطات السورية المعارضة المسلحة بخطف
ستة من اعضاء الفريق وسائقيهم الخمسة في ريف حماة، بينما نفى ناشطون على الاض حصول الخطف.
واعلن مركز حماة الاعلامي التابع للمعارضة في بيان ان بعثة تقصي الحقائق حول استخدام الكلور التابعة لمنظمة حظر الاسلحة الكيميائية زارت بلدة كفرزيتا في ريف حماة
الشمالي للقيام بعملها، وان عناصر من الجيش السوري الحر رافقوها بعد مغادرتها المناطق الخاضعة لسيطرة النظام وصولا الى كفرزيتا ثم رافقوها في طريق العودة.
ونفى مدير المركز يزن شهداوي ردا على سؤال لوكالة فرانس برس عبر الانترنت تعرض البعثة لاي عملية خطف، كما قال النظام.
وكانت وزارة الخارجية السورية اعلنت في بيان نشرته وكالة الانباء الرسمية (سانا) ان "مجموعات ارهابية" خطفت "احد عشر شخصا، خمسة منهم سوريون (سائقون) وستة
من فريق بعثة تقصي الحقائق" اثناء توجههم في سيارتين الى قرية طيبة الامام في ريف حماة.
واوضحت ان فريق البعثة أبلغ بعد وصوله في اربع سيارات رباعية الدفع تابعة للامم المتحدة الى قرية طيبة الامام الواقعة شمال غرب مدينة حماة بعدم امكان تأمين مواكبة امنية
له، وانه قرر متابعة طريقه في اتجاه قرية كفرزيتا "على مسؤوليته".
وقال البيان "على بعد كيلومترين من قرية طيبة الامام تم تفجير احدى سيارات البعثة بعبوة ناسفة، ما اضطر من فيها للانتقال الى سيارة اخرى ليعودوا ادراجهم باتجاه قرية طيبة
الامام، الا ان سيارة واحدة وصلت الى هذه القرية"، مشيرا الى خطف السيارتين الاخريين.
وبعد وقت قصير على بيان الخارجية، اكد الناطق باسم منظمة حظر الاسلحة الكيميائية مايكل لوهان من لاهاي لوكالة فرانس برس ان "موكبا لمفتشين من منظمة حظر الاسلحة
الكيميائية والامم المتحدة تعرض لهجوم"، لافتا الى ان "كل اعضاء الفريق في امان وسالمون وفي طريقهم الى قاعدتهم العملانية".
ورفض المتحدث الادلاء بمزيد من التفاصيل "لاسباب امنية"، وتوضيح ما اذا كان المحققون خطفوا ام لا.
ونقل المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته عن مصادر طبية في بلدة كفرزيتا أن البعثة "لم تصل إلى مناطق خارج سيطرة النظام حتى يتم خطفها"، مشيرا الى ان العبوة
"انفجرت بالقرب من بلدة طيبة الإمام التي تسيطر عليها قوات النظام".
واتهم مركز حماة الاعلامي "قوات الأسد بتفجير عبوة ناسفة في احدى سيارات بعثة التحقيق".
واوضح شهداوي لفرانس برس ان السيارة التي اصيبت في الانفجار من دون ان يصاب اي من ركابها باذى، "بقيت في طيبة الإمام مع سيارة أخرى، بينما دخلت السيارتان
المتبقيتان كفرزيتا".
وشكلت بعثة تقصي الحقائق في نهاية نيسان/ابريل، بعد تقارير غربية عدة واخرى لمنظمة "هيومن رايتس ووتش" تحدثت عن هجمات نفذها النظام على مناطق خاضعة لسيطرة
المعارضة استخدم فيها غاز الكلور، ابرزها في 12 نيسان/ابريل في كفرزيتا.
واكد المرصد السوري اليوم نقلا عن شهادات أطباء وبعض المصابين ومواطنين في كفرزيتا "استخدام قوات النظام لغازات سامة ألقتها الطائرات المروحية عن طريق البراميل
المتفجرة، يومي 11 نيسان/ابريل و22 أيار/مايو"، ما تسبب باصابة 120 شخصا في الهجوم الاول وسبعين في الثاني.
واعلنت واشنطن انه في حال صحت هذه الاتهامات، فانها تتنافى مع معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية التي التزمت دمشق باحترامها.
وانضمت سوريا رسميا الى معاهدة حظر الاسلحة الكيميائية في تشرين الاول/اكتوبر في اطار اتفاق روسي-اميركي حول تفكيك الترسانة الكيميائية السورية بعد اتهامات ضد
النظام باستخدام غاز السارين في هجوم قرب دمشق. كما وافقت على نزع اسلحتها الكيميائية بموجب خطة اقرها مجلس الامن يفترض ان ينتهي تطبيقها في حزيران/يونيو.
واعلنت البعثة المشتركة من الامم المتحدة ومنظمة حظر الاسلحة الكيميائية التي تشرف على تدمير الترسانة الكيميائية السورية اخيرا ان هناك 7,2 اطنان من مواد الاسلحة
الكيميائية لا تزال موجودة في سوريا يفترض نقلها الى الخارج تمهيدا لتدميرها.
في لبنان، يواصل حزب الله الذي يقاتل في سوريا الى جانب قوات النظام دفن ضحاياه.
وافاد سكان في بلدة عين قانا الجنوبية وكالة فرانس برس الثلاثاء عن مقتل فوزي ايوب خلال معارك في سوريا، وقد "كان قائدا ميدانيا في حزب الله في منطقة حلب" (شمال)،
على حد قول احدهم.
وايوب ملاحق من مكتب التحقيقات الفدرالي الاميركي (اف بي آي) بصفته "احد اخطر الارهابيين في العالم" وبتهمة محاولة الدخول الى اسرائيل بجواز سفر اميركي مزور من
اجل القيام بعملية تفجير في العام 2000.
كما نعى الحزب محمود الحايك المطلوب في لبنان بمذكرة توقيف غيابية بتهمة محاولة اغتيال الوزير والنائب اللبناني بطرس حرب.
سياسيا، تستمر في سوريا التحضيرات لاجراء الانتخابات الرئاسية. وتجري غدا الاربعاء عملية الاقتراع في خارج سوريا التي تجاوز عدد المسجلين فيها مئتي ألف في 39
سفارة، بحسب صحيفة "الوطن" السورية القريبة من السلطات.
وذكرت وزارة الخارجية السورية الثلاثاء ان دولة الامارات منعت السوريين المقيمين على اراضيها من المشاركة في الانتخابات، معتبرة ان الامارات انضمت الى "جوقة
الدول المتآمرة" على سوريا.
وسبق للامم المتحدة ودول غربية داعمة للمعارضة السورية ان اعتبرت اجراء هذه الانتخابات التي يتوقع ان تبقي الرئيس بشار الاسد في موقعه "مهزلة" في خضم النزاع
الدامي في البلاد. واعلنت فرنسا وبلجيكا والمانيا قبل ذلك انها لن تسمح للسوريين بالاقتراع على اراضيها.
أ ف ب
أرسل تعليقك