كشف عضو الجمعية المصرية للحساسية و المناعة ، و استشاري الأطفال و زميل كلية الدراسات العليا للطفولة في جامعة عين شمس الدكتور مجدي بدران خطورة نشر الملابس في الهواء وقت هبوب الخماسين ،وقال :الملابس المجففة في الهواء الحالي تجلب حبوب اللقاح و مائة نوع من الفطريات ، والفطريات الجوية من الأسباب المهمة للحساسية و أمراض الجهاز التنفسي.
وأكد في حديث خاص إلى " مصر اليوم" أن معرفة هذه الفطريات مهم جدًا للتشخيص والوقاية والعلاج، و تعتبر الفطريات واحدة من أكثر المسببات شيوعًا للربو، و التهاب الأنف التحسسي و مشاكل الجهاز التنفسي، و تشمل أضرار استنشاق الهواء الملوث و الإصابة بالالتهابات التنفسية بدءًا من الأنف ومرورًا بالحلق والقصبة الهوائية والشعب الهوائية والرئة ، و الإصابة بحساسية الصدر أو الأنف أو الجلد ، و قصور في الدورة الدموية .
و تهيج الأتربة الربو في 90% من الحالات , و تعرض المرضى للعديد من بروتينات الحشرات . عند التعرض الأول لمسببات الحساسية كالأتربة يبرمج الجهاز المناعي نفسه على كيفية التعامل معها عند أي تعرض جديد لهذه المسببات ,
وأضاف : تتولد خبرة مناعية فتصبح الخلايا التحسسية على أهبة الاستعداد لأي غزو للجسم بمسببات الحساسية فتتسلح بمضادات أجسام مناعية تتحسس المسببات , وسرعان ما تتفاعل معها مناعياً فتطلق الخلايا التحسسية موادًا كيمائية تنذر الجسم بدخول مسببات الحساسية , فتسبب هذه المواد الكيمائية ظهور أعراض الحساسية المقلقة لكنها وسائل مشروعة للجهاز المناعي للتخلص من مسببات الحساسية بالتخفيف من تركيز مسببات الحساسية بالدموع مثلاً أو زيادة إفراز المخاط في الأنف أو الصدر , أو لطردها خارج الجسم بالعطس أو بسيلان الأنف أو العين أو الكحة . يسبب ذلك إرسال رسالة لتحذير الإنسان فيتحرك بعيداً عن مصدر مسببات الحساسية أو يضطر للذهاب للطبيب و تناول الأدوية وبالتالي الحفاظ على الحياة .
و تابع: تؤثر الرياح المعبأة بالرمال والأتربة سلبًا على مستوى الرؤية , و لربما تسبب مشاكل في الأنف والحلق والجهاز التنفسى و العين، خاصة في ذوي الاستعداد الوراثي للحساسيات، و تلوث الهواء بالأتربة يزيد من فرص إصابة المواليد بالالتهابات التنفسية خاصة الالتهاب الرئوي ، و الإصابة المبكرة بحساسية الصدر أو الأنف أو الجلد بدءًا من السنة الأولى من العمر، و يزيد من معدلات الأزمات الربوية بعد الولادة .
وأكد أن تراكم الأتربة الناعمة داخل المباني و السيارات يسبب الحساسية , حيث يقضي الكثير من الناس 90% من حياتهم داخل المباني . تلوث العواصف الترابية البيئة ، و تحرك الغبار والأتربة وتحملها مسافات بعيدة , متأثرة بالرطوبة و تقلب درجات الحرارة , و محتويات الرمال و كتلتها , و الغطاء النباتي .
و كلما خفت كتلة محتويات الأتربة زاد بقاؤها و تعلقها في الهواء، الرياح تحتوى على الرمال و الأتربة ببلايين الأطنان
وذكر أن الغبار هو حبيبات صغيرة الحجم كالأتربة والرمال الناعمة ولربما يحتوي علي ملوثات بيئية كمركبات الرصاص، علاوة على العديد من الميكروبات ، و العديد من أنواع مختلفة من الفطريات، و العديد من أنواع مختلفة من حبوب اللقاح .ومن مضاعفات الرصاص الأنيميا , حيث يشل الإنزيمات اللازمة لكوين الدم . كل زيادة 1 ميكروجرام / ديسيليتر للرصاص في الدم تؤدي إلى انخفاض 7 درجات في معدل الذكاء عند الأطفال، و هناك توصيات دولية بخفض نسبة الرصاص في الدم (للأطفال) إلى أقل من 10 ميكروجرام / ديسيليتر . يخفض الرصاص الذكاء عند الأطفال و يسبب صعوبات تعلم و أمراض عصبية عند الأطفال .
و تنقل الأتربة سموم بعض البكتيريا، و تراكم سموم البكتيريا في المنازل يزيد من الحساسية ضد حشرة الفراش السبب الأول للحساسية في العالم .وحبوب اللقاح أحد مكونات العواصف الترابية , و ربما لا تنمو في المكان الذي تعيش فيه، و لكنها تفد إليك من أماكن بعيدة على بعد 300 – 400 ميل عبر الرياح , تنتج حوالي بليونًا من حبوب اللقاح لكل نبتة , و ربما تسبب خمسة أنواع من الحساسية : حساسية الجلد أو العين أو الأنف أو الصدر أو الطعام .
وأردف "تشمل الوقاية من حساسية الأتربة تجنب الخروج من المنزل خاصة مرضى الربو و مرضى حساسية الأنف و حساسية العين , و استخدام ماسكات ضد الأتربة , و غسل الوجه و الرأس , و تنظيف الأنف باستمرار , و التخلص من الأتربة في المنازل أو أماكن العمل أو السيارات , و بمسح الأسطح بقطع قماش قطني مبللة بالماء , و تغطية أجهزة التكييف وصيانتها , وإحكام غلق النوافذ والأبواب , و تناول أدوية علاج الحساسيات خاصة الوقائية التي تباعد بين فترات حدوث أزمات الحساسية و يفيد رفع القمامة و الأتربة المتراكمة من الشوارع والطرقات , فتيارات الهواء تنقلها إلى أنوف المواطنين و عيونهم و صدورهم و جلودهم وملابسهم و أغذيتهم ، ينبغي تجنب الخروج من المنزل خاصة المرضى الذين يعانون من أمراض بالجهاز التنفسي خاصة مرضى الربو و مرضى حساسية الأنف و حساسية العين .
وشدد على ضرورة استخدام ماسكات ضد الأتربة ، أو تغطية الأنف بكوفية أو إيشارب أو منديل , و تناول أدوية علاج الحساسيات خاصة الوقائية التي تباعد بين فترات حدوث أزمات تحسسية .
و تتضاعف معدلات حدوث الأزمات الربوية والاحتجاز في المستشفيات مع انخفاض مستويات فيتامين سي خلال موجات الأتربة ، فيتامين سي من أهم مضادات الأكسدة ، فهو يساعد في نمو الأنسجة و إصلاحها , و يقي من الآثار السلبية لملوثات الهواء مثل الأتربة , لقدرته على خفض الشوارد الحرة في المجاري الهوائية وبالتالي حماية خلايا الجهاز التنفسي من التهتك والتدمير . يتوفر فيتامين سي في الجوافة , الكيوي , الفلفل الملون , البروكلى , الفراولة , البرتقال , الليمون .
أرسل تعليقك