كشف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، واستشاري الأطفال، وزميل معهد الطفولة في جامعة عين شمس، الدكتور مجدي بدران، عن كيفية التغلب على الموجات الحارة في الصيف. وقال: "تتعرض مصر حاليًا لموجة حارة وارتفاع في نسبة الرطوبة، والعرق مهم لتلطيف درجة حرارة الجسم وتخليصه من المواد الضارة والأملاح".
وأوضح بدران، في مقابلة مع "مصر اليوم"، أن كمية إفرازات العرق تعتمد على عوامل مختلفة، أهمها درجة حرارة الجو، والرطوبة النسبية، وكمية السوائل التي يتناولها الإنسان، والسمنة، والوراثة، والتوتر، والقلق، والإجهاد، والتدخين، وزيادة إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، وتحدث زيادة التعرق في باطن اليد، والإبط, والوجه, والمناطق التناسلية، وباطن القدم.
وأشار إلى البعض يعاني من رائحة العرق التي تعتبر مشكلة اجتماعية، فهناك 69 مليون إنسان يعانون من التعرق الشديد، مبينًا أن العرق الليلي هو تعرق غزير مع احمرار الجلد، وارتفاع شديد في حرارة الجسم أثناء النوم ليلاً، ويسبب ابتلال الملابس والفراش، بدون ارتفاع درجة حرارة الجو، و يحدث مع قرب انقطاع الطمث، والحمى غير المشخصة، وانخفاض السكر في الدم، خاصة مع مرضى السكري الذين يتناولون جرعات زائدة من الأنسولين، أو الأدوية المخفضة للسكر، وبعض الأدوية من مخفضات الحرارة، كالأسبرين, والكورتيزون، لافتًا إلى أن العوامل التي تساعد على تكون رائحة العرق هي ارتفاع درجة حرارة الجو، و قلة السوائل في الجسم، وارتفاع الأملاح، وبعض الأطعمة كالثوم والبصل والشطة والحلبة والأغذية الدسمة، إضافة إلى مرض السكري، والتهابات الجلد، خاصة مع الالتهابات الفطرية، والحالة النفسية، حيث يحفز التوتر والقلق الغدد العرقية، وإهمال النظافة العامة، مما ينشط الميكروبات التي تفترش الجلد.
ولفت إلى أن درجة حرارة المكيف المثلى هي 23,5 إلى 24,5 درجة مئوية، قائلاً: "البعض يخفض درجة حرارة الغرفة بسرعة, وهذا خطير، فلا يعقل دخول شخص غرفة ما ذات درجة مئوية 16، بينما هي خارج الغرفة 36 درجة مئوية, و هذا يسبب أحيانًا انتكاسات ربوية وصعوبة وضيق في التنفس، والعكس صحيح أيضًا، فالخروج من أماكن باردة لأماكن حارة ضار أيضًا للجهاز التنفسي, وفي هذه الحالات ينصح بالخروج بالتدريج, بالمشى البطيء, ونزول درجات السلم بدلاً من النزول بالمصعد, فالنزول على السلم يحرك الدورة الدموية, ويفيد أيضًا تغطية الأنف بمنديل وشرب مشروب دافئ طبيعي".
وأوضح أن مرور الهواء البارد على الجلد يسبب انقباضًا نسبيًا للعضلات، وبالتالي تتقلص وتتيبس, ومن أمثلة ذلك آلام الرقبة، كما أن مرور الهواء البارد على العين يقلل الماء فيها، لزيادة التبخير من طبقة الدمع، مما يجعلها عرضة للالتهابات وجفاف الأنف والمجاري الهوائية، وعدم التعود على درجات حرارة مرتفعة يزيد من احتمالات الإصابة بالإجهاد الحراري عند الخروج للشارع في الأجواء الحارة، كما يجب ممارسة النشاط البدني، والحفاظ على برودة الجسم, وتهوية المنزل جيدًا.
وشدد بدران على ضرورة شرب الماء كل عشر دقائق أو ربع ساعة، وخلال مشاهدة التليفزيون أو استخدام الحاسب الآلي أو القراءة، قائلاً: "عند الضيق والتوتر أسرع بشرب الماء، و لا تدع الماء يغيب عن عينيك حتى لا تنساه، وضع الماء بجوارك في مكان العمل, وبعد المجهود, وفي السيارة, لأن الماء أفضل السوائل للحفاظ على حيوية الأنسجة وكفاءة الجهاز الدوري والجهاز العصبي والمناعة، لكن الماء المثلج خطر، إذ يقلل المناعة ويبرد الأغشية المخاطية للجهاز الهضمي والأنف، ويصعب الهضم، ويعطل إفراز العصارات الهاضمة، ويسبب الغازات وتقلص المعدة والأمعاء".
وأضاف: "يجب تناول السوائل بوفرة، بحد أادنى ثمانية أكواب ماء للبالغين يوميًا, وعدم الانتظار حتى الإحساس بالعطش، إضافة إلى ضرورة شرب عصائر الفواكه الطبيعية، والأعشاب، كالكركدية، وتناول السلطة الطازجة يوميًا، وتجنب الأغذية الدسمة والملح الزائد، والتهوية الجيدة, والاستحمام المتكرر باستعمال صابون طبي، وتنظيف ثنايا الجلد خاصة مع زيادة الوزن، وتغيير الملابس الداخلية والجوارب يوميًا مرة واحدة على الأقل، واستبدال الملابس المبللة بالعرق بأخرى جافة، وارتداء ملابس بيضاء أو فاتحة اللون قطنية خفيفة واسعة ومتسعة المسام، ما يساعد على تبخر العرق، والبعد عن التعرض مباشرة لآشعة الشمس، والإقلال من مركبات الكافيين كالشاي والقهوة والكولا، تجنب استخدام المساحيق والكريمات بكثرة حتى لا تسد مسام البشرة، وتغلق فتحات الغدد العرقية، ما يمنع خروج العرق فيحتبس داخل الجلد، مسببًا طفحًا أحمر مصحوبًا بحبيبات وحويصلات، مع حكة جلدية، خاصة مع الألياف الصناعية".
أرسل تعليقك