عمان _ ايمان يوسف
أكدت خبيرة الطاقة والتنمية البشرية الدكتورة الأردنية منتهى العزة، حاجة الإنسان بشكل مستمر للطاقة الإيجابية حتى يكون ناجحًا ومتميزًا ومنجزًا، وتعرف العزة الطاقة الإيجابية بأنها الشعور الإيجابي والمتفائل تجاه الحياة والمشاكل والهموم التي تواجه الأشخاص والقدرة على التعامل والتكيف معها.
وكشفت الدكتورة منتهى العزة، في حوار خاص لـ"مصر اليوم"، أن العديد من الأشخاص لا يعرفون الكثير عن المفاهيم العلمية لكنهم يتمتعوا بطاقة إيجابية عالية، في حياتهم ويتميزون بإقبالهم على الحياة وإيمانهم الشديد بأن أي مشكلة خلقت لتكون خطوة للأمام في مستقبلهم ويستطيعون التعامل بإيجابية مع مشاكلهم ومشاكل الآخرين والاستمتاع بكل تفاصيل حياتهم ولو كان بسيطًا.
وأوضحت العزة أن بعض الأشخاص ممكن أن يمنح الآخرين طاقة إيجابية ونحن نستطيع منحها لمن حولنا بدعمهم ورفع معنوياتهم ولعل برأيي الحب والتقبل هو أهم مانح للطاقة الإيجابية في حياتنا ومجتمعاتنا.
وتوضح العزة أن أهمية الطاقة الإيجابية تكمن في قدرة الشخص على تحقيق أهدافه ويتغلب من خلالها على المشاكل والعقبات المحيطة به، والإنسان لديه طاقة روحية وجسدية وفكرية وحركية إذا أحسن استخدامها حقق ما يريد من أهداف، مشيرة أن بعض الأشخاص ممكن أن يعطوا للآخرين طاقة سلبية وهؤلاء الأشخاص هم دائمي الشكوى من الظروف والعقبات ويتناسوا ما في حياتهم من نعم وأشياء جيدة ويركزون بقوة على المشاكل أو النواقص أو السلبيات، هؤلاء نطلق عليهم "مصاصي الطاقة".
موضحة أنه عند لقائنا مع أشخاص سلبيين ما أن ينتهي لقاؤك بهم حتى نشعر بأننا متعبين ومكتئبين ومشوشين ، من الأمثلة على ذلك عندما تزور شخص مريض في المستشفى، تذهب وأنت بحالة ممتازة، بمرور الوقت أنت تشعر بالتعب والإرهاق وذلك يحدث لأن المريض تكون طاقته ضعيفة بسبب المرض و يبدأ دون وعي بامتصاص طاقتك الإيجابية، وهناك مثال آخر عندما تذهب لحفلة عرس مثلا حتى لو كنت ذاهب من باب المجاملة ولا علاقة مباشرة لك بالأشخاص، بعد وقت قصير تشعر بأنك سعيد لأن الطاقة البشرية معدية وتنتقل عبر الأفكار والبيئة المحيطة بك، لذلك دائمًا ننصح بالابتعاد قدر الإمكان عن الأشخاص السلبيين أو دائمي الشكوى لأننا نتأثر بهم بلا وعي منا.
وفيما يتعلق بمفهوم التنمية البشرية توضح العزة، أنه –بحسب التعريف المنتشر- هي نشاط يقوم به الفرد تجاه نفسه وتجاه غيره بنشر ثقافة تنمية الذات بمجموعة سمات شخصية ومهارية تشكل لاحقا الفرد الناجح المثقف القادر على التعامل مع متغيرات الحياة وذلك بالعمل على تنمية جوانب الشخصية السبعة "الروحي، الصحي، الشخصي، العائلي، الاجتماعي، المهني، الاقتصادي"، كما أنها تدخل في معظم التفاصيل اليومية كإدارة التوتر ومهارة الاتصال وإدارة الوقت وإدارة الغضب وقبول الآخر والتخطيط للأهداف والعلاقة الأسرية والزوجية والتعامل مع الموظفين ومسؤولي العمل وفن الإصغاء وحل المشكلات الخ الخ الخ.
وتضيف العزة، بأنه انتشرت خلال الفترة الأخيرة العديد من الدورات والبرامج التي تدور في هذا الفلك مع ازدياد اهتمام الدول برفع قدرات أفراد المجتمع المحلي بما يصب في النهاية في مصلحة التنمية المجتمعية والتطوير والتقدم الإجمالي للمجتمع ككل، وكأي علم جديد بدأ البعض للأسف باستغلال احتياج الناس ورغبتهم بتحقيق التوازن في حياتهم للحصول على الربح السريع، وأصبحت مهنة التدريب على محاور التنمية البشرية "مهنة من لا مهنة له" يحصل فيها الشخص على دورات بسيطة ويعلن عن نفسه كمدرب تنمية بشرية، وهذا أقرب للتجارة.
ولعل عدم وجود قوانين ناظمة لهذا العلم وكيفية تدريسه والجهات المخولة بمنح الشهادات وغيرها ساهمت إلى حد كبير بالانطباع السلبي الذي بدأ يتشكل مؤخرًا حول هذه العلوم والدورات الخاصة بها.
وللحد من هذه الفوضى التي ستسيء لهذه العلوم العظيمة والتي وضعت لخدمة الناس وتطوير حياتهم هو إيجاد قوانين تقنن العاملين في هذا المجال، كما اعتقد أن هناك مسؤولية فردية تقع على الأشخاص الراغبين بتعلم هذه العلوم بالتحري الحقيقي عن الأشخاص والمراكز التي تقدم هذه الخدمات.
أرسل تعليقك