كشف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، واستشاري طب الأطفال وزميل معهد الطفولة الدكتور مجدي بدران عن خطورة ديدان الإسكارس، وعرفها بأنها هي الديدان المعوية واسعة الانتشار بين البشر وتتراوح نسب الإصابة في الدول الفقيرة ما بين 20 في المائة إلى 67 في المائة، ومن أكثر أنواع الديدان انتشارًا حوال العالم ، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية والفقيرة، والمناطق الدافئة والرطبة، و ديدان الإسكارس تصيب مليار إنسان ، وغالبية من يعانون من عدوى الإسكارس هم من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن أوام.
وأكد مجدي بدران في حوار له مع "مصراليوم": "تعيش الديدان الإسكارس في الجزء العلوي من الأمعاء الدقيقة وشكلها أسطواني، لونها أبيض أو وردي متوسط ويبلغ طول الذكور من 15إلى 30 سم ، و يتراوح طول الأنثى من 25سم إلى 30 سم، و قطرها من 3 مم إلى 6 مم، وتنتج الأنثى الملقحة حوالى 240 ألف بيضه يوميًا لمدة سنة تخرج في براز الشخص المصاب , و تبقى البويضات المخصبة في التربة لمدة 3 أسابيع ، ولكنها يمكن أن تبقى حية في التربة لعدة سنوات.
وأكد طبيب الأطفال أن العدوى تحدث نتيجة تناول خضراوات أو فواكه ملوثة ببيض الإسكارس ، وملامسة سطح أو تربة ملوثة ببيض الإسكارس، وتعيش لمدة سنة، وتفقس البويضات في الأمعاء الدقيقة، وتهاجر اليرقات من خلال مجرى الدم أو الجهاز الليمفاوي إلى الرئتين, وتمكث في الرئتين من ستة إلى عشرة أيام في الرئتين.
وأشار إلى أنها توجد في الحويصلات الهوائية ولهذا ربما يسبب علامات وأعراض مشابهة لمرض الربو أو الالتهاب الرئوي، بما في ذلك السعال المستمر, ضيق في التنفس, الصفير في 50 في المائة من الحالات، كما تصيب أرتيكاريا حوالي 15في المائة من الحالات، وحدوث ارتفاع في درجة الحرارة إلى 38,5 درجة مئوية، وربما يحدث تصخم بسيط في الكبد ، وتتحسن الأعراض في غضون من خمسة إلى عشرة أيام ، كذلك قد يحدث الالتهاب الرئوي الناتج عن يرقات الإسكارس الغير قاتل ، وبعد الرئتين تنتقل اليرقات إلى الحلق ثم تبتلع ومنه تصل إلى الأمعاء الدقيقة.
وأوضح أنه للمرة الثانية في حياتها تتحول اليرقات الناضجة إلى ديدان بالغة، وتعيش الديدان البالغة عادة في الأمعاء حتى الموت بعد حوالى سنة إلى سنتين، أما بالنسبة إلى الأعراض ففي حالات العدوى الخفيفة أو المعتدلة 85 في المائة لا تحدث أعراض مثل آلام في البطن, مغص, غثيان أو قئ , إسهال أو خروج براز مدمم، وفي حالة وجود عدد كبير من الديدان في الأمعاء ربما يحدث ألم شديد في البطن وتعب , وفقدان الوزن وسوء التغذية , وخروج الديدان في القئ أو البراز، وحدوث مشاكل في التعليم .
وبالنسبة إلى المضاعفات فلا تسبب الحالات الخفيفة عادة أي مضاعفات, لكن في حالات العدوى الكثيفة، قد تكون المضاعفات خطيرة مثل تخلف النمو, فقدان الشهية, وسوء الامتصاص، وفي حالات العدوى الثقيلة، يمكن أن تتجمع كتلة من الديدان في جزء من الأمعاء، مما يتسبب في تقلصات شديدة في البطن والقيء, وسوء الامتصاص بسبب فقدان الإنزيمات من طبقة الخملات في الأمعاء الدقيقة كذلك يحدث تآكل وقصر في الخملات المنوط بها امتصاص الطعام، والتهاب الغشاء المخاطي للأمعاء.
وأردف العدوي أنه خلال رحلة اليرقات من مكان إلى آخر في الجسم ربما يحدث التهابات في الغشاء البريتوني, أو الأحشاء أو الرئتين ، ونشوء تضخم في الكبد والطحال ، وربما ينثقب جدار الأمعاء أو الزائدة الدودية ويحدث نزيف داخلي أو التهاب الزائدة الدودية, ونادرًا ما يحدث إنسداد في القنوات الضيقة في الكبد أو البنكرياس.
وأكد طبيب الحساسية والمناعة أنه على المستوى العالمي يوجد كل عام ما يقرب من 730 ألف حالة إنسداد في الأمعاء بسبب الإسكارس سنويًا , و 11 ألف وفاة، و في حالة نادرة جدًا, تسببت عدوى الإسكارس من قبل في وفاة طفلة عمرها سنتين في جنوب أفريقيا, فقد تمكنت 796 دودة من ديدان الإسكارس زنة 550 غم في التواء اللفائفي (الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة ) والغرغرينا.
وفي بعض الحالات التي لديها استعداد وراثي ربما تحدث حساسية في صورة طفح جلدي مزمن, أو أزمة وعائية حادة وهي تورم سريع في الأنسجة تحت الجلد والأنسجة المخاطية وتحت المخاطية.
وبالنسبة إلى سبل الوقاية أوضح بدران : "الوقاية تتم عن طريق نشر دورات المياه للقضاء على عادة التبرز في المناطق الفضاء القريبة من المناطق الزراعي ، و التخلص من الفضلات بطرق صحية، والاهتمام بالصرف الصحي والصرف الزراعي, فسوء الصرف الصحي، يتسبب في نقل فضلات البراز إلى مصادر المياه والتربة الزراعية، و منع تلوث الأطعمة بالأتربة والقاذورات، وغسل الفواكه والخضراوات جيدًا بالماء النقي قبل أكلها، و غسل الأيدي قبل الأكل وبعده، وخلال السفر لا تتناول الأطعمة إلا التي يتم طهيها و تكون ساخنة، و لا تدع الأطفال يلعبون في التربة الملوثة".
أرسل تعليقك