القاهرة - شيماء مكاوي
كشف عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة, واستشاري الأطفال, وزميل معهد الطفولة في جامعة عين شمس، الدكتور مجدي بدران عن أهمية ممارسة الرياضة للرضع مع كل تغيير حفاضة .
وقال لـ" مصر اليوم" : ينبغي تشجيع الأطفال على ممارسة النشاط البدني منذ الولادة، وممارسة نشاط بدني من الاحتياجات التنموية للرضع والأطفال الصغار وأطفال مرحلة ما قبل المدرسة، وتقييد الرضع والأطفال الصغار في عربات الأطفال أو مقاعد الأطفال الرضع لعدة ساعات ربما يؤخر النمو الحركي لهم مثل التدحرج، والزحف والمشي, بل ربما يؤخر التطور المعرفي, ويهددهم بزيادة الوزن والسمنة المبكرة".
وأضاف :"في العقد الماضي، تم تسليط الضوء على العلاقة بين النشاط البدني والصحة لدى البالغين والأطفال الأكبر سنا، ولم يتم الانتباه لأهمية النشاط البدني للأطفال الرضع والأطفال الصغار وأطفال مرحلة ما قبل المدرسة حتى الآن، فالرياضة ترفع مناعة الجهاز التنفسي وتفيد في التخلص من الكحة المزمنة، والرياضة تحسن سلامة الأهداب التنفسية، وتنظف الأهداب ما تحتها من خلايا بصورة دائمة, وتطرد ما يتجمع من مواد غريبة في الجهاز التنفسي, وتحمل مستقبلات تكتشف المواد الغريبة ليتم التعامل معها على الفور للتخلص منها وطردها أولا بأول".
وتابع أن "الرياضة في الهواء الطلق ثلاث مرات في الأسبوع مع شرب السوائل بكثرة تخرج البلغم أفضل من الأدوية طارده البلغم, والرياضة تقوي عضلات البطن مما يخفف العبء على عضلات الصدر المتعبة، حيث أن الرياضة المعتدلة المنتظمة تفيد مرضى الربو وتحسن وظائف الرئة، وتؤدي إلى الوصول لأفضل مستوى للأوكسجين، ولأفضل انتظام لضربات القلب، وزيادة القدرة على القيام بالمجهود، والرياضة المفضلة لمرضى الربو هي السباحة، ويفضل السباحة في المياه الدافئة.
وشدد بدران على أهمية "المشي بشكل يومي مع تجنب ممارسة الرياضة في الأماكن الضيقة أو الأماكن المليئة بالتلوث والضوضاء والغبار والتراب، وإتباع أسلوب حياة مفعم بالنشاط البدني في وقت مبكر من العمر يزيد من اكتساب الرضع والأطفال الصغار مهارات الحركة ويشجعهم على تبني نمط حياة نشط وحتى يكبرون"، مضيفًا أنه "على الوالدين والقائمين على رعاية الرضع والأطفال إشراكهم في نشاطات بدنية متعددة, يتفاعل الرضع والأطفال فيها مع الوالدين لاستكشاف بيئاتهم، كما يجب وضع الأطفال في أماكن آمنة تسهل النشاط البدني، ويجب عدم تقييد حركة الرضع والأطفال الصغار فترات زمنية طويلة، ويجب أن يهدف النشاط البدني للرضع تعزيز تنمية المهارات الحركية".
وأكد أنه "مع كل تغيير للحفاضة, يتم تدليك بطن الطفل وتحريك الأطراف، ويجب اتخاذ احتياطات لسلامة البيئة المحيطة بما يسمح بأداء الأنشطة العضلية الكبيرة، ويجب تسهيل مهارات الحركة عند الطفل، والمهارات الحركية الأساسية للأطفال مثل الجري والقفز تكتسب بالحركة والتجريب ولن تكتسب لمجرد أن الطفل يكبر في العمر، ويجب ألا تقل فترة نشاط الرضيع البدني المبرمج على تعزيز الحركة عن نصف ساعة يوميا , تزداد إلى ساعة على الأقل يوميا في أطفال ما قبل المدرسة، كما يجب أن يمارس الأطفال الصغار قبل مرحلة المدرسة 60 دقيقة على الأقل إلى عدة ساعات يوميا نشاط بدني غير منظم كيفما يشاءون أي يلعبون بحرية، وينبغي ألا يظل الطفل ساكنا بدون حركة لأكثر من 60 دقائق خلال النهار إلا إذا أستغرق في النوم، مع الاعتماد على التليفزيون كوسيلة لإلهاء الأطفال وجليسة لهم يهدد نمو وتطور جهازهم التنفس, وبالتالي يضاعف نسب الإصابة بحساسية الصدر في هؤلاء الأطفال, ويعتبر الاستغراق في مشاهدة التليفزيون أكثر من ساعتين يوميا من العوامل التي ساعدت على انتشار الربو ضمن عوامل أخرى ميزت النصف الثاني من القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين".
وفي النهاية أوضح بدران أنه "يجب أن يتمتع الأطفال بممارسة النشاط البدني ويقترن بالسعادة والمرح، ويفضل التنافس مع أطفال آخرين، وبتطبيق هذه النصائح سنقلل من معدلات سمنة الأطفال ومخاطر زيادة الوزن والأمراض المرتبطة بهما مثل السكر , وأمراض الحساسية ونقص المناعة وقلة الاستجابة للتطعيمات وزيادة مضاعفات العدوى التنفسية، كما أن تدليك الجلد خلال تغيير الحفاضة يزيد من التواصل البصري واللفظي مع الأم ويرفع المناعة وينشط الذكاء وبدء اللغة عند الرضيع والوقاية من التأخر الذهني".
أرسل تعليقك