بيروت ـ غنوة دريان
كشف الدكتور جمال حافظ عن الطريقة المثلى التي يجب علينا اتباعها لمواجهة المشاكل التي يمكن أن تواجهنا وكيفية التصدي لها، فيقول الدكتور جمال حافظ علينا في البداية أن نقتنع بأن أفضل شيء في الحياة هو مواجهة المشكلة، وليس الهروب إلى الأمام لأن فعل الهروب هو أولا وأخيرا مظهر من مظاهر الضعف عند الإنسان سواء كان رجل أم امرأة لذا علينا في البداية إتخاذ القرار الصحيح بالمواجهة.
وأضاف في حوار مع "مصراليوم" "أنا أدرك تماما أن هذه المهمة ليست بالسهلة خاصة عند الناس الذين لم يعتادوا على المواجهة بسبب ظروف عديدة منها التربية والبيئة التي عاشوا فيها ومنها بسبب مشاكل عديدة في حياتهم الخاصة وحياتهم العملية، وربما أكبر خطأ يدركه المرء عندما تواجهه مشكلة معينة هو القول "لا أريد أن أقول شيئا الآن" ، لأن ذلك سوف يفاقم المشكلة كالسيدة التي تكتشف خيانة زوجها لها، فتفضل في بعض الأحيان الصمت، إما من أجل الأولاد أو لأنها تعتمد بصورة كلية على زوجها في إعالتها، وربما السبب الثاني أصبح يتضاءل شيئًا فشيئا لأن المرأة دخلت ميدان العمل وبقوة.
أما السبب الأول فيعود إلى أن المرأة لا تريد فقدان أولادها وأن تُحرم منهم لذلك تفضّل الصمت على مواجهة الزوج، وهذا أكبر خطأ فهناك الكثير من السيدات اللواتي يلجأن إلى المهدئات لاستيعاب مثل تلك الصمات كما هو الحال بالنسبة للصدمات العاطفية وهنا يكمن الخطر الحقيقي، لأن تلك الحبوب تعطي الإنسان حالة من استيعاب الواقع بطريقة هادئة وربما لا يسجل أية علامة من علامات الاكتراث تحت تأثير تلك الحبوب، ولكن عندما يذهب مفعولها سوف يعيش في حالتين كلتاهما أسوأ من بعض.
ففي الحالة الأولى يجد المرء نفسه عاجزا عن اتخاذ القرار المناسب ويصبح تفكيره عشوائيا ومرتبكًا للغاية فيلجأ من جديد إلى الحبوب المهدئة، فالسيدة مثلا التي تعاني من مشكلة عاطفية مثل فراق الحبيب أو الزوج تعيش في البداية في حالة من الإنكار وتبدأ باختلاق الاعذار و المببرات له ولفشل تلك العلاقة وفي بعض الأحيان تضع اللوم على نفسها ولكن بعد فترة من الزمن تبدأ بالاحساس بأن شيئا ما قد تغير في حياتها وهنا يبدأ التحدي الكبير في مواجهة المشكلة، ففي الدرجة الأولى يجب أن تعترف المرأة بأن ثمة مشكلة ما قد طرأت على حياتها وربما تكون قد قلبتها رأسًا على عقب وهنا يأتي دور شخصية المرأة وقدرتها على التحمل، وأكبر عدو لها هو القول "أنا لست قادرة على تحمل ما امر به " الوضع الجديد الذي أعيش فيه هو اكبر من طاقتي على التحمل وهذا قمة الضعف الذي يمكن أن تمر به المرأة والرجل على حدّ سواء".
وهنا تبدأ عملية التحدي، وأولى درجات التحدي تبدأ بإقناع الذات بأنها قوية وقادرة على مواجهة الصعاب وهذ لا يتم منذ اللحظة الأولى لتلقي الصدمة وإنما يحتاج إلى فترة من التمرين، وقد يحتاج المرء خلالها إلى مساعدة طبيب نفسي أو اخصائي في علم النفس العيادي ولكن في جميع الأحوال لا بد من تكرار عبارة أني إنسان قوي وأستطيع المواجهة وذلك عن طريق البحث عن الجوانب الإيجابية في شخصيته، مثل أن يكون شخصًا في الأساس محبوبا من قِبل المحيطين به أو أنه يتمتع بموهبة معينة يحسده عليها أصدقائه.
لذلك يجب أن يركّز على هذه الحالة وأن يفكر باستمرار بمواطن القوة لديه مثل قدرته على تحمُّل الوجع مثلا، وهذه ميزة مهمة، فمثلما يتحمل الوجع الجسدي يستطيع تحمل الوجع النفسي، بخاصة إذا ما استطاع أن يقنع نفسه بأن هذه الفترة ليست فترة دائمة بل أنها حالة مؤقتة، ومرحلة لن تدوم طويلا، وأن يعتبر نفسه سيد اللعبة وأنه يحمل زمام المبادرة ، ولا يعتبر أن ما حصل له هو بالشيء السهل بالتأكيد ولكنها ليست نهاية العالم وأن دوام الحال من المحال، ويتذكر باستمرار بأن ما كان عليه بالأمس هو غير ما سيكون عليه اليوم ولن يكون عليه غدا، وهذه هي نقطة الانطلاق الحقيقية نحو مواجهة المشكلة لأن ايه مشكلة لن تستطع التغلب عليها أو مواجهتها فإنها سوف تتملكك، لدرجة أن تصبح أسيرها ولن تستطع التفكير في أي شيء آخر قد يكون مهمًا في حياتك وربما تغيّر مصيرك، فإذا لم تواجه فهذا يعني أنك استلمت، وعندما تستسلم فأنت وحدك الخاسر الأكبر وقد تتسبب في بعض الأحيان بتعاسة كل من يحيطون بك لأن شقاء انسان قد يتسبّب في شقاء العشرات.
أرسل تعليقك