القاهرة - شيماء مكاوي
كشفت أستشارية العلاقات الأسرية الدكتورة رشا عطية عن خطوات مفيدة للتغلب على غلاء الأسعار .
وقالت لـ " العرب اليوم": بعد تعاقب موجات الغلاء وتتاليها بشكل مكثف خلال العامين الماضيين، وبعد أن أصبحت الكثير من الأسر تعاني من صعوبة في تدبر أمورها المالية، وحيث إنّ الظروف الاقتصادية وكما يعلم الغالبية ليست كما كانت وبالتالي فإنّ فرص زيادة الدخل الشهري لم تعد هي أيضاً كما كانت، وبالتالي فمن المفترض أن تلجأ الى طرق جديدة لمحاولة الحفاظ على توفير كل متطلبات المنزل دون اللجوء إلى البحث عن مصادر أخرى مرهقة إلا إذا كانت هذه المصادر متوفرة.
وللوصول إلى غايتك عليك فقط وبقدر كافٍ من الحرص أن تتبع الخطوات العشر البسيطة التالية وتطبقيها لتحصل في النهاية على مبلغ زائد من المال عن حاجتك وبعد إيفائك لكل متطلباتك المنزلية.
الخطوة الأولى: اصرف نصف دخلك الشهري وادخر النصف الآخر
حاول دوماً أن تعتبر أنّ دخلك الشهري هو نصف راتبك، وحاول أن تضع لنفسك سقف مصروفات لا يتجاوز هذا الحد، وإن كنتِ ترى أنّ هذا صعب فليس من الخطأ أن تبدأ بالتدرج، فأول شهر اقتطع فقط عُشر الراتب والشهر التالي عشرين, وهكذا حتى تصل إلى هدفك بالتدريج وهو اقتطاع نصف الدخل تقريباً، وإذا اضطررت إلى اللجوء لهذا المبلغ المتوفر فعليك أن تلجأ اليه عن طريق الدين فتأخذ مبلغاً معيناً لفترة معينة, ثم تقوم بإعادته في وقت لاحق حتى لو اضطررت إلى إعادته بالأقساط. وحاول دوماً أن تجعل المبلغ المقتطع بعيداً عن متناول يدك كأن يكون في حساب مصرفي مستقل.
الخطوة الثانية: اجعل لبيتك مصروفاً ثابتاً
اقتطع للمنزل مصروفاً ثابتاً يكفيه للشهر كاملاً، وأبلغ الجميع أنّ هذا المبلغ سيكون لكل متطلبات المنزل، وإذا طرأ ظرف معين في شهر معين فلا بأس أن يكون هذا الشهر على حساب الشهر الذي يليه وهكذا، ولا تنسَ أبداً أن ترفع الراتب الشهري في الأشهر التي فيها مناسبات مثل شهر رمضان مثلاً, أو الأعياد، ودوماً ارفع المصروف الشهري إذا ارتفع دخلك الشهري بنفس النسبة فقد قال الرسول _عليه الصلاة والسلام: "خيركم خيركم لأهله".
الخطوة الثالثة: تخلص من كل الديون
اجلس مع نفسك، أو مع زوجتك، أو مع من يهمك بالأسرة وقم بحساب كل الديون سواء عليك أو عليهم, ثم قم مباشرة بجدولتها وحسابها ووضع آلية لسدادها، وابدأ بذلك مباشرة ولا تنتظر أن تجمع المبلغ كله إن كان المبلغ كبيراً بل قوم بتقسيطه ووضعه في مكان بعيد عن متناول الأيدي حتى لا تلجأ إليه، وقد استعاذ الرسول صلى الله عليه وسلم من (غلبة الدين وقهر الرجال)، فاحرص أن تفر من الدين كفرارك من الأسد. فلو كان الدين هيناً لغفره الله للشهيد، في الحديث (يُغفر للشهيد كل ذنوبه إلا الدين).
الخطوة الرابعة :اسكن في منزل يتناسب ودخلك
المنزل الكبير يكلف أكثر فأرضه أغلى وبناؤه أكثر تكلفة وحين تسكنه يكلفك أكثر ويحتاج إلى مصاريف أكبر فهذا المنزل قد يحتاج إلى خادمة أو خادمتين لتنظيفه، وهذا كله يأكل من دخلك الشهري, ويجعلك أسيرا لهذه المصاريف الزائدة أحياناً .
فما هو الحل؟ انتقل الى منزل أصغر يكفيك أنت وعائلتك, فتعش وإياهم متقاربين. واعلم دوماً أنه حينما تغلق الأبواب تتساوى الأحياء، فلا فرق بين من يعيش في شمال المدينة أو جنوبها حينما تغلق الجميع أبواب البيت عليهم. حينما تقتنع بذلك تأكد أنك ستتخلى فوراً عن فكرة الشراء في الأحياء الفخمة.. فسعر الأرض فيها يعادل سعر منزل صغير في حي متوسط ..
الخطوة الخامسة : إذا اشتهيت شراء شيء فأجله أسبوعاً أو شهراً
وذلك لأنّ النفس البشرية كالطفل إن رغب بشيء يريد الحصول عليه آنياً، ولكن إن أخرت الشراء لشهر ستجد أنّ الرغبة قد خفت أو زالت وبالتالي فقد تكون هناك أولويات تقوم بشرائها قبل هذا الشيء، وقد ورد أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لجابر لما رأى معه لحماً: ما هذا يا جابر؟ فقال جابر: اشتهيت لحماً فاشتريته. فقال عمر: أو كلما اشتهيت اشتريت!.
الخطوة السادسة: لا تتنزه في السوق ولا تدخل "السوبر ماركت" إلا بقائمة للمشتريات.
النزهة لها أماكن كثيرة يمكن أن تستمتع فيها أنت وعائلتك، لكن السوق ليس أحدها .خاصة إذا كنت تتساءل عن سبب نفاد مصروفك في منتصف الشهر ..وتأكد دوماً من أن تكتبلك زوجتك قائمة بمشتريات البيت ولا تحيد عنها.
الخطوة السابعة: لا تشترِ سيارة جديدة
لا تشترِ سواء لك أو لزوجتك أو لأبنائك سيارة جديدة، فدائماً السيارة الجديدة تفقد نسبة لا تقل عن 10% من قيمتها فور شرائها كما وتفقد حوالي 30% من تلك القيمة بعد مرور عام أو عامين على شرائها، وبالتالي فما ستفقده السيارة الجديدة يمكنك توفيره وإضافته إلى دخلك إذا قمت بشراء سيارة.
الخطوة الثامنة: لا تشترِ شيئاً إلا نقدا
ابتعد قدر الإمكان عن الأقساط, ولا تغرك الدعايات الجذابة المغرية، فلا تفكر بالقسط وإنما فكر بالمبلغ ككل وهو المبلغ الذي سيتم دفعه ولو على المدى البعيد، فإذا قررت شراء شيء لا تملك ثمنه الآن فتعود أن تبدأ بالتوفير إلى أن يكتمل المبلغ لديك.
الخطوة التاسعة: الصدقة
قال المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ:( ما نقص مال من صدقة بل تزده بل تزده بل تزده)، وذلك بطريقة الاستقطاع الشهري، فلماذا لا تقومين باستقطاع جزء ولو صغير من دخلك الشهري ليُعطى لأي محتاج سواء من الأقارب أو لإحدى الجمعيات الخيرية. وستجدين أثر ذلك بإذن الله ببركة في مالك حيث إنّ الصدقة تجنبك كثيراً من الأقدار المؤلمة التي تأكل كثيراً من رزقك.
الخطوة العاشرة: أوجد لك دخلاً آخر إن أمكن
إذا كان بالإمكان أن يتوفر سواء عن طريقك أو عن طريق زوجتك مصدر آخر للدخل يرفع من مستواكم المعيشي, فلا بأس على ألا يؤثر هذا المصدر على وقتك أو وقت زوجتك المخصص للبيت والأولاد، فتربية الأولاد ومسؤولية البيت بحد ذاتها استثمار سيأتي يوم وتجني ثماره بإذن الله تعالى.
أرسل تعليقك