القاهرة ـ شيماء مكاوي
كشف أستاذ الجراحة وأمراض القولون الدكتور علي شفيق، لـ"مصر اليوم"، أنه انتشرت، في الآونة الأخيرة، مصطلح تدبيس المستقيم لعلاج حالات الإمساك المُزمن.
وتحدث شفيق عن تدبيس المستقيم، موضحًا أنه انتشر في الآونة الأخيرة مصطلح تدبيس المعدة لعلاج حالات السمنة المفرطة، وذلك بعد انحسار جراحات حزام المعدة (Gastric Band) وذلك نتيجة ازدياد الوزن بعد التخسيس.
وذكر أنّ تدبيس المستقيم انتشر في الآونة الأخيرة، خصوصًا في أوروبا للتعامل مع حالات الإمساك المزمن، وهذه الحالات منتشرة بأعداد كبيرة، وتشخص على أنها القولون العصبي، وقد بدأ تدبيس المستقيم في 1998 بابتكار أسلوب جديد لتقليل حجم المستقيم الذي اتسع وترهل.
أشار إلى أنّ هناك حالات هي حالات التبرز الانغلاقي، ويشكو المريض من عدم القدرة على إخراج الفضلات بالرغم من إحساسه بها في منطقة المستقيم، وتتكرر محاولات الإخراج المرة تلو الأخرى في بعضها ينجح وبعضها يفشل، ويكون الناتج النهائي هو عدم الإخراج الكامل، أي يخرج 40 – 60% من كمية الفضلات الواجب إخراجها في اليوم الواحد، وعلى هذا يحدث تخزين لنصف أو اقل كمية الفضلات الواجب إخراجها في اليوم الواحد، ما يحدث ازدحامًا في منطقة المستقيم ثم القولون.
ولفت إلى أنّ هذا يؤدي إلى عفونة في القولون لازدياد كمية البكتريا وتهيج جدار القولون، وانتفاخ في القولون لازدياد كمية الغازات الناتجة من بكتريا التخمر، ثم تقلصات في جدار القولون في محاولة منه لطرد ما في داخله، إذن عدم الإفراغ الكامل أو التبرز الانغلاقي يؤدي إلى مضاعفات في القولون والبطن. وفى بعض الأحيان آلام في المعدة نتيجة انتفاخ القولون المستعرض القريب من المعدة، فيؤدي إلى للضغط عليها وحدوث بعض الارتجاعات للحامض المعدي إلى المريء ويحدث آلامًا في المعدة.
وذكر أنه فى محاولة للجسم التكيف على عدم التبرز الكامل يحدث اتساعًا لجدار المستقيم لاستيعاب كمية الفضلات المتبقية مع الكمية الخارجة حديثًا، ومع مرور الأعوام يتضخم حجم المستقيم ويبدأ في مليء منطقة الحوض مع حدث تحوصل داخل الجدار لزيادة حجم التخزين.
وتابع "لكن لماذا يفقد المستقيم القدرة على الطرد، أثبتت الدراسات والأبحاث حدوث خلل بديناميكية التبرز الناتج عن عدم التناغم بين عضلات الحوض والقناة الشرجية، يؤدي إلى عدم قدرة القناة الشرجية على الفتح الكامل أثناء عملية الإخراج وعدم التفريغ الكامل، وقد يلجأ بعض المرضى إلى استخدام تيار الماء أو استخدام الإصبع في التوسيع للمساعدة في فتح القناة الشرجية لإخراج الفضلات، وهذا يؤدي إلى إصابة في الغشاء المخاطي للبطن للقناة الشرجيَّة ويحدث بعض الشروخ أو النزيف أو الآلام الحادة أثناء عملية الإخراج.
وأوضح "هنا يأتي دور تدبيس المستقيم لعلاج مثل هذه الحالات أو لتصغير أو إزالة الترهل والاتساع بجدار المستقيم وإعادته إلى الحجم الطبيعي وزيادة قدرة المستقيم على الانقباض وطرد ما بداخله، لأن ترهل أو اتساع المستقيم يضعف القدرة على الانقباض وبالتالي يضعف القدرة على الطرد. ثانيًا رفع القناة الشرجية التي يحدث فيها هبوط ناتج عن الإمساك المزمن وإصلاح عضلات الشرج والزاوية بين المستقيم والقناة الشرجية التي تزداد حدتها مع شدة ترهل المستقيم وتكون من أسباب انغلاق القناة الشرجيَّة أثناء عملية الإخراج".
أرسل تعليقك