الدار البيضاء ـ يسرى مصطفى
أكدت الممثلة المغربية سارة تكايا، أنها جسدت الكثير من الأدوار المختلفة، لكي تبرهن للجميع قدرتها على تقمص الشخصيات مهما كانت مركبة أو صعبة، وأنه عندما يختار الفنان شخصية ما، من الضروري أن تكون فيها بصمة من
الشخصية الحقيقية.وقد جسدت سارة المقيمة في فرنسا، دور الشرطية والحمقاء والبئيسة، وترنو لتشخيص أكثر الأدوار تركيبًا حتى تبرهن لنفسها قبل الجميع، أنها ممثلة حقيقية واعدة، وأجرى "مصر اليوم" معها هذه المقابلة، وكان لنا معها هذا الحوار.
تتعاونين للمرة الثانية مع علي الطاهري بعد فيلم "أمنيزيا"، كيف جرى اختيارك لمسلسل "أحلام النسيم"؟
اجتزت كاستينغ مع علي الطاهري في فيلمه القصير "أمنيزيا"، وعدت أخيرًا لأداء دور جوديا، في المسلسل التلفزيوني "أحلام النسيم"، وهو عمل من ثلاثين حلقة، يضم كوكبة مهمة من الأسماء المغربية اللامعة، مثل يونس ميكري، الذي أكن له احترامًا كبيرًا فهو بمثابة أستاذ لي، كما أن زوجته الفنانة نادية نيازي، ممثلة بارعة تعلمت منها الكثير من خلال العمل، بالإضافة إلى الممثلة المتألقة أمل عيوش، ومحمد خيي، والوجوه الجديدة مثل يوسف بريطل، وعمر لطفي، وفرح الفاسي وسعد لمجرد... لذا كان الكاستينغ كبيرًا وبما أنني خضت تجربة سابقة مع علي الطاهري، كان تعاوننا الثاني مريحًا.
ما هو الدور الذي أديته في "أحلام النسيم"؟
أديت دور جوديا، الفتاة الفقيرة البئيسة والأمية، والمحرومة من والديها، فهي تعيش مع امرأة ربتها منذ نعومة أظافرها في البادية.. ستقع أحداث متواترة تدفعها للسفر إلى المدينة، حيث ستتحول شخصيتها جذريًا بعدما تلتقي أناسًا جددًا. والشخصية التي تقمصتها هي مفتاح ظهور الكثير من الشخصيات المشاركة في هذا العمل، الذي صور في منطقة أوريكا، كما أنني ممتنة للممثل أمين الناجي، الذي ساعدني كثيرًا في تأدية الدور على أكمل وجه.
كان مقررًا أن يبث المسلسل في رمضان الماضي، لماذا جرى تأجيله؟
بالفعل، كان مقررًا أن يبث في رمضان الماضي، لكن لسبب كثرة الأعمال الرمضانية التي شغلت برمجة التلفزة المغربية، ارتأى المسؤولون عن العمل أن عرضه في هذه الفترة بالذات سيكون مجحفًا في حقه، إذ لن يتسنى للجمهور المغربي أن يتابع الدراما المغربية في حلتها الجديدة، ومع وجوه لم يعتد عليها، لذا كان تأجيله لوقت لاحق.
كيف جرى اختيارك لسلسلة "لابريكاد"؟
التقيت عادل الفاضلي بعد اختتام مهرجان طنجة للفيلم القصير، وكان آنذاك يبحث عن وجه جديد في الشاشة المغربية، كما كان يشدد على ضرورة خلق فريق شبابي نشيط يحسن من صورة الشرطي المغربي، فكان أن اختارني لدور محققة في الشرطة العلمية والتقنية.
ألم يكن الدور صعبًا عليك؟
(تضحك) لا أبدًا، لأنني لم أكن أركض كثيرًا، وسأقول لك سرًا، ليس هناك أي شيء صعب مع عادل الفاضلي، فهو يعطي الممثل الوقت الكافي لتعلم كل شيء متعلق بالشخصية، مواصفاتها، وحركاتها وكيف تتحدث.. وبالمناسبة كان عادل يحثني على عدم إبداء الصرامة الجافة، بل يجب التصرف بعفوية تامة، حتى يجد الجمهور المغربي في الممثل خاصيات الشرطي المغربي الحقيقي.
سنعود بك إلى الوراء قليلاً، حدثينا عن أدوارك السابقة.
عملي الأول كان مع المخرج إدريس أشويكة، ويحمل اسم "الفتيات الثلاث". ولعبت إلى جانب ثريا العلوي، التي تعجبني كثيرًا، وأمضينا أفضل ثلاثة أسابيع على الإطلاق في مدينة آسفي، حيث صور العمل، لذا كانت أجواء العمل ممتازة والحمد لله، إذ شكلنا فريقًا منسجمًا، خاصة مع فاضل أشويكة ابن المخرج إدريس أشويكة.
كما جسدت دور فتاة مومس، وفكرت جيدًا في هذا الدور قبل أن أقبل به، وارتأيت أنه عليّ أن أنوع في أدواري مهما تكن جريئة، وقبلت الدور بكل أريحية.
رغم أنك ما زلت في بدايتك الفنية، إلا أنك تقمصت أدوارًا قوية. هل هذا مجرد صدفة أم أن الأمر مقصود؟
أديت دور الشرطية، ثم دور المسكينة ودور الحمقاء، فأنا جسدت الكثير من الأدوار لكي أبرهن للجميع قدرتي الجيدة في تقمص الشخصيات مهما كانت مركبة أو صعبة، وبما أنني ممثلة لا يمكنني أن أكتفي بدور الشرطية أو المسكينة، بل يجب أن أؤدي جميع الأدوار، والحمد لله لم أجد أي عائق لحد الآن.
هذا التناقض في الشخصيات التي تتقمصينها، هل هناك شبه في شخصية سارة من هذه الشخصيات؟
عندما يختار الفنان شخصية ما، من الضروري أن تكون هناك بصمة من الشخصية الحقيقية. فأنا أشاهد كثيرًا المسلسلات البوليسية الأجنبية، وأركز على حركات الممثلين وفي الوقت نفسه، أبحث عن رجال أمن في الواقع المعاش، لأقارن بين التمثيل والحقيقة، ولكي أحرص على ألا يكون هناك خلط في الشخصيات التي أجسدها. فمثلاً شخصية سارة القوية في "لابريكاد" ليست هي سارة في "أحلام النسيم"، إذ لا أحرك في هذا الأخير يدي كثيرًا، ولا أتكلم إلا همسًا بصوت رقيق ينم عن شخصية ضعيفة، عكس الشخصية البوليسية التي تتحرك دومًا، وتركز على النظر في عيني المحاور.
ألم تجدي صعوبة في تغيير نبرة صوتك؟
وجدت صعوبة كبيرة، لأن صوتي جهوري ونبرتي قوية.
لغتك العربية ركيكة، فكيف تمكنت من تجاوز هذا الأمر في التمثيل؟
المخرجون الذين اشتغلت معهم يعلمون أنني أجد صعوبة في اللغة العربية، وبخاصة الدارجة المغربية، بحكم أنني عشت مدة طويلة في فرنسا. لكنهم منحوني فرصة لا تفوت للتدرب عن طريق قراءة مجموعة من السيناريوهات، فمثلاً في "أحلام النسيم" بقيت لمدة شهرين أحبس نفسي في غرفة النوم لأتدرب على قراءة السيناريو.. كانت هناك صعوبة كبيرة لكنني لم أتدمر، لأنني أقوم بشيء أحبه ويستحق التضحية والمعاناة.
ألم تتسجلي في دروس لتقوية اللغة العربية؟
بكل تأكيد، أخذت دروسًا في اللغة العربية، كما ساعدني الممثل المغربي أمين الناجي في تأدية دوري في مسلسل "أحلام النسيم"، وأيضا الممثل المغربي مالك أخميس، الذي ساعدني بدوره، وأخذ بيدي في فيلمي القصير. لكن في سلسلة "لابريكاد" البوليسية، كنت أتدرب على قراءة النص عشر دقائق فقط قبل مباشرة التصوير، ورغم أن الأمر كان متعبًا إلا أنني اجتزت الامتحان بسلام.
بماذا كنت تحلمين منذ صغرك؟
كنت أريد أن أصبح كوميدية، وعلى الرغم من أنني شديدة الخجل، إلا أن فكرة ولوجي عالم الكوميديا ما زال عالقًا في ذهني.
يعني أنك لم تتخلي عن حلمك بعد؟
لا لم أتخلّ عنه، لكنني اخترت أن تكون بدايتي مع التمثيل، لأن الوقوف أمام الكاميرا لا أهابه، وأنسى كل شيء لحظة وقوفي أمامها، وساعدني في ذلك تكويني لمدة سنتين في فرنسا، إذ لا يقتصر الأمر على أداء الدور، بل عيشه بأدق تفاصيله.
درست في فرنسا وبدايتك الفنية كانت في المغرب لماذا؟
بدايتي الفنية كانت صدفة في المغرب، إذ لم أخطط لأي تعاون مطلقًا، أما في فرنسا فستكون هناك مفاجأة عما قريب، من خلال عمل عالمي سأشارك فيه رفقة عمالقة السينما
أرسل تعليقك