كشف رئيس مجلس إدارة المركز القومى لبحوث الإسكان والبناء المركز تابع لوزارة الإسكان الدكتور خالد الذهبي، إلا أننا لدنا كيان مستقل عن الوزارة، ولنا ميزانية منفصلة عنها، ونقدم أبحاثًا تخدم الإسكان والمرافق فى مصر، وهو الجهة الوحيدة المنوط بها إصدار كودات البناء، ولدينا أكثر من 30 كودًا، و21 مواصفة بنود أعمال، والكود هو مجموعة من الإجراءات للبناء لمواصفات معينة.
وأوضح خالد الذهبي في حوار مع "مصر اليوم" : "أن المعاهد البحثية تمثل لدينا 10 كليات وفي كل معهد مدير يمثل عميد الكلية، فى تخصصات المرافق والبناء والإسكان، لأن المركز يأخذ المشروع من بابه بداية من التخطيط، وعمل الجسات، والإشراف على التنفيذ، ومراقبة الجودة والتصميم".
وتابع "أيضًا المجلس المصرى للبناء الأخضر، وهو يهتم بالمواد الصديقة للبيئة، وشئنا أم أبينا فلابد أن نتجه إلى البناء الأخضر، لأن مواد البناء مع مرور الزمن يحدث لها تنضوب أى أنها تقل، زمان كانت أي خرسانة نستخدم فيها الزلط، والآن الزلط أصبح قليل الاستخدام لأنه يأتى من محاجر معينة، لذا فنستخدم البديل بمواد معينة، مع الحجر الجيرى لأنه يحدث له مشاكل مع مرور الوقت".
وأضاف أن انهيار العقارات يكون بسبب مخالفات عديده، ففى الإسكندرية على سبيل المثال، الشوارع تكون ضيقة والعمارات أكثر من 14 طابقًا، فى حالات الحرائق يكون من الصعب السيطرة عليها، كما أنه من المعروف أن الإسكندرية تربتها ضعيفة وبالتالى بها مشاكل وتحتاج إلى احتياطات معينة قبل التصميم، وفي الغالب لا تؤخذ في الاعتبار.
الإسكندرية مدينة ساحلية، أي أن نسبة الرطوبة مرتفعة جدًا بسبب البحر، والمباني خرسانية، تتكون من رمل وأسمنت وزلط وحديد، وفى حالة تآكل الحديد يصبح مثل البودرة وهو ما يتسبب مشاكل كبيرة، إلا أن تلك المشكلة لا نراها في دمياط على سبيل المثال، وذلك لأن المباني يتم دهانها كل 6 أشهر أو سنة، ويكون المبنى محمي إلى حد ما، فضلًا عن أن المباني غير مرتفعة مثل إسكندرية التي سيطر عليها الجشع، ويتم بناء الأدوار دون النظر إلى الأمان ليست من أولوياته.
لا يوجد مبادرة رسمية، ولكن هناك اقتراحات، فالحل الوحيد هو إجراء مسح مبدئى للعمارات المخالفة، ويتم تقيم حالتها من حيث الخطورة، ويتم وضع حل لها مثل إزلة أدوار، وبعدها يتم انتقاء عمارات لإجراء فحص شامل لها كتعيين حالة التربة، واختبار للعناصر الإنشائية.
وتابع أن الاستفادة من تراب الأسمنت يكون عن طريق صناعة الطرق الخرسانية، وإن كانت لا تعطى نتيجة الأسمنت إلا أنها جيدة جدًا، تمكنا من بلاط، واستخدمناه أيضًا فى إحلال التربة.
وأوضح أن أجرينا 9 مؤتمرات دولية مع الروسنانو، وأحد الجامعات الروسية، وكانت ناحجة جدًا، وآخرها كان فى مدينة شرم الشيخ، وحضره أكثر من 100 متخصص فى ذلك المجال، وتبادلنا فيه المعرفة، والعام القادم سننظم المؤتمر فى الغردقة.
النانو هو مقاس صغير جدًا ولا يرى بالعين المجردة، فلو معنا حبيبات الرمل لن تندمج مع بعضها بالكامل وسيكون هناك فراغات، وهى فكرة النانو الذى يدخل بين الجزيئات الموجودة ويعطيها كثافة عالية جدًا، وبالتالى مقاومة أكبر، ويستخدم فى طلاء أسياخ الحديد فيحميها من الصدأ، يستخدم فى الطلاء الزجاج، فيقلل من دخول الحرارة داخل المنشأ، فيقلل من استخدام التكيف.
وأكد أن وزير الإسكان أعتمد كود لحماية المبانى والمنشآت هو الأول من نوعه لمواجهة العمليات الإرهابية، فهناك إجراءات إضافية عبارة عن خرسانات توضع أمام المبانى بأشكال وتصميمات تختلف من مبنى لآخر، فضلًا عن بعض التفاصيل الخاصة بالحديد نفسه.
فالأبنية الخرسانية الموجودة أمام السفارات والوزارات إحدى تلك الإجراءات التى تحمى من الأعمال الإرهابية، وتلك الأبنية الخرسانية تكون بارتفاعات معينة، فى حالة حدوث تفجير فإنها تمنع موجات التفجير من الوصول إلى المنشأة، إذ تمتص تلك الصدادات أو الحوائط تلك الموجات.
مُنذ إصدار الكود، فإن المركز لم يشارك فى أى أبنية أو مشروعات نفذت فيها إجراءات الكود، والجهات والوزارات المعنية من بينها الداخلية والدفاع وشركات كبرى شاركت فى الكود، لأنها المسؤولة عن الاستفادة مما وصل إليه المركز.
وتابع ألية البناء بالفوم هو عبارة عن فوم شبك سلك من الجانبين ومرشوش بخرسانة، وهو هام جدًا، لأنه سريع ولا يترك مخلفات، درجة الحرارة فيه تكون أقل من الخارج وذلك ما أثبتته تجاربنا، ويكمن بناء منه 5 أدولر، وهو نفسيًا مريح للإنسان المصرى، لأن له ملمس الخرسانة الذى تعودنا عليه.
وكشف أن مصر تتجه لاستخدام البناء الأخضر لان التنمية المستدامة اتجاه عالمى، ولذلك أسسنا مجلس البناء الأخضر عام 2009، وضربة البداية فى طريق التنمية المستدامة كانت بسلسلة من المؤتمرات جميعها عن البناء الأخضر بالتعاون مع الجمعية الأمريكية للمهندسين المدنين «ACE»، وبالإضافة إلى مؤتمر عربى.
كما وضعنا معايير الهرم الأخضر "GREEN PYRAMID SYSTEM" وهو مخصص للمنشآت الجديدة ولمجتمعات العمرانية، والكمبوندات والبنوك، ونعمل الآن على المستشفيات ما نزال نعمل عليه وسيتم إصداره قريبًا.
طبقنا معايير الهرم الأخضر، على مبنى وزارة البيئة وهو أول مبنى حكومى تطبق عليه، وكان بإشراف المركز وتصميمه من البداية وحتى النهاية، وهناك أكثر من مشروع فى القطاع الخاص من تصميمنا أيضًا.
وقال بدأنا فى البناء الأخضر قبل أن نضع له اسمه الحالى، مُنذ حوال 15 عامًا، في مشروع توشكى، فدرجة الحرارة تصل فيه إلى 60 درجة مئوية فى فصل الصيف، فكان يجب أن تصمم بمعايير تتناسب مع طبيعة البيئة، فصممنا بيت بالحجم الطبيعي به نظم العمارة الخضراء القديمة قبل أن يتم تنظيمها بشكلها الهرمى الحالي.
وكان تصميم البيت على هيئة قباب وملقف هواء يشبه المدخنة ويكون موجة للهواء ويقوم بتبريد للغرفة، وكانت تجربة جديدة فدرجة الحرارة فى الغرفة كانت أقل من الخارج بكثير، وأيضًا يمكن إضافة رشاشات مياة وستعطى إحساس بالتكيف.
صممنا أكثر من غرفة اختبارية، وتصمم الحوائط مختلفة "حجر رملى، وحجر جيري، وجرانيت"، وأيضًا بثقف أو ثقفين أو ثقف ومظلة، والنتائج كانت ممتازة لذلك فى تصميمنا للإسكان الاجتماعي في توشكى، أخدوا ببعض تلك التجارب.
أرسل تعليقك