لندن - مصر اليوم
قالت صحيفة (الجاريان) البريطانية إن الخصمين العنيدين وهما الولايات المتحدة وإيران يستهلان تحركات سريعة للدفاع عن العراق في مواجهة تمرد المسلحين السنة الجهاديين ، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة تدرس بشكل عاجل توجيه ضربات عسكرية تستهدف الجهاديين فيما أرسلت طهران مسؤولا عسكريا كبيرا للقيام بترتيبات للدفاع عن العراق.
ونقلت الصحيفة -في موقعها الإلكتروني عن مسؤولين أمريكيين كبار القول- إن الولايات المتحدة تدرس بشكل جدي شن حملة جوية يمكن أن تستهدف هؤلاء المقاتلين ليس فقط في العراق بل أيضا في سوريا التي سيطر فيها هؤلاء الجهاديون على مساحات كبيرة خلال العامين الماضيين، مشيرة إلى قول الرئيس باراك أوباما بأن قرارات بهذا الشأن ستتخذ خلال "الأيام المقبلة".
وقالت الصحيفة إن إيران تحركت للدفاع عن مصالحها لدى جارتها الغربية ، حيث ارسلت الجنرال قاسم سليماني قائد فرقة القدس بالحرس الثوري الإيراني والذي يعد موجها لقوات الحرس الثوري إلى بغداد بهدف لقاء زعماء الميليشيات وقادة القبائل الذين يسيطرون على الطرق والممرات الغربية المؤدية للعاصمة، وهي طرق معرضة للسقوط في قبضة الجهاديين.
وأشارت إلى أن هذا التدافع من جانب الخصمين القويين (الولايات المتحدة وإيران) لدعم السلطات العراقية أكد مدى الجدية التي يأخذان بها الوضع في العراق الذي يتعرض لمخاطر التفكك نتيجة التقدم المفاجىء هذا الأسبوع من قبل مقاتلي الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش".
وقالت الصحيفة "إن الجهاديين، الذين لا يتجاوز عددهم بأي حال 7 ألاف رجل قلبوا الحسابات الإقليمية هذا الأسبوع بعد ما استولوا على مدن عراقية وبلدات رئيسية في الشمال، وتسبب في فرار جنود الجيش خلال اكتساحهم الجنوب حتى وصولهم الى بعد نحو 50 ميلا من العاصمة، وان هناك مئات الآلاف من العراقيين يبحثون عن مأوى آمن بعد هذا الحدث فيما حذرت الأمم المتحدة من أن مقاتلي داعش ارتكبوا عمليات اعدام واغتصاب خلال تقدمهم العسكري الذي تم بدون مقاومة.
وأشارت الصحيفة إلى أن وحدات من الميليشيات الشيعية بدأت في الدفاع عن المزارات الشيعية المقدسة في سامراء والتي لم تتعرض لدمار حتى الآن وان آية الله العظمى على السيستاني رجل الدين الشيعى الأوسع نفوذا في العراق حث أتباعه خلال صلاة الجمعة في كربلاء امس على حمل اسلحتهم لمحاربة الارهابيين والدفاع عن البلاد.
وقالت إن المساعدة الأجنبية للعراق تبدو مرجحة عقب التصريحات الأخيرة من أوباما ومسئولين آخرين بالإدارة الأمريكية ولكن الرئيس أوباما استبعد ارسال جنود ومشاة بحرية أمريكيين مرة أخرى إلى شوارع العراق التي قاموا بحراستها في الفترة من 2003 إلى 2011 لكنه ألمح إلى استعداد جديد لعودة الولايات المتحدة إلى القتال في العراق حيث قال اوباما ان مقاتلي "داعش" يمكن ان يشكلوا تهديدا في نهاية الامر للمصالح الامريكية ايضا.
وقال مسؤولون أمريكيون للجارديان إن الخيارات المطروحة للنقاش تشمل حملة جوية تستخدم إاما القوة الجوية أو الطائرات الحربية او كليهما معا ومدة هذه الحملة لم تحدد بعد، كما أن الهجمات باستخدام طائرات بدون طيار مازال قيد الدراسة، ولكن الطائرات الأمريكية التي يقودها طيارون مازالت الخيار المفضل بفضل التفوق الكبير للجانب الامريكي، ضد الاهداف المتحركة والقابلة للمناورة.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين في البنتاجون القول إنه يجري دراسة توجيه ضربة عسكرية لمقاتلي داعش في العراق وسوريا الذين يعملون عبر حدود البلدين.
كما قالت الصحيفة إن "دور الجنرال الإيراني قاسم سليماني لم يتضح بشكل كامل حتى الآن، وان سليماني الشخصية القوية بالجيش الايراني لم يلتق رئيس الوزراء نوري المالكي او المسوؤلين العسكريين العراقيين بل بزعماء الميليشات التي يرجح ان يلعبوا دورا في قتال داعش".
وأشارت إلى أن هذا التمرد بدا كأكبر تهديد لاستقرار العراق منذ الانسحاب الأمريكي قبل 3 سنوات كما أن الأمم المتحدة تحذر من أزمة انسانية جديدة حيث قال المتحدث باسم الأمم المتحدة لشئون حقوق الانسان روبرت كولفيل إن مئات الأشخاص قتلوا وأن الكثير اعدموا بعد سيطرة داعش على الموصل.
أ ش أ
أرسل تعليقك