جلال آباد ـ مصر اليوم
هدد متمردو حركة طالبان الاثنين بشن هجمات لتعكير الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية المقررة في 14 حزيران/يونيو في افغانستان حيث قتل ثلاثة مهندسين اتراك واصيب رابع صباحا نتيجة تفجير انتحاري في شرق البلاد.
وقالت طالبان في بيان في بيان نشر على موقع الحركة ان "مقاتلي الامارة الاسلامية مستعدون مرة اخرى للتحرك ضد العاملين في الانتخابات ومراكز الاقتراع".
واضاف البيان "في هذه الظروف، من مصلحتكم البقاء بعيدا عن مكاتب الاقتراع في 14 حزيران/يونيو 2014 اذا اردتم الا تقتلوا او تصابوا بجروح".
وكانت طالبان وجهت تهديدات مماثلة قبل الدورة الاولى في الخامس من نيسان/ابريل من دون ان تتمكن من منع مشاركة كبيرة في الاقتراع بالرغم من عدد من الهجمات.
ومن الممكن ان يضاعف المتمردون جهودهم لزعزعة الاستحقاق الانتخابي، وفق مراقبين، خاصة ان الدورة الثانية تجري في موسم القتال، او ما تطلق عليه حركة طالبان "هجوم الربيع".
وبدوره قال وزير الدفاع الافغاني بسم الله محمدي ان "اعداء افغانستان صعدوا هجماتهم مؤخرا لان موعد الدورة الثانية (من الانتخابات) يقترب ويريدون زعزعة العملية الانتخابية (...) ولكنهم سيفشلون".
ويختار الناخبون في هذا الاستحقاق خلف الرئيس الحالي حميد كرزاي الوحيد الذي قاد افغانستان منذ سقوط طالبان في 2001 ويحظر عليه الدستور الترشح لولاية ثالثة.
ويتواجه في الدورة الثانية وزيران سابقان لكرزاي هما عبد الله عبد الله الذي تصدر الدورة الاولى بفارق كبير مع 45% من الاصوات، واشرف غني (31,6%).
وبالنسبة لحركة طالبان فان المرشحين الاثنين "في هذه الانتخابات الدمية مناصران للاحتلال الاميركي، وكلاهما سيسعى بالتأكيد لفعل ما بوسعه لتنفيذ برنامج وضعه الاميركيون مسبقا".
وتأتي تلك التهديدات بعد 48 ساعة على اطلاق المتمردين سراح السرجنت الاميركي بو بيرغدال المحتجز لديهم منذ العام 2009 مقابل الافراج عن خمسة قياديين سابقين في نظام طالبان من معتقل غوانتانامو.
وان كانت عملية التبادل انعشت بعض الامل في عملية السلام في افغانستان، فان حركة طالبان اصرت على ان ما حصل ليس عبارة سوى عن "تبادل سجناء حرب" وليس له اي ميزة سياسية.
ويعتبر هذا الاستحقاق الانتخابي الاول لنقل السلطة من رئيس افغاني منتخب ديموقراطيا الى خلفه، اختبارا مهما للبلد الفقير الخاضع جزئيا لسيطرة طالبان ويتجه الى المجهول بعد انسحاب قوات الحلف الاطلسي البالغ عددها 51 الفا مع نهاية العام.
واقترح الرئيس الاميركي باراك اوباما بقاء تسعة آلاف جندي اميركي في افغانستان بعد العام 2014، ولكن تنفيذ ذلك يبقى مرتبطا بتوقيع الرئيس الافغاني المقبل لاتفاق الشراكة الامنية بين الدولتين.
من جهة اخرى، قتل ثلاثة مهندسين اتراك واصيب رابع بجروح صباح الاثنين شرق افغانستان حين فجر انتحاري على دراجة نارية نفسه امام حافلة كانت تقلهم الى مقر عملهم، كما اعلنت السلطات المحلية.
ووقع الهجوم بعيد الساعة 7,15 (2,45 تغ) في منطقة بحسود بالقرب من جلال اباد كبرى مدن شرق افغانستان.
وقال احمد ضياء عبدلزاي الناطق باسم ولاية ننغرهار (شرق) لوكالة فرانس برس ان "انتحاريا فجر دراجته النارية المحشوة بالمتفجرات امام حافلة تقل مهندسين اتراكا". واضاف ان "ثلاثة مهندسين اتراكا قتلوا واصيب رابع في هذا الهجوم".
واكد مصدر رسمي تركي حصيلة الهجوم وجنسيات الضحايا.
وقال قائد الشرطة المحلية حضرت حسين مشرقيوال ان طفلا افغانيا ايضا جرح في الانفجار.
واوضح عبدلزاي ان مجموعة المهندسين من الشركة التركية امتا "كانت متوجهة الى العمل" عندما وقع الانفجار، موضحا انهم "يعملون في مشروع بناء في ننغرهار الولاية الحدودية مع باكستان".
ولم تتبن اي جهة الهجوم، ولكن الاعمال الانتحارية احدى الطرق التي تتبعها حركة طالبان منذ الاطاحة بها عن السلطة بعد التدخل العسكري لقوات التحالف بقيادة اميركية في العام 2001.
ومن جهتها ادانت وزارة الخارجية التركية "العمل الارهابي"، وطالبت السلطات الافغانية بجلب المسؤولين امام العدالة.
وتنشر تركيا 459 جنديا في اطار القوة الدولية التابعة لحلف شمال الاطلسي في افغانستان.
أ ف ب
أرسل تعليقك