توقيت القاهرة المحلي 07:53:02 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علماء نفس ودين واجتماع يحللون جريمة "رضيع طوخ"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - علماء نفس ودين واجتماع يحللون جريمة رضيع طوخ

مديرية أمن القليوبية
القاهرة - مصر اليوم

طفل طوخ الرضيع أو أنس ضحية الـ 4 أشهر التي عاشها في الحياة على يد والديه في جريمة إنسانية بشعة شهدتها مدينة طوخ بمحافظة القليوبية تأثر بها المجتمع المصري بأكمله، فلم تكن بالحادثة الهينة على نفوس السامعين، بل كانت فوق منطق العقل والتصديق بالقلب، فكيف لأم وأب أن يتركا طفلهما دون سؤال عنه مهما كانت الظروف حتى موته بهذا الشكل المأساوي، ومن ثم تواصل "صدى البلد" مع علماء نفس و دين واجتماع ، والذين قاموا بتحليل هذه الجريمة الصعبة ووضع الحلول لمستقبل خال قدر الإمكان من مثل هذه الحوادث.

قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن مشكلة والدي الطفل أنس أنهما لم يكونا زوجين صالحين منذ البداية، ولا يمتلكان أي نوع من المسؤولية، فهما أبوان سلبيان على السواء وبنفس القدر. وأوضح « فرويز» في تصريح لـ «صدى البلد» أن التحريات أثبتت حتى الآن أن الأم تركت طفلها مرتين من قبل، وتناست أن زوجها دائم السفر لعمله، وكذلك الزوج عندما عاد ووجد الطفل بمفرده؛ تركه وذهب، حتى لم يعطه لأحد جيرانه أو أقاربه حتى عودة الأم كما اعتقد.

وتابع استشاري الطب النفسي أن الأهل شاركوا بصورة غير مباشرة في هذه الجريمة من خلال الموافقة على زيجة غير صالحة من البداية، مشيرًا إلى أن أخو الطفل أنس مروان صاحب الـ 3 سنوات سيظهر عليه الأثر السلبي لهذه الحادثة في مرحلة البلوغ، فقد يكره والديه بشكل كبير ويعنفهما حتى لو كان هذا العنف سلبيا، وهذا كله يتحكم فيه الجين الوراثي.

ولفت إلى أن هذه الجريمة البشعة تدل على اضطراب في شخصية الوالدين، وأن لديهم مسخ ثقافي من جهل وعدم وعي متكامل وإهمال في جميع السلوكيات، منبهًا: "راعوا ربنا في اختيار زيجاتكم، والحفاظ على أولادكم عند الإنجاب، ولا تجبروهم أو بناتكم على الزواج بأحد بعينه، وعلموا أولادكم المثل العليا". في ذات السياق، أضاف الشيخ أحمد ترك، الداعية الإسلامي، أن ما حدث لرضيع طوخ جريمة بكل المقاييس، وفوق منطق البشر، وأن النيابة العامة أحسنت عند وجهت التهم للزوجين، الذين قتلا طفلهما معًا نتيجة تناحر شخصي، فهما مذنبان بنفس القدر، ولا يوجد في قلبها أي رحمة أو مسؤولية، وجريمتهم لا يبررها أي عقل أو دين أو أخلاق.

وطالب " ترك" في تصريح لـ "صدى البلد" بضرورة فرض دورات تدريبية إلزامية للمقلبين على الزواج من الشباب تقوم عليها دار الإفتاء المصرية للتأهيل النفسي والاجتماعي والديني ليتعلم الشباب كيف يدير حياته الأسرية بشكل صحيح بعيدًا عن الخلافات المتكررة والتي قد تصل بهم إلى المحاكم والدعاوي القضائية، والمتضرر فيها أكثر هو المرأة والطفل، كفي بالمرء إثما أن يضيع من يعول. من جانبها، أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن الأطفال ليسوا ملكية خاصةً للآباء حتى يفعلوا بهم ما يشاؤوا دون أي رحمة أو إنسانية، وأن هذا بالغريب على المجتمع المصري الذي كان يكتب على توابيت الفراعنة فيه قبل الأديان السماوية الثلاثة: " أنا لم أقتل نفسًا أو ألوث نهرًا؛ فكيف بوقوع مثل هذه الجريمة الشنعاء".

وأوضحت "خضر" في تصريح لـ « صدى البلد» أن كلا الزوجين عاند الآخر على حساب الروح الملائكي، وهذا ما تحرفه كافة الأديان والأعراف الاجتماعية، خاصةً مع وجود دول تحرم الآباء من أبنائهم إذا اساءوا معاملتهم بإعطائهم إلى أم بديلة أو ملجأ للأيتام بدلًا من قتلهم أو رميهم من بلكونة أو في صندوق زبالة، كما يحدث في دول عديدة. ونوهت أستاذ علم الاجتماع أن الحل القاطع لمثل هذه الحوادث هو تطبيق القانون بكل حسم وتعديله إلى أقصى عقوبة ليكون مثل هؤلاء المجرمين عبرة لمن لا يعتبر، وكي لا تتحول المجتمعات إلى غابة ينتج عنها كوارث تصيب الأسر التي هي لبنة المجتمع.
 
وأشارت إلى أن الأم كان من الممكن أن تلجأ إلى الشرطة إذا كان زوجها يضربها ويعنفها، وليس أن تترك رضيعها ليموت، وهي التي لمكانتها وعظم شأنها أوصي بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاثة مرات في حديث شريف، والأب مرة واحدة. وأردفت أننا نحتاج في هذه القضية وما يشابهها إلى قصاص موجز ضد إرهاب الأب والأم في هذه الجريمة الغير طبيعية، و التي لا يقدر على تحملها قلب أو عقل، فهي جريمة مع سبق الإصرار والترصد في حق طفل ملائكي كان هبة من الله لهم.

وواصلت أن الأطفال ملك لخالقهم فقط، وليس مطالب من الأب أو الأم إلا أن يحافظوا عليهم، ويكونوا على قدر المسؤولية تجاههم، وإذا اساؤوا إليهم إلى هذا الحد البشع أو أقل يعاقبوا بأقصى العقوبات علنًا ليتعظ كافة أطياف المجتمع من أقصاه إلى أدناه. واختتمت أن هناك فرق بين الغابة والمجتمع الإنساني، موجهةً: "يا أهل القانون احموا الحق، ويا أعضاء مجلس الشعب عدلوا القوانيين لصالح الطفل دائمًا، ويا أيتها الأسر المصرية حافظوا على أطفالكم أو امتنعوا عن الإنجاب مؤقتًا أو نهائيًا حتى تتيقنوا أنكم على قدر مسؤولية الله لكم".

قد يهمك أيضًا:

وفاة أم وأطفالها الثلاثة إثر انهيار عقار في مصر القديمة

ضبط 21 مخالفة خلال حملات على المخابز والأسواق في أول أيام عيد الفطر في الأقصر

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء نفس ودين واجتماع يحللون جريمة رضيع طوخ علماء نفس ودين واجتماع يحللون جريمة رضيع طوخ



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon