توقيت القاهرة المحلي 11:21:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

علماء نفس ودين واجتماع يحللون جريمة "رضيع طوخ"

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - علماء نفس ودين واجتماع يحللون جريمة رضيع طوخ

مديرية أمن القليوبية
القاهرة - مصر اليوم

طفل طوخ الرضيع أو أنس ضحية الـ 4 أشهر التي عاشها في الحياة على يد والديه في جريمة إنسانية بشعة شهدتها مدينة طوخ بمحافظة القليوبية تأثر بها المجتمع المصري بأكمله، فلم تكن بالحادثة الهينة على نفوس السامعين، بل كانت فوق منطق العقل والتصديق بالقلب، فكيف لأم وأب أن يتركا طفلهما دون سؤال عنه مهما كانت الظروف حتى موته بهذا الشكل المأساوي، ومن ثم تواصل "صدى البلد" مع علماء نفس و دين واجتماع ، والذين قاموا بتحليل هذه الجريمة الصعبة ووضع الحلول لمستقبل خال قدر الإمكان من مثل هذه الحوادث.

قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن مشكلة والدي الطفل أنس أنهما لم يكونا زوجين صالحين منذ البداية، ولا يمتلكان أي نوع من المسؤولية، فهما أبوان سلبيان على السواء وبنفس القدر. وأوضح « فرويز» في تصريح لـ «صدى البلد» أن التحريات أثبتت حتى الآن أن الأم تركت طفلها مرتين من قبل، وتناست أن زوجها دائم السفر لعمله، وكذلك الزوج عندما عاد ووجد الطفل بمفرده؛ تركه وذهب، حتى لم يعطه لأحد جيرانه أو أقاربه حتى عودة الأم كما اعتقد.

وتابع استشاري الطب النفسي أن الأهل شاركوا بصورة غير مباشرة في هذه الجريمة من خلال الموافقة على زيجة غير صالحة من البداية، مشيرًا إلى أن أخو الطفل أنس مروان صاحب الـ 3 سنوات سيظهر عليه الأثر السلبي لهذه الحادثة في مرحلة البلوغ، فقد يكره والديه بشكل كبير ويعنفهما حتى لو كان هذا العنف سلبيا، وهذا كله يتحكم فيه الجين الوراثي.

ولفت إلى أن هذه الجريمة البشعة تدل على اضطراب في شخصية الوالدين، وأن لديهم مسخ ثقافي من جهل وعدم وعي متكامل وإهمال في جميع السلوكيات، منبهًا: "راعوا ربنا في اختيار زيجاتكم، والحفاظ على أولادكم عند الإنجاب، ولا تجبروهم أو بناتكم على الزواج بأحد بعينه، وعلموا أولادكم المثل العليا". في ذات السياق، أضاف الشيخ أحمد ترك، الداعية الإسلامي، أن ما حدث لرضيع طوخ جريمة بكل المقاييس، وفوق منطق البشر، وأن النيابة العامة أحسنت عند وجهت التهم للزوجين، الذين قتلا طفلهما معًا نتيجة تناحر شخصي، فهما مذنبان بنفس القدر، ولا يوجد في قلبها أي رحمة أو مسؤولية، وجريمتهم لا يبررها أي عقل أو دين أو أخلاق.

وطالب " ترك" في تصريح لـ "صدى البلد" بضرورة فرض دورات تدريبية إلزامية للمقلبين على الزواج من الشباب تقوم عليها دار الإفتاء المصرية للتأهيل النفسي والاجتماعي والديني ليتعلم الشباب كيف يدير حياته الأسرية بشكل صحيح بعيدًا عن الخلافات المتكررة والتي قد تصل بهم إلى المحاكم والدعاوي القضائية، والمتضرر فيها أكثر هو المرأة والطفل، كفي بالمرء إثما أن يضيع من يعول. من جانبها، أكدت الدكتورة سامية خضر، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس أن الأطفال ليسوا ملكية خاصةً للآباء حتى يفعلوا بهم ما يشاؤوا دون أي رحمة أو إنسانية، وأن هذا بالغريب على المجتمع المصري الذي كان يكتب على توابيت الفراعنة فيه قبل الأديان السماوية الثلاثة: " أنا لم أقتل نفسًا أو ألوث نهرًا؛ فكيف بوقوع مثل هذه الجريمة الشنعاء".

وأوضحت "خضر" في تصريح لـ « صدى البلد» أن كلا الزوجين عاند الآخر على حساب الروح الملائكي، وهذا ما تحرفه كافة الأديان والأعراف الاجتماعية، خاصةً مع وجود دول تحرم الآباء من أبنائهم إذا اساءوا معاملتهم بإعطائهم إلى أم بديلة أو ملجأ للأيتام بدلًا من قتلهم أو رميهم من بلكونة أو في صندوق زبالة، كما يحدث في دول عديدة. ونوهت أستاذ علم الاجتماع أن الحل القاطع لمثل هذه الحوادث هو تطبيق القانون بكل حسم وتعديله إلى أقصى عقوبة ليكون مثل هؤلاء المجرمين عبرة لمن لا يعتبر، وكي لا تتحول المجتمعات إلى غابة ينتج عنها كوارث تصيب الأسر التي هي لبنة المجتمع.
 
وأشارت إلى أن الأم كان من الممكن أن تلجأ إلى الشرطة إذا كان زوجها يضربها ويعنفها، وليس أن تترك رضيعها ليموت، وهي التي لمكانتها وعظم شأنها أوصي بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ثلاثة مرات في حديث شريف، والأب مرة واحدة. وأردفت أننا نحتاج في هذه القضية وما يشابهها إلى قصاص موجز ضد إرهاب الأب والأم في هذه الجريمة الغير طبيعية، و التي لا يقدر على تحملها قلب أو عقل، فهي جريمة مع سبق الإصرار والترصد في حق طفل ملائكي كان هبة من الله لهم.

وواصلت أن الأطفال ملك لخالقهم فقط، وليس مطالب من الأب أو الأم إلا أن يحافظوا عليهم، ويكونوا على قدر المسؤولية تجاههم، وإذا اساؤوا إليهم إلى هذا الحد البشع أو أقل يعاقبوا بأقصى العقوبات علنًا ليتعظ كافة أطياف المجتمع من أقصاه إلى أدناه. واختتمت أن هناك فرق بين الغابة والمجتمع الإنساني، موجهةً: "يا أهل القانون احموا الحق، ويا أعضاء مجلس الشعب عدلوا القوانيين لصالح الطفل دائمًا، ويا أيتها الأسر المصرية حافظوا على أطفالكم أو امتنعوا عن الإنجاب مؤقتًا أو نهائيًا حتى تتيقنوا أنكم على قدر مسؤولية الله لكم".

قد يهمك أيضًا:

وفاة أم وأطفالها الثلاثة إثر انهيار عقار في مصر القديمة

ضبط 21 مخالفة خلال حملات على المخابز والأسواق في أول أيام عيد الفطر في الأقصر

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

علماء نفس ودين واجتماع يحللون جريمة رضيع طوخ علماء نفس ودين واجتماع يحللون جريمة رضيع طوخ



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 17:49 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
  مصر اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 05:09 2019 الإثنين ,23 أيلول / سبتمبر

تعرف على أبرز وأهم اعترافات نجوم زمن الفن الجميل

GMT 15:04 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

طريقة إعداد فطيرة الدجاج بعجينة البف باستري

GMT 00:45 2024 الأربعاء ,07 آب / أغسطس

سعد لمجرد يوجه رسالة لـ عمرو أديب

GMT 11:04 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

منة فضالي جمهورها بمناسبة عيد الأضحى
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon