أعادت ألمانيا بقايا بشرية لسكان أصليين قتلوا خلال إبادة جماعية في ناميبيا أثناء فترة الاستعمار قبل ما يزيد على مئة عام.
واستلم وفد حكومي من ناميبيا البقايا البشرية خلال مراسم دينية في كنيسة في العاصمة الألمانية برلين.
وكانت العظام قد أرسلت إلى ألمانيا في بدايات القرن العشرين بغية إجراء دراسة تهدف إلى إثبات أن الأوروبيين البيض يتفوقون على باقي الأعراق.
وكان عشرات الآلاف من مواطني قبيلتي "هيريرو وناما" قد قتلوا خلال انتفاضة مناهضة للاستعمار.
وينتظر أحفاد الضحايا اعتذارا من الحكومة الألمانية.
لماذا صدر أمر بالإبادة؟
بدأت حملة الإبادة الجماعية عام 1904 بعد تمرد نظمه أفراد قبيلتي هيريرو وناما ردا على استغلال الألمان لأراضيهم وماشيتهم.
وأصدر، لوثار فون تروثا، الحاكم العسكري فيما كان يعرف في ذلك الوقت بجنوب غرب أفريقيا الألماني، أمرا بالإبادة في أكتوبر/تشرين الأول عام 1904.
وأُجبرت قبائل هيريرو وناما على المغادرة إلى الصحراء، ومن عاد منهم إلى أراضيه إما قتل أو وضع في معسكرات الاعتقال.
ولا يوجد رقم متفق عليه يشير إلى عدد من قتلوا في الإبادة، غير أن بعض التقديرات تقول إنهم 100 ألف شخص.
ويعتقد أن 75 في المئة من عدد أفراد هيريرو ونصف عدد أفراد ناما قتلوا في الإبادة الجماعية.
وأرسلت جماجم بعض الضحايا إلى ألمانيا لإجراء دراسات عرقية عليها من جانب علماء الأنثروبولوجيا، علم الإنسان، في مسعى لتبرير نظرية تتعلق بتفوق العرق الأوروبي.
ويُعتقد أن ألمانيا سلمت مئات الجماجم يوم الأربعاء فضلا عن 25 من البقايا البشرية.
كما استخدمت جماجم من مستعمرات أفريقيا أخرى كانت تابعة لألمانيا، من بينها الكاميرون حاليا وتنزانيا ورواندا وتوغو، في الدراسات.
هل تعتذر ألمانيا؟
قالت ألمانيا في عام 2016 إنها تعد لتقديم اعتذار من حيث المبدأ، غير أن مفاوضات مع الحكومة الناميبية لاتزال جارية بشأن شكل الاعتذار، وكيفية التعامل مع التراث والإبادة الجماعية.
وكان البعض قد رفع دعوى قضائية جماعية ضد ألمانيا أملا في الحصول على تعويضات.
وتقول ألمانيا إنها أعطت ناميبيا ملايين الدولارات في شكل مساعدات إنمائية لدعم جميع الشعب في البلاد.
وقال جوهانس ديل، مراسل بي بي سي، إن المراسم التي أقيمت يوم الأربعاء تعد المرة الثالثة التي تعيد فيها ألمانيا بقايا إلى ناميبيا، وتأمل هذه المرة أن تمثل جانبا من مصالحة حقيقية.
ويشعر أحفاد الضحايا بغضب من عدم الاعتذار أو الاتفاق على دفع تعويضات، فضلا عن عدم مشاركتهم كطرف في المفاوضات.
وقال فيكوي روكورو، رئيس قبيلة هيريرو، أثناء المراسم في برلين : "لاتزال الحكومتان تتفاوضان على صيغة مناسبة للاعتذار. إنه شيء مثير للضحك. إن هؤلاء الرجال يضيعون الوقت بلا طائل".
وسوف تُنقل الجماجم إلى ناميبيا وسوف توضع في المتحف الوطني إلى أن يتُخذ قرار بشأن موضع دفنها.
أرسل تعليقك