عقدت في العاصمة التركية أنقرة، سلسلة من المشاورات السياسية والاجتماعات المكثفة بين وزارتي الخارجية الفلسطينية والتركية.
وترأست مساعدة الوزير للشؤون الأوروبية أمل جادو، جلسة المشاورات السياسية، بمشاركة سفير دولة فلسطين لدى تركيا فائد مصطفى، ومسؤول ملف تركيا في وزارة الخارجية رامي عريقات، ومن الجانب التركي ترأس الجلسة مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية التركية السفير كرم كراتلة، بمشاركة كل من نائبه للشؤون الاقتصادية جينغز كامل فرات، ونائبه لشؤون الشرق الأوسط دوان اشيقك.
وناقش الجانبان المستجدات والتطورات السياسية فيما يخص القضية الفلسطينية والواقع الحالي الذي تخلقه إسرائيل على الأرض، حيث استعرضت جادو الانتهاكات الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني من اعتقالات، وإعدامات ميدانية، ومنع من السفر، وانتهاك المقدسات، وهدم المنازل والمنشآت، ومصادرة الأراضي والتوسع الاستيطاني، الذي أخذ بالتسارع في ظل الإدارة الأميركية الجديدة وصمتها تجاه قرارات الحكومة الإسرائيلية الاستيطانية العنصرية وبما يعرف بقانون التسوية.
وقالت جادو إن الحكومة الإسرائيلية أصدرت قرارات ببناء 6000 وحدة استيطانية في القدس الشرقية والضفة في غضون فترة وجيزة.
كما حذرت جادو من مخاطر نقل السفارة الأميركية في تل أبيب الى القدس، لما له من تداعيات وآثار سلبية قد تدمر عملية السلام وتنشر الفوضى، وأكدت أن لا بديل عن حل الدولتين، ولا دولة فلسطينية دون قطاع غزة ولا دولة في غزة لوحدها.
وشددت على أهمية المبادرة العربية للسلام للوصول الى سلام شامل وعادل مبني على قرارات الأمم المتحدة والقوانين الدولية ذات العلاقة. وأعربت عن أملها بدور أكبر للإدارة الأميركية الجديدة في المرحلة المقبلة، تجاه عملية السلام خاصة بعد زيارة المبعوث الأميركي غرينبلات لفلسطين، ولقائه الرئيس محمود عباس وبعد مكالمة دونالد ترامب مع الرئيس، وحديث ترامب عن اهتمامه بطرح صفقة سلام في الوقت القريب وتوجيه دعوة للرئيس عباس لزيارة واشنطن قريبا.
وفي المقابل، أكد الجانب التركي أنه رغم الانشغال الدولي بالقضايا الإقليمية المختلفة، إلا أن القضية الفلسطينية من أولويات الأجندة السياسية التركية، وأن موقف تركيا واضح وثابت في دعم حل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية على حدود العام 1967.
كما أكد الجانب التركي أنه سوف يستمر بشجب الانتهاكات الإسرائيلية، وأن الاستيطان يعيق السلام ويقوض حل الدولتين، ورحب بقرار مجلس الأمن 2334 لمكافحة الاستيطان، وأهمية متابعة هذا القرار.
وأبدى الجانب التركي استعداده لدعم فلسطين في نيل مزيد من الاعتراف الدولي في مختلف أنحاء العالم، ودعم ومساعدة فلسطين في توجهها بالانضمام إلى مختلف المنظمات الدولية.
وعلى صعيد الوضع الفلسطيني السياسي الداخلي، أكدت جادو أهمية استئناف جهود المصالحة، وأن الوحدة الفلسطينية خطوة هامة وضرورية لمواجهة الاحتلال، مشيرة إلى أهمية مشاركة كل الأحزاب والقوى الفلسطينية في الانتخابات المحلية التي سوف تعقد في أيار المقبل.
وفيما يتعلق بالوضع السياسي الإقليمي، تم بحث القضية القبرصية وأهمية استئناف المفاوضات للوصول الى حل وتحقيق السلام في الجزيرة، كما تم بحث ملف الأزمة السورية وأهمية الوحدة السورية وإيجاد حل سياسي بناء على قرار الشعب السوري، واستكمالا لما جاء في محادثات جينيف 2012 في هذا الشأن.
وناقش الجانبان ملف التعاون الثنائي بين البدين، حيث أعربت جادو عن شكرها لما تقدمه تركيا من دعم ومشاريع تعاون لفلسطين، وأبدت ترحيبها بزيارة وزير الثقافة التركي في شهر شباط الماضي الى فلسطين وتوقيع مذكرة تفاهم في مجال الثقافة. ونقلت تطلع الجانب الفلسطيني الى عمل أسبوع ثقافي فلسطيني في تركيا.
وأشارت جادو إلى الدور التركي في تطوير المنطقة الصناعية في جنين، وأهمية ذلك في دفع عجلة الاقتصاد الفلسطيني والحد من البطالة، حيث يتوقع أن يتم توظيف 5000 شخص فور بدء المنطقة الصناعية بالعمل.
وأعربت عن شكرها للمنح التعليمية التي تقدمها تركيا للفلسطينيين بشكل سنوي، حيث خصصت تركيا 185 منحة دراسية لفلسطين هذا العام، وتبحث تقديم برامج تدريبية للشرطة الفلسطينية ولمجلس الشباب والرياضة وللدبلوماسيين الفلسطينيين أيضا.
واتفق الجانبان على عقد اللجنة الوزارية الفلسطينية التركية المشتركة في شهر تشرين الأول المقبل، وبحث توقيع عدد من مذكرات التفاهم في اجتماع اللجنة الوزارية في عدة مجالات، منها التعليم والأمن والدفاع المدني والاقتصاد.
وفيما يتعلق بإعادة إعمار غزة، أفاد الجانب التركي بأنه التزم بدفع 100 مليون دولار من أصل 200 مليون دولار كان قد أعلن عن الالتزام بالمساهمة بها في مؤتمر إعادة إعمار غزة في القاهرة.
وفي إطار زيارتها الى تركيا، التقت جادو على هامش جلسة المشاورات السياسية، مع نائب وزير الخارجية التركي أحمد يلديز، ورئيس لجنة الصداقة البرلمانية الفلسطينية التركية ايدن أونال، وتم التأكيد على روابط الأخوة والصداقة بين البلدين وأهمية الارتقاء بمستوى التعاون المشترك في مختلف المجالات، كما تمت مناقشة الأوضاع السياسية والداخلية في فلسطين والتأكيد على أهمية المصالحة الوطنية.
واختتمت جادو زيارتها الى أنقرة، بإلقاء محاضرة في جامعة تيباف، حول عملية السلام في الشرق الأوسط، بمشاركة نائب وزير الخارجية التركي أحمد يلديز.
أرسل تعليقك