القاهرة - مصر اليوم
حذرت الجامعة العربية من الانعكاسات السلبية الكثيرة الناتجة عن الإرهاب والحروب والنزاعات المسلحة فى المنطقة على وضع الأطفال والنساء في عدد من الدول العربية، مشددةً على ضرورة تعزيز وشحذ الإمكانات المتاحة على المستوى الإقليمي لاتخاذ كافة التدابير لضمان حصول كل طفل على شهادة ميلاد وأوراق ثبوتية قانونية.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها الأمين العام المساعد للجامعة العربية، رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، السفير بدر الدين علالي، فـي افتتاح أعمال المؤتمر العربي حول "الممارسات الجيدة والفرص الإقليمية".
يأتي ذلك لتعزيز حقوق المرأة والمساواة في الحصول على الجنسية والذي بدأ اليوم الأحد بمقر الأمانة العامة للجامعة، ويستمر يومين بحضور عدد من مسؤولي المنظمات الإقليمية والدولية والمتخصصين من مختلف الدول العربية وبحضور مدير إدارة المرأة والأسرة والطفولة بالجامعة العربية السفير إيناس مكاوي والتي قدمت وقائع المؤتمر.
وتابع السفير علالي: "في الوقت الذي نواجه فيه تحديات كبرى لرأب الصدع لمحاولة تحقيق الأمن والسلم وحماية الأطفال والنساء على وجه الخصوص من هذه التداعيات الغير انسانية التي تطال وجودهم وسلامتهم الجسدية والنفسية"، موضحاً، أن "المؤتمر يوفر فرصاً استثنائية تتولد وأفكارا جديدة تطرح وتغييرا في بعض المواقف الثابتة تجاه الحقوق الممنوحة للمرأة وأبنائها في منطقتنا العربية".
وأشار علالي، إلى أن الجامعة العربية تعتبر أن قضية حماية الطفولة وضمان مستقبلها قضية ذات أولوية من أجل ضمان غد هذه الأمة، مؤكداً أنه لا أمل في مستقبل أفضل دون الاستثمار في طفولة اليوم، مشيراً، إلى أن الجامعة عقدت الجامعة العربية اجتماعاً للخبراء حول قضية الهوية والانتماء في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من 2016 بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، والذي طالب يإصدار تشريع عربي موحد يضمن منح الأطفال لاجئين ونازحين جنسياتهم عند الولادة وبطاقة هوية بجنسياتهم الأصلية وتمتعهم بحقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالإضافة إلى ضرورة استحداث تشريعات والعمل على مراجعة وتفعيل القوانين الوطنية المتعلقة بالجنسية والتي تضمن تسجيل كافة الأطفال عند ولادتهم بلا استثناء، وكذلك الأطفال غير المصحوبين بذويهم.
وأضاف الأمين العام المساعد للجامعة العربية، أن التشريعات التي تمكن المرأة من منح جنسيتها لأبنائها، يجب أن تراجع، وبالتوافق مع الاتفاقيات والمواثيق الإقليمية والدولية في هذا الشأن.
وأوضح السفير علالي، أن المؤتمر يمثل فرصة سانحة لعرض تجارب الدول الاعضاء التي أحدثت اصلاحات تشريعية من أجل إعطاء المرأة الحق في منح الجنسية لأولادها، حيث أن عدداً من الدول الأعضاء قد خطت خطوات مقدرة في هذا الشأن، معرباً، عن أمله في أن تأخذ الدول الأعضاء الأخرى نفس المنحى طبقاً لظروفها وأولوياتها على المستوى الوطني.
وكشف علالى، أن الجامعة العربية تعكف حالياً على وضع استراتيجية "أجندة التنمية للاستثمار في الطفولة في الوطن العربي 2030" وذلك بعد أن أقر مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب الإطار العام لها، مبيناً أنه يتناول آليات إدماج قضايا حماية الطفل وإنفاذ حقوقه ضمن أجندة التنمية المستدامة 2030.
ومن جهته أكد ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين لدى مصر والجامعة العربية، كريم أتاسي، أهمية الحق في الحصول على الجنسية من مختلف زوايا حقوق الانسان، داعياً، إلى مشاركة نشطة لاكتمال منظومة هذا الحق من خلال اعتماد مقاربة تشمل المجتمع كله سواء الحكومات أو منظمات المجتمع المدني، مشدداً، على أن المفوضية ستبذل كل ما في سعها لدعم ومساندة جهود الجامعة العربية في هذا الشأن.
وأضاف أتاسي، أن الهوية القانونية أصبحت تحظى بالأهمية سواء على صعيد التنمية البشرية أو التنمية الوطنية وهى تتعلق بأمن الدول لاسيما فى الوقت الذى تواجه فيه المنطقة الإرهاب والتطرف، مطالباً بحماية الأشخاص الذين يتعرضون لخطر انعدام الجنسية.
أرسل تعليقك