توقيت القاهرة المحلي 14:21:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

اتفاقات الرئيس السوري في طهران تُثير استياًء روسيًا عميقًا

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - اتفاقات الرئيس السوري في طهران تُثير استياًء روسيًا عميقًا

الرئيس السوري بشار الأسد
دمشق - مصر اليوم

كشفت مصادر عربية أن الاتفاقات التي توصّل إليها الرئيس السوري بشار الأسد خلال زيارته الأخيرة لطهران أثارت استياء روسيا عميقا وخلقت أزمة ثقة بين الأسد والكرملين.

وأوضحت أن هذه الاتفاقات جعلت الجانب الروسي يشعر بأنّ الرئيس السوري مصرّ على استرضاء طهران، والحرس الثوري تحديدا، على حسابه.

وذكرت المصادر أن أكثر ما أثار استياء الجانب الروسي الوعد الذي أعطاه الأسد للإيرانيين بالسماح لهم بإدارة ميناء اللاذقية، مشيرة في هذا المجال إلى تشكيل لجنة سورية لدراسة هذا الموضوع الذي يمس بالمصالح الروسية في سوريا على نحو مباشر.

وتقع القاعدة حميميم الجوية الأساسية التي تمتلكها روسيا في سوريا قرب مدينة اللاذقية، وقد انطلقت منها الطائرات القاذفة الروسية من أجل وقف تقدّم المعارضة على كلّ الجبهات في سبتمبر 2015.

وقالت المصادر نفسها إنّ روسيا تعتبر ميناء اللاذقية جزءا من أمنها في سوريا، خصوصا أنّها توصلت إلى اتفاقات مع دمشق في شأن وجودها طويل الأمد في منطقة الساحل السوري.

اقرأ أيضًا:

الرئيس بشار الأسد يصدر مرسوم تشريعي بتعديل وزاري شمل 9 وزارات

واعتبر سياسي سوري معارض أنّ ارتماء الأسد في الحضن الإيراني يعكس مخاوف من استعداد موسكو للدخول في مساومات على رأس النظام.

وظهر استياء الأسد بوضوح من الموقف الروسي لدى اعتراضه على الجهود التي تبذلها موسكو للتحضير لمرحلة انتقالية في سوريا يرافقها الإعداد لصياغة مشروع دستور جديد.

وكشف المعارض السوري أن إيران طالبت الأسد بتسديد ديون متوجبة على سوريا منذ العام 2011 في وقت تمتنع فيه روسيا عن تزويد دمشق بالغاز والمحروقات، وهو ما خلق أزمة كبيرة للنظام في فصل الشتاء الذي كان قاسيا على غير المعتاد في معظم المناطق السورية.

وخلص المعارض إلى القول إنّ المشكلة بين النظام وروسيا تتجاوز إدارة ميناء اللاذقية إلى قضايا أخرى مرتبطة بحقول النفط والغاز والفوسفات التي تريد لها إيران أن تكون جزءا من عملية تسديد الديون السورية.

وأكد مصدر مطلع من مدينة اللاذقية قرار تشكيل فريق عمل استشاري، برئاسة المدير العام للشركة العامة لمرفأ اللاذقية، مهمته التباحث مع الجانب الإيراني بخصوص إعداد مسودة عقد لإدارة المحطة من قبل الجانب الإيراني، وأن الفريق باشر بالتحضيرات، ولم يتم تأكيد بدء المباحثات مع الجانب الإيراني بعد.

ويعود الوجود الإيراني في مرفأ اللاذقية إلى فترة بدايات الثورة السورية، حيث كان يتم الشحن من الموانئ الإيرانية أو التي تتبع إيران إلى اللاذقية، ويتم تفريغ الشحنات، على اختلاف أنواعها، بسرية بإشراف عناصر إيرانية وأخرى من حزب الله اللبناني.

ويعزى اهتمام إيران بالسيطرة على المرفأ والحركة فيه بشكل رسمي إلى عدة أسباب، أهمها أنه المرفأ الوحيد المتاح باعتبار أن مرفأ طرطوس تحت الهيمنة الروسية بشكل مباشر، نظرا لقربه من القاعدة البحرية العسكرية الروسية.

ويضاف إلى ذلك حاجة مرفأ اللاذقية إلى آليات جديدة كالروافع الثابتة والروافع الشوكية، خاصة أن معظم الآليات فيه متوقفة عن العمل وبحاجة إلى الصيانة بقطع محظورة على الحكومة السورية نتيجة العقوبات الدولية.

وقال فلاديمير أحمدوف، كبير الباحثين في معهد الاستشراق بموسكو في تصريح لـ"العرب" إن هناك اهتماما روسيا كبيرا بإعادة الإعمار في سوريا وخصوصا المرافق العامة والمنافذ الدولية من مطارات وموانئ، وبنفس الوقت تهتم إيران، وإلى حد كبير الصين أيضا، بهذه الفرص الاستثمارية التي تعتبر جزءا من الوجود طويل الأمد.

ويُنظر إلى روسيا وإيران والصين على أنها حليفة في الأزمة السورية، وقد عملت معا على إبقاء الأسد في السلطة وبالتالي من الطبيعي أن تسعى هذه الدول لتكثيف جهودها أيضا ما بعد الحرب.

ويمثل تأهيل مرفأ اللاذقية وإدارته، مثالا على التنافس الإيراني الروسي، إذ تحاول طهران أن تتمركز في الساحل السوري في نقطة حساسة جدا وداخل مناطق نفوذ الجانب الروسي الذي يظهر في قاعدة جوية وقاعدة بحرية هناك.

ويخشى الخبراء من أن تواجد إيران في هذا المرفأ البحري بهدف أبعد من تشغيل الميناء، وأنها تريد تحويل هذا التواجد إلى قاعدة بحرية عسكرية، لاسيما أن الكثير من التسريبات والمواقف عبر السنوات الماضية تبرز اهتمام إيران بمنطقة الساحل السوري.

وسيكون هذا التطور غير مرحب به من الجانب الروسي، وقد يعتبر تفسيرا عمليا لنتائج زيارة الأسد لطهران التي تسعى بشكل أو بآخر لانتزاع مكاسب اقتصادية كمكافأة على دورها العسكري خلال الحرب، لاسيما أنها تعاني من وضع اقتصادي سيء وتعيش تحت حصار أميركي وغربي شديد.

وأكد أحمدوف أن روسيا ستمارس ضغوطا لدفع الأسد إلى التراجع عن هذه الخطوة، خاصة أن عليه أن يتذكر أن موسكو صاحبة الكلمة الأولى ولا يمكن لمثل هذا الأمر أن يتم دون موافقتها.

وطالب الباحث الروسي، الرئيس السوري بتذكر أنه لولا الدور الروسي العسكري والسياسي والدبلوماسي لما استطاعت إيران إنقاذه، لذلك سيكون عليه قبل اتخاذ أي خطوات التنسيق مع الروس، لاسيما أن سوريا مقبلة على حل سياسي وإعادة إعمار، وهو ما لا يمكن تركه للجانب الإيراني.

وتسعى إيران للسيطرة الكاملة على ميناء اللاذقية بغية تأمين طريق تجاري من طهران إلى البحر المتوسط، وهو ما سيمثل الرابط المتوسطي على طريق تجاري انطلاقا من إيران مرورا بالعراق وسوريا.

وكشفت صحيفة التايمز البريطانية الجمعة عن بدء الشركات الإيرانية المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني بشحن البضائع عبر الميناء، مما يشير إلى أن طهران قد تستخدمه كطريق بديل لنقل الأسلحة إلى سوريا، ما قد يؤدي إلى شن ضربات جوية إسرائيلية جديدة وتفاقم التوترات بين روسيا وإيران في الوقت الذي تتنافسان فيه على النفوذ في سوريا بعد الحرب.

وأشارت الصحيفة إلى أن روسيا ليست لديها رغبة في رؤية إيران على مقربة منها. ونقلت عن العميد المتقاعد مايكل هيرتسوغ رئيس الأركان السابق لوزير الدفاع الإسرائيلي، قوله إنه "بالرغم من أن كليهما قاتل من أجل الأسد إلا أن هناك اختلافات وتنافسا بينهما".

قد يهمك أيضًا:

تخوفات أميريكية مع سماح "الأسد" للقوات العراقية بمهاجمة داعش دون إذن

الرئيس بشار الأسد يستقبل الرئيس السوداني عمر حسن البشير في مطار دمشق

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اتفاقات الرئيس السوري في طهران تُثير استياًء روسيًا عميقًا اتفاقات الرئيس السوري في طهران تُثير استياًء روسيًا عميقًا



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد
  مصر اليوم - بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:38 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أنيقة وراقية لكيت ميدلتون باللون الأحمر

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 09:38 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 09:56 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 12:18 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

الروح والحب والإخلاص " ربنا يسعدكم "

GMT 23:59 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق مبدئي على إعادة تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا

GMT 18:11 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

3 تحديات تنتظر الزمالك قبل غلق الميركاتو الصيفي

GMT 07:33 2019 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

"سيسيه يؤكد رفضت عروضا من أجل البقاء مع "الاتحاد

GMT 05:59 2024 الأحد ,14 تموز / يوليو

محمد النني يقترب من الدوري السعودي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon