توقيت القاهرة المحلي 21:14:46 آخر تحديث
  مصر اليوم -

تصفية ناشط سياسي كشف عن أشهر جرائم الشرف في باكستان

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - تصفية ناشط سياسي كشف عن أشهر جرائم الشرف في باكستان

قوات الأمن في باكستان
إسلام آباد - مصر اليوم

تعرض ناشط سياسي للتصفية بالرصاص بعد مضي نحو سبع سنوات من واقعة كشفه عن إحدى أشهر جرائم الشرف في باكستان والتي هزت الرأي العام في البلاد. وأظهر مقطع فيديو التقط عام 2011 في ريف باكستان، رجلين يرقصان وأربع نسوة يغنين أغنية زفاف على وقع تصفيق، قاد إلى تبعات دامية.

ولقي أفضل كوهيستاني، وهو شقيق الرجلين اللذين ظهرا في الفيديو، مصرعه مؤخرا؛ إذ يُعتقد أن النسوة اللائي ظهرن في مقطع الفيديو بالإضافة إلى فتاة تنتمي للعائلة كانت في المشهد أيضًا، قد لقين مصرعهن على أيدي بعض أقاربهن من الرجال بدعوى أنهن "لطّخن شرفهم".

وأتى مقتله في خضم خصومة ثأرية دامية سقط فيها ثلاثة من إخوته قتلى. وأُردي كوهيستاني قتيلا بالرصاص في منطقة تجارية مزدحمة شمال غربي مدينة أبوت آباد مساء يوم الأربعاء، بحسب الشرطة نقلا عن شهود عيان.

أقرأ أيضًا: "الخارجية" المصرية تدعو الهند وباكستان إلى التهدئة وتغليب لغة الحوار

وجذب كوهيستاني اهتمام الرأي العام في 2012 كأحد أوائل الباكستانيين الذين رفضوا الأعراف السائدة في منطقة نائية شمالي باكستان حيث تُسوّى الأمور المتعلقة بالشرف في العائلات بالدم. ويكون القتل عن رضا من العائلتين المعنيتين بجريمة الشرف هو جزاء مَن يُعتقد أنهم انتهكوا أعراف المجتمع.

وبحسب نشطاء وحقوقيين، تُسجَل في باكستان سنويا نحو 1000 "جريمة شرف" تقتل فيها نسوة على أيدي أقاربهن. ويُعتقد أن الأرقام الحقيقية أعلى من ذلك بكثير. بينما يقل عدد الذكور الذين يقتلون بسبب جرائم الشرف مقارنة بالنساء.

وطبقا للعُرف المتبع، فإنه ينبغي على الذكور من أعضاء العائلة التي يُشتبه بأن إحدى إناثها أقامت علاقة خارج نطاق الزواج أن يقتلوها قبل أن يتعقبوا الرجل الذي أقامت معه العلاقة، والذي لا تُعارض عائلته أن يُقتل جراء ذلك أيضا.

ولم يراعِ كوهيستاني هذا العُرف السائد، وعرض قضية فيديو الزفاف الشهير للرأي العام في البلاد في يونيو/حزيران 2012، عندما زعم أن النسوة في الفيديو قُتلن على أيدي عوائلهن قبل شهر من نشره مقطع الفيديو، وأن حياة إخوته الصغار من الذكور، الذين شوهد اثنان منهم يرقصان في الفيديو، كانت في خطر.

واختفى الأخوان الراقصان بعد ذلك، وعندها اهتمت جماعات حقوقية بالقضية وبدأت في الدفع بها إلى ساحات المحاكم، مما دفع المحكمة العليا بالبلاد إلى إصدار أمر بإجراء تحقيق.

لكن المحققين لم يجدوا دليلا قاطعا على أن النسوة قُتلن في جرائم شرف، وهي من الجرائم التي يعاقب عليها القانون الباكستاني. ويقول حقوقيون إن ثلاث نسوة آخريات انتحلن شخصيات المجني عليهن أمام المحكمة بدافع خداع القضاة وإنقاذ الجناة من العقوبة. وهو ما استند عليه أعضاء في العائلة للبرهنة على أن هؤلاء النسوة لا يزلن على قيد الحياة.

وقالت فارزانا باري، وهي ناشطة حقوقية وأكاديمية شاركت في التحقيق، إن لديها شكوكا قوية في أن اثنتين على الأقل من النسوة كانتا "محتالتين"، لكن المحكمة العليا أغلقت القضية. ونجم عن قرار أفضل كوهيستاني كَسْر هذا العُرف أن اشتعلت خصومة ثأرية بين عائلته وعائلة النسوة اللائي ظهرن في مقطع الفيديو.

وتعتبر منطقة كوهيستان إحدى أكثر المناطق المحافِظة في باكستان. وقُتل ثلاثة من إخوة أفضل كوهيستاني الكبار عام 2013، واتهم ستة رجال من عائلة النسوة بتورطهم في عمليات القتل تلك، وهو الأمر الذي برز كقضية شهيرة في المنطقة. ومع ذلك برأت المحكمة العليا ساحة هؤلاء الرجال عام 2017.

وفي خضم الخصومة الثأرية، تعرض منزل كوهيستاني للقصف والتدمير، إلا إنه لم يستسلم، وإنما انتقل إلى مسكن جديد واستمر في رواية ما تعرضت له النسوة، وجذب بذلك اهتمام وسائل الإعلام.

وقالت باري: "كان صوتا جريئا في باكستان. هذا رجل ظل يناضل على مدى سنواته السبع الأخيرة لتحقيق العدالة، ليس فقط لنفسه ولعائلته، وإنما أراد العدالة للنسوة في كوهيستان وباقي أنحاء باكستان".

وفي يوليو/تموز 2018، أمرت المحكمة بأن تجري الشرطة تحقيقات جديدة، والتي تمخضت عن اعتقال خمسة رجال آخرين من عائلة نسوة الفيديو. وبحسب الشرطة، فإن الرجال اعترفوا أثناء استجوابهم بأن ثلاثة من النسوة الأربع اللائي شوهِدن في الفيديو تعرضن للقتل، لكنهم تراجعوا عن اعترافهم ذلك عندما مثلوا أمام القاضي.

ولا تزال القضية مفتوحة، لكن مقتل أفضل كوهيستاني عمّق المأساة التي بدأت فصولها بمشهد غنائي راقص سرعان ما انقلب إلى أحداث دامية، على غرار بعض مسرحيات شيكسبير، بعد أن قتل فيها ما لا يقل عن تسعة أشخاص.

ولطالما حذر أفضل كوهيستاني على مدى سنوات أن حياته كانت في خطر، وقد صرح لخدمة بي بي سي باللغة الأوردية في حوار حديث أن عائلته كانت تعيش تحت تهديد دائم، قائلا: "لن يتحقق العدل إلا بمحاكمة قتلة النسوة وإخوتي، عندئذ فقط يمكننا أن نتطلع إلى يوم يُسدل فيه الستار على جرائم الشرف والثأر في كوهيستان".

وقبل مقتله بساعات، أخبر أفضل كوهيستاني صحفيين محليين في أبوت آباد أن يد العدالة باتت على مقربة من القتلة، كما أخبرهم بأنه تلقى تهديدات بالقتل على نحو باتت معه حياته في خطر وشيك.

قد يهمك أيضًا :الهند تنفي إدعاءات باكستان بدخول إحدى غواصاتها مياهها الاقليمية في بحر العرب

باكستان تأسر طيارًا إسرائيليًا شارك في الاشتباك الجوي مع الهند

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تصفية ناشط سياسي كشف عن أشهر جرائم الشرف في باكستان تصفية ناشط سياسي كشف عن أشهر جرائم الشرف في باكستان



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 15:49 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب
  مصر اليوم - شيرين عبد الوهاب تعود لإحياء الحفلات في مصر بعد غياب

GMT 22:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

بشرى تكشف عن أمنيتها للعام الجديد

GMT 21:45 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

فجر السعيد تفتح النار على نهى نبيل بعد لقائها مع نوال

GMT 20:43 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

الأمير هاري يتحدث عن وراثة أبنائه جين الشعر الأحمر

GMT 20:11 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

تكريم توم كروز بأعلى وسام مدني من البحرية الأميركية

GMT 10:34 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية الأكثر زيارة خلال عام 2024

GMT 10:52 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

بيلا حديد في إطلالات عصرية وجذّابة بالدينم

GMT 08:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مبابي يكشف سبب منعه من الاستمرار مع سان جيرمان

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 12:13 2019 الإثنين ,16 أيلول / سبتمبر

معوقات تمويل الصناعات الصغيرة والمتوسطة

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 04:09 2017 الأربعاء ,06 كانون الأول / ديسمبر

تخفيضات تصل إلى 50% في أحد المتاجر الكبيرة في 6 أكتوبر

GMT 05:21 2021 السبت ,09 كانون الثاني / يناير

الكشف عن مسببات جديدة تعزز من النوبات القلبية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon