تسعى الحكومة المصرية من خلال التحول الرقمي في أدائها إلى تحسين الخدمات التي تقدمها للمواطن، وتوفير ملايين الجنيهات من إلغاء التعاملات الورقية، فضلاً عن جذب المزيد من الاستثمارات، إذ يعزز ذلك من القضاء على البيروقراطية.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، قد أكد خلال فعاليات المؤتمر الوطني السابع للشباب في العاصمة الإدارية الجديدة، أن العمل على التحول الرقمي في أداء الحكومة يجري منذ عامين، وخلال منتصف العام المقبل أو نهايته، سيكون هناك أداء حكومي يختلف كثيرًا عما اعتدنا عليه، مشيرًا إلى أن الدولة تسعى لتعميم هذه التجربة على محافظات الجمهورية.
ومن جانبه، قال خالد الشافعي، رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، إن الحكومة ممثلة في وزارتي "المالية" و"التخطيط" تستكمل منظومة ميكنة الموازنة العامة للدولة وإنشاء حساب الخزانة الموحد بالبنك المركزي، وإلغاء التعامل بالشيكات الورقية واستبدالها بالمعاملات الإلكترونية، وتحويل التعامل في المؤسسات المختلفة خاصة الاقتصادية منها عبر الأنظمة الإلكترونية الحديثة، ما يعتبر خطوة حيوية ومهمة في ملف الإصلاح الاقتصادي.
أضاف في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام" أن ميكنة مؤسسات الدولة توفر ملايين الجنيهات، وكذلك تجعل المواطن يشعر بفارق كبير وتطور ملحوظ في الخدمات التي يحصل عليها، إضافة إلى أن الميكنة في المؤسسات التي تتعامل مع المستثمرين تسهم في جذب مزيد من الاستثمارات الجديدة، لأن جزءا من الترويج للاستثمار هو سهولة إنهاء الإجراءات واختصار الوقت في عمليات منح التراخيص وتصاريح العمل، ما يمثل ذلك دعاية للاستثمار في مصر.
وكان الرئيس السيسي قد أعلن خلال مؤتمر الشباب، أن العمل الكثير والصبر هو السبيل لحل المشكلات، قائلاً: "اللي ظروفه صعبة يشتغل ولا ينام حتى يغير من مستوى معيشته".
وقال الخبير الاقتصادي خالد الشافعي، إن تحسين الظروف المعيشية للأسر في أي دولة يتطلب زيادة الجهد لرب الأسرة ولا ينتظر أن يعوله أحد سواء الحكومة أو مؤسسات وجمعيات أهلية.
وأضاف أن هذا يرتبط أيضًا بنقطة غاية في الأهمية وهى عملية ضبط عمليات الشراء للأسر في مصر وهو يرتبط بدخل الأسرة الشهري، ومن غير المنطقي أن تقوم سيدة بشراء ما يتخطى احتياجاتها مع أن الأوضاع الاقتصادية والتحرك الذي شهدته أسعار السلع في مصر عقب تحرير سعر الصرف أدى إلى انخفاض القدرة الشرائية للمستهلكين نتيجة تراجع قوة الجنيه الشرائية، لذا وجب ضبط عمليات الشراء والاستهلاك لكل أسرة.
وأوضح أنه ينبغي على الأسر بهدف الحد من الاستهلاك أو الإسراف عند الشراء، أن تتسوق بالمعارض السلعية التي تنظمها وزارة التموين واتحاد الغرف التجارية، والتي تركز بصورة أكبر على السلع الأساسية.
كما أعلن الرئيس السيسي أن العاصمة الإدارية والعلمين الجديدة لم تكلف الدولة أي أموال.
وقال "الشافعي" إن كل مشروعات مصر الجديدة غير محملة للموازنة العامة، منها ما يتعلق بقروض طويلة الأجل وأخرى استثمارات جديدة سواء محلية أو أجنبية، وهذا النوع من المشروعات جعل الاقتصاد المصري يشهد عددا من القفزات التي يمكن وصفها أنها بداية حقيقية لجني ثمار برامج الإصلاح الاقتصادي منها تحقيق فائض في الموازنة العامة للدولة وجذب الاستثمارات الأجنبية.
اقرأ أيضًا:
الرئيس المصري يستعرض الإطار العام للبنية العمرانية للمدن الجديدة مع رئيس الحكومة
أوضح أن هذا نتيجة الخطوات التي تم اتخاذها لضبط منظومة الدعم وتوجيهه إلى مستحقية وإصلاح البنية التشريعية، ومنها إصدار قوانين الاستثمار والرخص الصناعية وغيرها من القوانين المحفزة، بالإضافة إلى الميكنة للمؤسسات، عكس ما كانت عليه الأوضاع في العقود الماضية التي كانت تشهد ترهلات ومشكلات اقتصادية كبيرة.
كما، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مؤتمر الشباب، إن خطة الإصلاح الاقتصادي ستنتهي العام الحالى، مشيرًا إلى أن مصر التزمت ببرنامج الإصلاح، مؤكدًا أن «خطط الإصلاح ستستمر في كل القطاعات مثل الإعلام والتعليم».
وقال "الشافعي" إن مصر أنهت برنامجها مع صندوق النقد الدولي وحصلت على آخر شريحة من القرض البالغ 12 مليار دولار، وهذا القرض أعطى الاقتصاد الوطني ثقة على المستوى العالمي، حيث شهد الاقتصاد عدة تصنيفات ائتمانية إيجابية خلال السنوات الأخيرة، نتيجة الإصلاحات الاقتصادية وتحسن تصنيف مصر بشكل ملحوظ وهو ما ينعكس على قرارات المستثمرين للدخول بالاستثمارات.
أضاف أنه من ضمن نتائج برنامج الإصلاح الاقتصادي، تم رفع الحد الأدنى لأجور جميع العاملين المدنيين بالدولة من المخاطبين، وغير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية رقم 81 لسنة 2016، ليتحرك من 1200 جنيه شهريا حاليا إلى 2000 جنيه، بنسبة ارتفاع 66%، وبما يعكس تحسين دخول جميع العاملين في الدولة وكذلك زيادة المعاشات إلى 900 جنيها وهو ما كلف الدولة 60 مليار جنيه.
قد يهمك ايضا
الرئيس السيسي يوقع تعديل بعض أحكام قانون مكافحة المخدرات
السيسي يطالب الحكومة بإنجاز مدن "الجيل الرابع"
أرسل تعليقك