الخرطوم - عبد القيوم عاشميق
كشف الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن الأعوام الاثنا عشر الأخيرة شهدت انتشال 600 مليون شخص من براثن الفقر المدقع،وهو مايمثل نسبة خمسين في المئة، وسجلت المدارس الابتدائية أعداداَ قياسية من الأطفال يتساوى فيها للمرة الأولى عدد الفتيات والفتيان، وانخفض معدل وفيات الأمهات والأطفال وتم مكافحة تغير المناخ والمرض والتصدي لمشكلتي المياه غير المأمونة والصرف الصحي، وتوسيع نطاق التعليم، وإتاحة الفرص للفتيات والنساء.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة في مقال له بعنوان "ألف يوم للوفاء بوعد الألفية" والذي حصل "العرب اليوم" نسخة منه إن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، فيمكننا أن نبدأ هذا الأسبوع
مسيرة ألف يوم نحو مستقبل جديد، مشيرًا إلى أنه في 5 نيسان / أبريل الجاري سيبلغ العالم لحظة حاسمة في أعظم وأنجح حملة لمكافحة الفقر شهدها التاريخ وهي مُعلم الألف يوم
قبل الموعد المستهدف لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية.
وأضاف: " قد حُددت هذه الأهداف العملية الثمانية في العام 2000، عندما اجتمع في الأمم المتحدة عدد من القادة أكبر مما شهدته في أي وقت سابق واتفقوا على خفض نسبة الفقر والجوع في العالم بمقدار النصف، ولم تكن تلك هي المرة الأولى التي قطع فيها القادة وعوداَ نبيلة، وتوقع المتشائمون التخلي عن الأهداف الإنمائية للألفية بدعوى أنها مفرطة في التفاؤل".
وتابع: " لقد ساعدت الأهداف على تحديد الأولويات العالمية والوطنية، وعلى حشد الجهود وتحقيق نتائج ممتازة، وسمحت الاستثمارات المحددة الأهداف لمكافحة الملاريا وفيروس نقص المناعة البشرية "الإيدز" والسل بإنقاذ حياة الملايين، وخفضّت أفريقيا عدد الوفيات من الإيدز بمقدار الثلث في الأعوام الست الماضية وحدها.
وأوضح أن هناك أيضًا غايات نحتاج بصددها إلى تحقيق تقدم أكبر بكثير، فلا تزال النساء يتوفين في النفاس بأعداد كبيرة للغاية، بينما نملك الوسائل اللازمة لإنقاذ حياتهن، ولاتزال أعداد كبيرة للغاية من المجتمعات المحلية تفتقر إلى مرافق الصرف الصحي الأساسية، مما يعرضها لخطر مميت نتيجة استهلاك المياه غير المأمونة، وتتسع الهوة بين الأغنياء والفقراء في كثير من مناطق العالم الغنية منها والفقيرة على حد سواء. ولاتزال الجموع الغفيرة تتخلف عن الركب".
وطالب بان كي مون المجتمع الدولي أن يسعى بخطى حثيثة الآن لاتخاذ أربعة إجراءات وهي توطيد النجاحات عن طريق استثمارات استراتيجية ومحددة الأهداف تؤتي ثماراَ مضاعفة، مما يعزز النتائج في المجالات الأخرى جميعها، والاستعانة بمليون من العاملين في مجال الصحة المجتمعية في أفريقيا لخدمة المناطق التي يصعب الوصول إليها، والحيلولة دون أن تذهب الأمهات والأطفال ضحايا أمراض يمكن الوقاية منها أو علاجها بسهولة، وزيادة الاستثمارات في
مرافق الصرف الصحي، وكفالة إتاحة خدمات الصحة الأساسية للجميع، بما في ذلك الرعاية في حالات التوليد الطارئة، وتوفر سبل استفادة النساء والفتيات على من خدمات التعليم والرعاية الصحية والتغذية.
وشدد على أن الفرص الاقتصادية أحد أقوى المحركات لتحقيق التقدم نحو إحراز الأهداف الإنمائية للألفية جميعها لنركز على أفقر الدول وأضعفها، وهي دول يعيش فيها حوالي 1.5 بليون نسمة، وهذه الدول كثيرًا ما يستفحل فيها الجوع والصراع وسوء الحكم والعنف الإجرامي
المنظم على نطاق واسع، تواجه أعظم الصعوبات في تحقيق التقدم ولو بذلت قصارى جهدها، وكثير منها لم يحرز بعدُ أي هدف من الأهداف الإنمائية للألفية.
وأضاف: "إذا استثمرنا في مناطق مثل منطقة الساحل والقرن الأفريقي وآسيا الوسطى، أن نُكَوّن حلقة مثمرة من التنمية الاقتصادية والأمن البشري وبناء السلام، ويجب أن نفي بوعودنا المالية، ولا يجوز تحقيق توازن الموازنات على حساب أفقر الناس وأضعفهم، فذلك سلوك غير مقبول أخلاقياَ ولن يساعد المانح ولا المتلقي، ورغم أوقات التقشف المهيمنة ظلت بعض الدول أمثلة يحتذى بها في الوفاء بالتعهدات، موضحًا أن هنالك دول مانحة جديدة ظهرت في صفوف الدول التي تمر اقتصادياتها في مرحلة انتقالية، وينبغي لنا أن نشيد بهذه الجهود ونشجع على بذل المزيد.
وتمنى أن يعتبر الجميع أن مهلة الألف يوم نداء من أجل العمل موجهاَ إلى حركة عالمية من الحكومات إلى المنظمات الشعبية التي كان لها دور حاسم في النجاح، وعلينا أيضاَ أن نسخر قوة التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي كاملة وهي فرص لم تكن متاحة عندما
صيغت الأهداف في مطلع هذا القرن.
وقد أثبتت الأهداف الإنمائية للألفية أن وضع الأهداف الإنمائية العالمية المركزة يمكن أن يحدث أثراَ عميقاَ، فهي قادرة على التعبئة والتوحيد والإلهام، ويمكنها أن تطلق العنان للابتكار وتغير العالم ولن يقتصر أثر النجاح خلال فترة الألف يوم المقبلة على تحسين حياة الملايين فحسب، بل سيعطي زخماَ لخططنا لما بعد العام 2015المقبل.
وأشار إلى أن التغلب على تحديات التنمية المستدامة، وسيكون هنالك الكثير من الأعمال غير المُنجزة. غير أننا، إذ نتطلع إلى الجيل التالي من أهداف التنمية المستدامة، يمكننا أن نجد إلهاماَ عميقاَ فيما تُظهره الأهداف الإنمائية للألفية من حقيقة أن التغلب على الفقر المدقع ممكن وهو في متناولنا إذا وُجدت لدينا الإرادة السياسية، فلنستغل فترة الألف يوم المقبلة أحسن
استغلال ولنف بوعد الألفية.
أرسل تعليقك