توقيت القاهرة المحلي 21:08:30 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شح الموارد والخلفيات التاريخية يخيمان على أزمة اللاجئين السوريين في لبنان

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - شح الموارد والخلفيات التاريخية يخيمان على أزمة اللاجئين السوريين في لبنان

بيروت ـ وكالات

زيد صعوبة عثور اللاجئين السوريين في لبنان على مسكن بسعر مناسب. لذا قام عمدة إحدى القرى بإقامة مخيم للاجئين السوريين. لكن الخلفيات التاريخية تمنع إطلاق اسم "معسكر لاجئين" على المخيم.لا يستطيع السوري رياض بارودي أن يقدم لضيوفه أكثر من جلسة بسيطة داخل خيمته في مخيم المرج في البقاع اللبناني.  يعيش رياض هنا مع زوجته وابنيه في خيمة صغيرة لا تحتوي على أكثر من مراتب مطاطية رفيعة للنوم وموقد. لا يتمتع سكان المخيم بالخصوصية إذ أن الخيام ملتصقة ببعضها.يجلس رياض داخل خيمته ويتحدث عن حياته اليومية ويقول:"الحياة هنا بسيطة للغاية. نتناول الفطور ونصلي ثم نتحدث مع بناتنا اللاتي يعشن في سوريا والولايات المتحدة. كل شيء في هذا المخيم يسير وفقا لقواعد محددة". تم نصب 35 خيمة في ثلاث صفوف ويستخدم السكان أحبال تثبيت الخيام كمناشر يعلقون عليها ملابسهم. ورغم بساطة الحياة هنا إلا أن مظاهر الحياة اليومية الطبيعية لم تختف من المكان فالأطفال يلعبون أمام الخيام كما تنبعث أصوات الموسيقى من بعضها. ويستكمل رياض تفاصيل الحياة اليومية في المخيم ويقول:"هناك رجلان يقومان بأي إصلاحات لازمة في الخيام ويجلسان باقي الوقت عند مدخل المخيم للمراقبة". تقع قرية المرج التي يقدر عدد سكانها بحوالي 20 ألف نسمة، في منطقة البقاع شرقي لبنان وعلى بعد 20 كيلومترا تقريبا من الحدود السورية وبالتالي فإن أصوات التفجيرات الآتية من بعد صارت مألوفة هنا لدرجة أن رياض لا يستطيع النوم أحيانا بسببها. وأصوات التفجيرات ليست السبب الوحيد الذي يؤرق رياض ويحرمه من النوم ، لكن قلقه على مصير بناته الثلاثة اللاتي يعشن مع أزواجهن في سوريا يحرمه من النوم. لكن رياض يشعر بالسعادة لنجاحه في الهروب من سوريا مطلع شباط/فبراير الماضي وحصوله مع أسرته على مكان في المخيم هنا. أما بالنسبة لسلوى زوجة رياض فهذه هي المرة الأولى لها في لبنان وتقول:"حالنا هنا أفضل من حال اللاجئين في أماكن أخرى فلدينا هنا الماء الجاري والكهرباء والغاز اللازم للطبخ لكن هذا لا يمنع أني أشتاق لوطني". عندما جاء رياض مع أسرته إلى لبنان كان يخطط لاستئجار غرفة لا يتجاوز إيجارها 150 دولارا لكنه فشل في العثور على مكان يناسب ميزانيته الصغيرة. وتعتبر منطقة البقاع من أكثر المناطق استقبالا للاجئين السوريين الذين بلغ عددهم وفقا لبيانات مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين بالإضافة إلى آلاف اللاجئين غير المسجلين الأمر الذي يزيد من صعوبة العثور على مساكن. ومن الصعب للغاية حاليا العثور على مسكن مكون من غرفة واحدة بإيجار يقل عن 300 دولار. يضطر الكثير من اللاجئين لترتيب أمورهم بأنفسهم فمنهم من يسكن في أكواخ قاموا بتصنيعها بأنفسهم باستخدام بقايا الأقمشة وأكياس البلاستيك. ولا يمكن مقارنة هذه الأكواخ بخيام مخيم المرج الذي يعيش فيه أكثر من 20 أسرة معظمهم جاءوا من حلب وحماة ودمشق. وسمع رياض عن الأحوال في مخيم المرج قبل أن يقرر الفرار من سوريا ويقول:"سمعنا بوجود عمدة هنا يهتم بمصيرنا". والحديث هنا عن عماد شموري رئيس بلدية المرج الذي أكد أنه لا يستطيع تحمل منظر الناس وهم في الشوارع. ومع زيادة عدد اللاجئين بحث شموري عن أفكار بديلة وقرر نصب الخيام على قطعة أرض ملك البلدية وتحول الأمر مع الوقت إلى "قرية داخل قرية" حسب قوله. وفي مدخل المخيم تحمل لوحة بيضاء كبيرة اسمه الرسمي كمركز استقبال اللاجئين السوريين مع صور لعلم السعودية ولبنان كدولتين داعمتين للمخيم. ويحظى المخيم أيضا بدعم من منظمات مصرية غير حكومية. وتم اختيار الاسم الرسمي للمخيم بعناية فكلمة "معسكر للاجئين" تعد من العبارات المكروهة من لبنان إذ يقول عماد شموري:"ثمة قرار واضح من الدولة اللبنانية بعدم بناء معسكرات لذلك أطلقنا على المخيم اسم معسكر". وارتبط لفظ "معسكر اللاجئين" في لبنان بمعسكرات اللاجئين الفلسطينيين ومشكلتهم التي تبحث عن حل منذ عدة عقود. استنفدت منطقة البقاع كما هو الحال في مناطق لبنانية أخرى ، طاقتها الاستيعابية للاجئين ولذلك ترى نيتا كيلي ، ممثلة المفوضية العليا للاجئين ، أنه من الضروري إقامة ما تسميه "مراكز ترانزيت" على غرار مخيم المرج. وتقول كيلي:"يمكن توفير إقامة للاجئين في هذه المراكز المؤقتة لحين توفير أماكن إقامة مناسبة لهم..نحن بحاجة لمركز في البقاع ومركز آخر في شمال لبنان. الأمر بحاجة الآن لقرار سياسي من الجانب اللبناني يعطي إطارا لتنفيذ هذه الفكرة". لكن التطورات السياسية الأخيرة في لبنان واستقالة الحكومة في آذار/مارس الماضي، تزيد من صعوبة العثور على حل على الأقل في الفترة القريبة، لكن خلال هذه الفترة تستطيع عائلة رياض وغيرها من العائلات السورية، البقاء في مخيم المرج الذي لا تربطه صلة بالحكومة اللبنانية.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شح الموارد والخلفيات التاريخية يخيمان على أزمة اللاجئين السوريين في لبنان شح الموارد والخلفيات التاريخية يخيمان على أزمة اللاجئين السوريين في لبنان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon