c الأكراد والأزمة العراقية: عامل تهدئة أم فرض حقائق على الأرض - مصر اليوم
توقيت القاهرة المحلي 12:44:45 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الأكراد والأزمة العراقية: عامل تهدئة أم فرض حقائق على الأرض

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - الأكراد والأزمة العراقية: عامل تهدئة أم فرض حقائق على الأرض

بغداد ـ وكالات

مع قيام القوات الحكومية العراقية اقتحام ساحة اعتصام الحويجة وسقوط عشرات القتلى، بلغت الأزمة السياسية الراهنة في العراق طورا جديدا. الأنظار تتجه إلى أربيل وإلى الدور الذي ستلعبه حكومة إقليم كردستان ورئيسه مسعود بارزاني.أثار الهجوم الذي نفذته قوات حكومية عراقية فجر الثلاثاء الماضي ضد متظاهري ساحة اعتصام الحويجة، انتقاد قيادات عراقية، ومنها استياء قيادة إقليم كردستان العراق من هذا الهجوم، التي سارعت إلى مد يد العون لمعالجة الجرحى. وكان العشرات قد سقطوا ما بين قتيل وجريح إثر اشتباكات اندلعت عندما دهمت قوات الأمن مخيم احتجاج مناهضا للحكومة في بلدة الحويجة قرب كركوك. وتضاربت الأنباء بشأن إجمالي أعداد القتلى والجرحى. وجاءت عملية اقتحام ساحة اعتصام الحويجة بعد أربعة أيام من تعرض نقطة تفتيش مشتركة تابعة للشرطة والجيش لهجوم حصل خلاله المسلحون على عدد من الأسلحة قبل أن يتراجعوا إلى وسط المحتجين، بحسب ما ذكرته وزارة الدفاع العراقية. لكن عملية الاقتحام تلك قادت إلى عمليات مسلحة متبادلة في أماكن عدة من غرب العراق وشماله بين القوات الحكومية ومسلحين، ذكرت تقارير إعلامية ومصادر مقربة لبغداد أنهم ينتمون إلى تنظيمي القاعدة والنقشبندية.خالد سليمان: "هنالك إجماع كردي على أن استمرار تدهور الوضعين الأمني والسياسي في العراق سوف يلقي بظلاله سلباً على الإقليم".وأستنكر رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني استخدام الجيش لقمع المتظاهرين الذي عده أمراً منافياً للدستور ولجميع القوانين، موعزاً لكافة المستشفيات والمراكز الصحية في الإقليم إلى أن تأخذ استعدادها التام لإسعاف وعلاج جرحى أحداث الحويجة. وقال بارزاني في بيان صدر عن رئاسة إقليم كردستان العراق بعد ساعات من الهجوم "نحن نستنكر استخدام الجيش لقمع المتظاهرين العزل... نعده أمراً منافياً للدستور ولجميع القوانين".وعلى خلفية الأحداث التي شهدتها الحويجة، انتشرت قوات من البيشمركة الكردية السبت (27 نيسان/أبريل الجاري)، في محيط مدينة كركوك (240 كلم شمال بغداد) من أجل "ملء الفراغات الأمنية في المنطقة المذكورة بعد انسحاب قطعات من الجيش العراقي"، بحسب بيان صدر عن وزارة البيشمركة الكردية. وقال الأمين العام لوزارة البشمركة جبار ياور إن "الخطوة جاءت بسب الأحداث الأخيرة في محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك ونينوى"، في إشارة إلى الهجمات ضد قوات الأمن العراقية. "هدف انتشارنا الوحيد هو الحفاظ على أرواح المواطنين".عن قرار انتشار قوات البيشمركة في محيط مناطق كركوك شدد المحلل السياسي الكردي فرمان شوان في حوار مع DW عربية على أن هذه القوات مقبولة لدى أغلب سكان هذه المناطق، "كونها محايدة ولا تفرق بين الطوائف والمذاهب. وكان لها دور كبير في حفظ أمن مناطق مختلفة من بغداد أيام ذروة العنف".وكان لقوات الأمن الكردية البيشمركة دور في حفظ أمن العديد من مناطق بغداد وبعض المحافظات المتوترة أيام العنف الطائفي الذي عصف بالعراق في عامي 2006 و2007. وجاء انتشار هذه القوات وفق اتفاقيات بين حكومتي بغداد وأربيل.بيد أن تحركات القوات الكردية هذه المرة جوبهت بتصريحات تذكي الأزمة بين حكومتي الإقليم والمركز، إذ قائد القوات البرية في الجيش العراقي علي مجيد غيدان إن التحركات قوات البيشمركة هذه تمثل "تطوراً خطيراً"، معتبراً أنها "تهدف إلى بلوغ آبار وحقول النفط (...) وهو تطور خطير".وفي هذا الإطار يقول الصحفي الكردي المستقل خالد سليمان في حوار مع DW عربية إن "الخلاف القائم بين مسعود بارزاني ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي سيحول دون التوصل إلى حلول تدعو إلى تدخل الكرد في تهدئة الشارع العراقي المتوتر سياسياً وامنياً وخاصة في المحافظات التي تشهد تظاهرات مناهضة للحكومة".تعد اشتباكات الحويجة الأعنف منذ بدء عراقيين سنة احتجاجات في ديسمبر/ كانون الأول للمطالبة بإنهاء ما يرونه تهميشا للسنة من جانب حكومة رئيس الوزراء نوري المالكييحذر شوان من انزلاق العراق لأعمال عنف أوسع على خلفية الهجوم الذي طال معتصمي الحويجة، مبيناً أن "العراق أمام أزمة كبيرة، ما لم تدرك جميع الأطراف حقيقة خطر تداعيات أحداث الحويجة الذي بات يعصف بحاضر العراقيين ومستقبلهم". ويقول شوان إن: "العنف ليس طريقة جيدة لحل القضايا في البلد الواحد، إذ أنه لا يولد سوى العنف. إذا كان لديك رجال ومال وسلاح فيصبح من السهل أن تطلق شرارة الثورة وجميع هذه العوامل الثلاثة متوفرة في العراق".وأضاف المحلل السياسي بالقول: "الآن يأتي دور العقلاء وكبار القوم وشيوخ العشائر لتحجيم الخطر المحدق بالعراق"، محذراً من أن تصبح الحويجة من أن "درعا العراق وننزلق في حرب أهلية قد تطال الأخضر واليابس"، وذلك في إشارة إلى مدينة درعا السورية التي انطلقت منها حركة الاحتجاجات المناهضة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد.ويرى شوان أن ما يجري اليوم في العراق من أحداث وتطورات على الصعيد الأمني تعد "فتنة ولا يربح فيها إلا أعداء العراق الذين يهدفون إلى تمزيق وحدة أبناء الوطن الواحد"، داعياً إلى تحكيم العقول وعدم الانجرار وراء مخططات ومؤامرات من يريد الشر بالعراق.وقدم اثنان من الوزراء السنة استقالتيهما احتجاجا على الهجوم الذي استهدف ساحة الاعتصام في الحويجة. وهما وزير العلوم والتكنولوجيا عبد الكريم السامرائي و وزير التربية محمد تميم، وكلاهما ينتمي للقائمة العراقية التي تضم الأحزاب السنية الرئيسية في العراق.من جانبه يستخلص خالد سليمان وجه نظر الكرد من التطورات الأخيرة التي تشهدها الساحة العراقية إلى أن "هنالك إجماعا كرديا على أن استمرار تدهور الوضعين الأمني والسياسي في العراق سوف يلقي بظلاله سلباً على الإقليم".ويضيف سليمان في حوار مع DW عربية أن "فقدان الثقة بين قادة العراق واعتماد المفاهيم الخاطئة للشراكة الوطنية فضلاً عن افتقار الساحة السياسية العراقية إلى العقلية الحكيمة التي تلعب دورا كبيرا في تهدئة الأطراف المتنازعة، كلها عوامل وصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم"، في إشارة إلى عدم التوافق بين سياسي العراق وتدهور الوضع الأمني في البلاد.وتعد اشتباكات الحويجة الأعنف منذ بدء عراقيين سنة احتجاجات في ديسمبر/ كانون الأول للمطالبة بإنهاء ما يرونه تهميشا للسنة من جانب حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، التي أعلنت تشكيل لجنة تحقيق في أحداث ساحة اعتصام الحويجة.

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأكراد والأزمة العراقية عامل تهدئة أم فرض حقائق على الأرض الأكراد والأزمة العراقية عامل تهدئة أم فرض حقائق على الأرض



GMT 06:09 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

1390 مستوطناً إسرائيلياً يقتحمون «الأقصى»

GMT 03:27 2024 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

إنقاذ 78 مهاجرا قرب السواحل اليونانية

GMT 15:55 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تبلغ واشنطن بأنها ستنفذ "ردا قويا" على حزب الله

إطلالات عملية ومريحة للنجمات في مهرجان الجونة أبرزها ليسرا وهند صبري

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 18:09 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه
  مصر اليوم - بانكوك وجهة سياحية أوروبية تجمع بين الثقافة والترفيه

GMT 09:06 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط
  مصر اليوم - وزيرا خارجية مصر وأميركا يبحثان هاتفيا الوضع في الشرق الأوسط

GMT 10:57 2024 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى
  مصر اليوم - درّة تكشف تفاصيل دخولها لعالم الإخراج للمرة الأولى

GMT 09:38 2021 الإثنين ,20 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم الإثنين 20/9/2021 برج الحوت

GMT 00:05 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأهلي يستقر على التجديد لعمرو السولية

GMT 07:13 2021 الثلاثاء ,20 تموز / يوليو

جزء ثانٍ من فيلم «موسى» في صيف 2022 قيد الدراسة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon