يتدفق آلاف المتظاهرين اليوم الخميس على العاصمة الباكستانية اسلام اباد في تجمع للمعارضة التي تطالب باستقالة رئيس الوزراء نواز شريف، في تجمع يجري تحت مراقبة دقيقة من قبل السلطات.
وبدت العاصمة الخميس وكانها في حالة حصار اذ نشرت السلطات عشرين الف شرطي وعناصر شبه عسكرية ووضعت حاويات على محاور الطرق الاستراتيجية لمنع تنظيم "مسيرة الحرية".
وغادر انصار بطل الكريكيت السابق عمران خان ورجل الدين الباكستاني الكندي محمد طاهر القادري بعد ظهر اليوم مدينة لاهور (شرق) للتوجه بالحافلات والدراجات والسيارات الى اسلام اباد حيث ينتظر وصولهم مساء اليوم.
وفي البداية، حظرت المحكمة العليا في لاهور (شرق) هذا التجمع. وبرر القضاء قراره ب"الغموض السائد في البلاد" واليوم الذي اختارته المعارضة (14 اب/اغسطس) في الذكرى السابعة والستين لاستقلال باكستان في يوم يطلق عليه اسم "يوم الحرية" وهي الشعار الذي اطلقته المعارضة ايضا على مسيرتها.
لكنها تراجعت بعد ذلك وسمحت للمتظاهرين بالتوجه الى اسلام اباد.
وكانت السلطات قالت ان تشكيلتي عمران خان ومحمد طاهر القادري لم تطلبا إذنا للتظاهر وبالتالي لم تحصلا عليه وانهما بذلك "خارج الشرعية". وحذر وزير الداخلية شودري نزار من ان "قرار المحكمة سينفذ بشكل كامل...".
من جهته، قال عمران خان "سنتوجه الى اسلام اباد ونطلب استقالة رئيس الوزراء (نواز شريف) لافساح المجال مجددا امام حكومة غير مسيسة" مؤكدا ان تظاهرته تهدف الى "استقلال حقيقي" في باكستان الذي تقوده طبقة أرستقراطية إقطاعية على حد قوله.
وتشكل نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في ايار/مايو 2013 الذي ادى الى تولي نواز شريف الحكم، اكبر خلاف بين الحزبين والحكومة.
وينتقد حزب العدالة الذي يقوده عمران خان الذي حل في المرتبة الثالثة في ذلك الاقتراع عمليات تزوير مكثفة في حين قاطعته الحركة الشعبية في باكستان.
وقال عمران خان لانصاره في لاهور قبل بدء المسيرة ان "اي فرعون لن يمنحنا حريتنا على طبق من ذهب وعلينا ان ننتزعها بانفسنا". واضاف "اذا نجحتم فان العدالة ستسود في باكستان وسيحترم العالم اجمع جواز سفرنا".
وعلى أمل تسوية الازمة وعد رئيس الوزراء الثلاثاء بتشكيل لجنة مستقلة من قضاة المحكمة العليا للتحقيق في ادعاءات التزوير.
لكن عمران خان ومحمد طاهر القادري رفضا الاقتراح وطالبا باستقالة الحكومة، فاتهمتهما هذه الاخيرة بانهما يلعبان لعبة الجيش المتعود على الانتخابات في هذا البلد.
ويرى محللون ان الجيش يحاول الضغط على شريف الذي تفصله به عدة خلافات لا سيما محاكمة الجنرال السابق برويز مشرف بتهمة "الخيانة العظمى" دون محاولة الاطاحة بحكومته. لكن كثيرون يخشون من ان تتحول تلك المناورات السياسية الى مواجهة دامية.
والتقى رئيس الوزراء الباكستاني اليوم الخميس قائد الجيش راحيل شريف في اطار الاحتفالات بذكرى استقلال هذا البلد المسلم الذي يضم 180 مليون نسمة.
وقال المحلل السياسي امتياز قول لفرانس برس "هناك خطر حقيقي من اندلاع العنف وحمام دم" بينما قال مصدر دبلوماسي غربي ان "الوضع متقلب جدا".
من جانبه اعلن محمد طاهر القادري المنزوي في مقره العام في منطقة مودل تاون في لاهور (شرق) المحاط بحاويات تمنعه من الخروج للتظاهر ان "سنقوم بمسيرة سلمية تماما، وستكون الحكومة وحدها مسؤولة اذا وقعت اعمال عنف".
ويعقد انصار عمران خان ظهرا (الساعة السابعة تغ) في لاهور (شرق) وبشاور (شمال غرب) اجتماعا قبل التوجه في سيارات وحافلات الى اسلام اباد حيث يتوقع وصولهم مع غروب الشمس.
واثارت الدعوات الى التظاهر توترا ما انفك يشتد بعد مواجهات الايام الاخيرة بين الشرطة وانصار القادري التي اسفرت عن سقوط قتيل على الاقل في لاهور.
ويدل ذلك على ارتباك الحكومة امام التظاهرات، اذ اعلنت انها اوقفت خلال الايام الاخيرة اكثر من الف من انصار القادري وخان بتهمة "التحريض على العنف".
أ ف ب
أرسل تعليقك