اعلنت الامم المتحدة الجمعة انها تمكنت من الدخول الى منطقة معضمية الشام المجاورة للعاصمة دمشق والتي تحاصرها السلطات، لتوزيع المساعدات على الاف الاشخاص وهو ما لم تتمكن من القيام به منذ بداية 2012.
وبحسب المتحدثة باسم برنامج الاغذية العالمي التابع للامم المتحدة اليزابيث بيرز، فان توزيع المواد الغذائية في معضمية الشام جنوب غرب دمشق بدا في 14 تموز/يوليو وهو متواصل.
واوضحت المتحدثة انه "تم توزيع ما مجموعه 2900 حصة غذائية" حتى الان على 14500 شخص.
وكان يفترض ان تستغرق هذه العملية في الاساس اربعة ايام لكن وكالات الامم المتحدة قررت تمديدها ثلاثة ايام لمساعدة اكبر عدد ممكن من الاشخاص.
واعلن المتحدث باسم صندوق الامم المتحدة للطفولة (اليونيسف) كريس تيدي في تصريح صحافي في جنيف "انه اختراق كبير في تحسن وصول المساعدات الانسانية".
واعرب عن اسفه قائلا ان "ظروف الحياة في معضمية الشام قاسية للغاية واشارت تقارير الى وفاة اشخاص بسبب الجوع".
واضاف تيدي "اشارت تقارير ايضا الى حالات اطفال تم تجنيدهم من قبل مجموعات مسلحة في معضمية الشام"، من دون اعطاء ارقام.
وهي المرة الاولى منذ بداية 2012 التي تتوصل فيها الامم المتحدة الى توزيع المساعدات في هذه المنطقة التي تعد 20 الف نسمة وتقع على بعد ثمانية كلم من دمشق.
وقال الناشط نور بيطار لوكالة فرانس برس عبر الانترنت ان "المساعدة ضعيفة جدا وغير كافية لسكان المنطقة".
وراى ان عددا كبيرا من المقيمين الذين فروا من المدينة عادوا اليها منذ الهدنة لانهم اعتقدوا ان الحياة اكثر امانا فيها. لكن في الواقع لا يتمكن سوى الطلاب والموظفين من الخروج وجلب مواد غذائية لعائلاتهم من سوق قريبة اسعارها مرتفعة. ولا يمكنهم الذهاب بعيدا خشية الخطر والعديد من الحواجز.
واكد ان الحياة لم تتحسن منذ الهدنة. وقال ان "وقف اطلاق النار كان ضرورة، لكن (...) اذا كان هناك في بداية الهدنة الكثير من المرونة (في ما يتعلق بالتنقل خارج المدينة)، فقد تقلص ذلك تدريجيا وربما سيتوقف تماما".
واعتبرت اليونيسف ان حوالى 9200 طفل يسكنون في المعضمية بحاجة "ماسة" لمساعدة طبية وغذائية اضافة الى خدمات في مجال العناية الصحية.
وقد امكن توزيع مواد غذائية والواح من الصابون خصوصا على العائلات والاطفال منذ بداية الاسبوع، لكن اليونيسف تاسف لان الحكومة السورية لم تسمح للوكالة الاممية بايصال الادوية المخصصة للاطفال.
والمعضمية، احدى ضواحي دمشق، تشهد هدنة مع النظام منذ كانون الاول/ديسمبر بهدف استلام المساعدات والتوصل الى رفع الحصار.
وفي سوريا يعاني نصف السكان من الجوع حيث ان 6,5 ملايين شخص ضحايا فقدان الامن الغذائي الشديد ولا يمكنهم البقاء على قيد الحياة او تغذية عائلاتهم من دون مساعدة خارجية، بحسب الامم المتحدة.
وتبنى مجلس الامن الدولي الاثنين قرارا يسمح للقوافل الانسانية عبور الحدود الخارجية لسوريا (مع تركيا والاردن والعراق) من دون موافقة دمشق عبر استخدام "آلية مراقبة" بهدف تاكيد الطبيعة الانسانية لهذه الشحنات.
لكن لم يكن في وسع الوكالات الانسانية التابعة للامم المتحدة ان توضح الجمعة كيفية عمل هذه "الالية".
ا ف ب
أرسل تعليقك