الصين تجلي حوالى ألفين من رعاياها من فيتنام أثر أعمال العنف

اجلت الصين حوالى الفي مواطن من رعاياها الاثنين من فيتنام بحرا وينتظر وصول سفينتين اخريين بينما تواجه هانوي احتجاجات اضافية بسبب خلاف حدودي ويحصي المستثمرون الاجانب الخسائر.
وغادرت سفينتا الركاب ووجيشان وتونغولينغ ميناء فونغ انغ الفيتنامي المركزي وعلى متن كل منهما اكثر من  900 مواطن صيني، على ما نقلت وكالة الصين الجديدة الرسمية.
والسفينتان هما من ضمن اربع سفن يتسع كل منها لالف راكب، ارسلت الى فيتنام بحسب الوكالة، فيما تنتظر سفينتان اضافيتان في حال تأهب.
واعرب عمال عن الارتياح عند صعودهم الى السفينتين بحسب الوكالة، حيث اعرب بعضهم عن انهم باتوا "اخيرا في الديار".
وشهد التوتر بين الصين وفيتنام تصعيدا مفاجئا بعدما اقامت الصين مؤخرا منصة للتنقيب عن النفط في منطقة متنازع عليها من بحر الصين الجنوبي.
وقتل مواطنان صينيان واصيب حوالى 140 عند اقدام حشود غاضبة على احراق واتلاف المئات من المتاجر العائدة لاجانب في فيتنام في الاسبوع الفائت.
وسبق ان عاد اكثر من ثلاثة الاف صيني الى ديارهم بحرا وجوا على ما نقلت التقارير الاخبارية في نهاية الاسبوع.
وفي مسعى لتجنب تكرار العنف نشرت السلطات مئات عناصر الامن الاحد في مختلف المدن لمنع مجموعات الناشطين من تنفيذ اي تظاهرات اضافية منسقة ضد بكين.
ولم ترد معلومات عن اعمال عنف اضافية في فيتنام الاثنين فيما ساد الهدوء هانوي وخففت السلطات من الوجود الامني المكثف الذي منع الوصول الى السفارة الصينية ومواقع رئيسية في المدينة.
واعلنت وكالة الانباء الفيتنامية الرسمية ان "الوضع عاد الى سابق عهده".
واضافت في اول اشارة الى اعمال الاجلاء الصينية ان السلطات الفيتنامية "بذلت ما في وسعها لتسهيل" المغادرة.
وافاد ناشطون عن توقيف عدد من افراد مجموعاتهم حاولوا التظاهر، وتعذر الاثنين الحصول على معلومات عنهم.
في البدء اشادت هانوي برد فعل السكان "الوطني"، لكنها تراجعت عن موقفها بغضب بعد اعمال العنف التي طالت عددا من المنشآت غير الصينية وشوهت صورة البلاد كوجهة امنة للاستثمارات الاجنبية التي تعتبر البلاد بحاجة ماسة اليها.
وتقدم فيتنام يدا عاملة وفيرة وضئيلة الكلفة ما ضمن لها في العام الفائت 21,6 مليارات دولار من الاستثمارات الخارجية المباشرة، مقارنة بـ16,3 مليارات عام 2012 بحسب ارقام الحكومة.
وصرح دبلوماسي اجنبي رفض الكشف عن اسمه "سيكون لذلك وقع كبير على صورة البلاد التي اعتبرت حتى الان مؤاتية للاستثمارات الاجنبية". واضاف "هذه الاعمال انتهكت باشواط ما يمكن قبوله على صعيد احترام القوانين والنظام".
وصرح المحلل الاقتصادي نيوان كوانغ ايه انه على الحكومة التحرك بسرعة وحزم لاستعادة ثقة المستثمرين الاجانب الذين بدأوا يشتكون من الفساد والبيروقراطية وقلة الشفافية القانونية والتنظيمية ومشاكل اخرى.
وتعهدت السلطات مساعدة الشركات على اعادة بناء واستئناف عملياتها، مؤكدة توقيف اكثر من 300 مشتبه به.
ويتنافس البلدان على اجتذاب الاستثمارات.
وتحدثت صحيفة تشاينا ديلي اليومية في افتتاحية الاثنين عن احتمال ضرر اقتصادي طويل الامد على فيتنام بسبب الاحتجاجات.
وكتبت "ان لم يكن المستثمرون واثقون من قدرة حكومة على ضمان بيئة استثمار امنة فسيترددون عن حق في اتخاذ قرار بالاستثمار" مضيفة "بات البقاء او عدمه السؤال الاساسي للذين يديرون مصانع في هذه الدولة في جنوب شرق اسيا".
واوصت الخارجية الصينية رعاياها تجنب السفر الى فيتنام.
كما علق عدد من وكالات السفر الصينية الكبرى جولاتها في فيتنام بحسب الصين الجديدة.
وصرح المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي للصحافيين في في لقاء اعلامي معتاد الاثنين "علقنا كذلك حيزا من تبادلاتنا الثنائية...سنبحث اجراءات اضافية بحسب تطور الوضع".
عام 2012 استهدفت تظاهرات عنيفة رعايا يابانيين ومتاجر وبعثات دبلوماسية يابانية في عدد من المدن الصينية الكبرة بعد تاميم طوكيو جزر تشكل موضع نزاع في شرق بحر الصين.
وانذاك تعرضت بكين للانتقادات لاجازتها تلك التظاهرات. وقدرت الحكومة اليابانية خسائرها نتيجة اعمال العنف تلك باكثر من 100 مليون دولار.
أ ف ب