اكد مصدر قريب من الرئاسة اليمنية لوكالة فرانس برس الخميس التوصل الى اتفاق تسوية وصف بالمبدئي بين الرئيس عبد ربه منصور هادي والحوثيين لانهاء الازمة الحالية.
وتشمل التسوية بحسب المصدر تسمية رئيس وزراء جديد في غضون 48 ساعة وخفض اضافي لاسعار الوقود مقابل رفع الحوثيين مخيماتهم ومسلحيهم من صنعاء ومحيطها
واعلن المصدر التوصل الى "اتفاق تسوية في وقت متأخر" من ليل الاربعاء الخميس.
وبحسب المصدر، فان التسوية تتضمن "خفض 500 ريال اضافي ليصل مجموع الخفض على سعر صفيحة الوقود (20 ليترا من البنزين والديزل) 1000 ريال"، اي حسم اكثر من نصف الزيادة السعرية التي اعتمدتها الحكومة اعتبارا من نهاية تموز/يوليو.
وسبق ان اقرت الحكومة خفض 500 ريال من الزيادة ضمن مبادرة لانهاء الازمة مع الحوثيين.
وفي موضوع الحكومة، تتضمن التسوية ان "تتم تسمية رئيس الوزراء المكلف في غضون 48 ساعة"، فيما "يقوم الحوثيون برفع مخيماتهم ومسلحيهم".
ومن المفترض ان تسمح هذه التسوية بابعاد اليمن عن حافة الحرب الاهلية.
ويتزامن الاتفاق مع عودة مبعوث الامم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر الى صنعاء.
وقال مصدر آخر قريب من الرئاسة ان ما تم التوصل اليه هو "اتفاق مبدئي حول تسوية تسوية يشرف على استكمالها بن عمر".
من جهته، لم يؤكد مسؤول في المكتب الاعلامي للحوثيين التوصل الى اتفاق نهائي لانهاء الازمة.
وقال "هناك مقترحات لحل الازمة ما تزال قيد الدرس" مشيرا الى "تواصل مستمر".
واوضح هذا المصدر ان الاجواء "ايجابية" لكنه شدد على ان "لا نتيجة معلنة بعد".
واطلق زعيم التمرد الشيعي عبد الملك الحوثي في 18 اب/اغسطس حركة احتجاجية تصاعدية للمطالبة باسقاط الحكومة والغاء قرار زيادة اسعار الوقود اضافة الى تنفيذ مقررات الحوار الوطني.
وعاشت صنعاء الاسابيع الاخيرة على وقع الخوف مع انتشار الاف المحتجين الحوثيين، بينهم مسلحون، في صنعاء وعند مداخلها.
وقتل تسعة مناصرين للحوثيين اضافة الى مسعف في مواجهات بين الحوثيين وقوات الامن التي استخدمت الرصاص الحي لتفريق محتجين حاولوا اقتحام مقر مجلس الوزراء والاقتراب من وزارة الداخلية.
وبالتزامن مع التصعيد في صنعاء، احتدمت المعارك في محافظة الجوف الشمال وفي المناطق القريبة منها بين الحوثيين الذين يتخذون اسم انصار الله، والقبائل الموالية للتجمع اليمني للاصلاح (اخوان مسلمون) والمدعومة من الجيش.
وقد قتل العشرات في هذه المعارك.
واكدت مصادر قبلية ومصادر قريبة من الحوثيين، ان ابو مالك يوسف الفيشي، وهو احد اهم القيادات الميدانية للحوثيين ومقرب من الحوثي،
قتل امس الاربعاء مع ثلاثة قياديين ميدانيين في منطقة الغيل اثناء المواجهات مع القبائل المدعومة من الجيش.
وتصاعد التوتر الطائفي في اليمن مؤخرا بشكل كبير كون الحوثيين ينتمون الى الطائفة الزيدية الشيعية فيما ينتمي خصومهم السياسيون في المقابل الى الطائفة السنية، وهم بشكل اساسي التجمع اليمني للاصلاح القريب من تيار الاخوان المسلمين، اضافة الى السلفيين والقبائل السنية او المتحالفة مع السنة.
وكان الرئيس اليمني دعا ايران بالاسم الى "تحكيم العقل والمنطق في ما يتعلق بتعاملها مع الشعب اليمني"، ودعاها الى "أن تتعامل مع الشعب وليس مع فئة أو جماعة أو مذهب"، في اشارة الى دعمها المفترض للحوثيين.
ويشكل السنة غالبية سكان البلاد، الا ان الزيديين يشكلون غالبية في مناطق الشمال، خصوصا في اقصى الشمال حيث معاقل الحوثيين.
ومعقل الحوثيين الزيديين الشيعة في الاساس هو محافظة صعدة الشمالية الا انهم تمكنوا من توسيع حضورهم بشكل كبير منذ 2011، وذلك بعد ان خاضوا ست حروب مع صنعاء بين 2004 و2010.
أ ف ب
أرسل تعليقك