دمشق ـ مصر اليوم
اعتبرت وزارة الخارجية السورية اليوم الاربعاء ان "الارهاب" الذي يواجهه كل من العراق وسوريا واحد، مبدية استعدادها للتعاون مع العراق "من اجل مواجهة هذا العدو المشترك"، وذلك بعد سيطرة تنظيم "داعش" الذي يقاتل في البلدين، على محافظة نينوى ومناطق عراقية اخرى اخرى.
وقالت الخارجية في بيان نشرت نصه وكالة الانباء الرسمية (سانا) "ان ما يواجهه العراق الشقيق هو ذاته ما تواجهه سورية من ارهاب مدعوم من الخارج".
وتابع البيان ان سوريا "تطالب جميع الدول بالعمل الجاد لتجفيف منابع الإرهاب الذي يتعرض له البلدان ووقف تمويل وتسليح وتدريب العناصر الإرهابية أو إيوائها أو تسهيل مرورها الى العراق وسورية".
واكد تصميم سوريا "على محاربة الارهاب الذي تتعرض له وعزمها على متابعة الدفاع عن الشعب السوري"، كما اعلنت الخارجية "استعدادها للتعاون مع العراق من أجل مواجهة الإرهاب، هذا العدو المشترك".
ودعت دمشق مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة إلى "إصدار قرارات واضحة تدين هذه الأعمال الإرهابية الإجرامية وإلى التحرك الجاد لاتخاذ إجراءات فورية بحق الدول الداعمة والراعية لهذه المجموعات الإرهابية ومساءلتها وإلزامها بالتوقف عن تقديم الدعم المالي والعسكري لها".
واعتبرت ان هذا الارهاب "يشكل تهديدا للسلم والأمن الدوليين في المنطقة والعالم".
وياتي ذلك بعد تطورات خلال الساعات الاخيرة في العراق تمكن خلالها تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" المتطرف من الاستيلاء على محافظة نينوى العراقية وعلى مناطق اخرى في محافظتي صلاح الدين وكركوك، بعد انسحاب الجيش العراقي من امامه.
ودانت دمشق "هذه الاعمال الارهابية"، معربة عن "دعمها وتضامنها ومساندتها للحكومة والجيش والشعب العراقي الشقيق في تصديه للارهاب".
ورات الخارجية السورية ان "العراق يتعرض لاعمال ارهابية في اطار مؤامرة عالمية ضد الشعبين العراقي والسوري من خلال غزو ارهابي يستهدف وحدته وتدمير شعبه وبنيته التحتية".
واثارت التطورات في العراق قلق المجتمع الدولي، بعد ان عجز الجيش العراقي عن مقاومة مد "الدولة الاسلامية في العراق والشام" التي سيطرت الثلاثاء على محافظة نينوى وعاصمتها الموصل في شمال العراق. كما تمكن مقاتلو "داعش" من السيطرة على قضاء الحويجة وخمس نواح في محافظة كركوك العراقية، وبعض المناطق في محافظة صلاح الدين.
واعتبرت واشنطن ان مقاتلي "الدولة الاسلامية" يهددون كامل منطقة الشرق الاوسط، واصفة الوضع ب"الخطير جدا".
واعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن "قلقه البالغ"، ودان "بشدة الهجمات الارهابية".
في سوريا، يسعى تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" الى اقامة "دولته" في المنطقة الممتدة من الرقة شمالا الى الحدود السورية العراقية في الشرق لاقامة تواصل مع عناصر التنظيم نفسه داخل العراق، بحسب ما يقول خبراء ومعارضون.
وظهر التنظيم المعروف اليوم باسم "داعش" في سوريا في ربيع 2013، وقوبل بداية باستحسان معارضي الرئيس بشار الاسد الباحثين عن اي مساعدة في قتالهم ضد القوات النظامية. الا ان هذه النظرة سرعان ما تبدلت مع ارتكاب التنظيم تجاوزات وسعيه الى التفرد بالسيطرة.
وتتهم فئات واسعة من المعارضة المسلحة "داعش" بالعمل لصالح النظام. كما تاخذ عليه تطرفه في تطبيق الشريعة الاسلامية كاصدار فتاوى تكفير عشوائيا وقيامه بعمليات خطف واعدام طالت العديد من المقاتلين.
واعلن تنظيم "داعش" في سوريا ولاءه لتنظيم القاعدة، الا ان القاعدة اعلنت على لسان زعيمها ايمن الظواهري تبرؤها منه، ودعته الى تركيز جهده على العراق حيث يعتبر ذراعها الرسمي، بينما ذراعها الرسمي في سوريا هو جبهة النصرة التي تقاتل "داعش" الى جانب فصائل المعارضة السورية الاخرى منذ كانون الثاني/يناير.
وطالب المجلس العسكري الاعلى التابع للجيش السوري الحر الثلاثاء "جميع الدول الشقيقة والصديقة للشعب السوري وعلى راسها المملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا ودولة قطر ودولة الامارات العربية المتحدة والمملكة الاردنية الهاشمية" ب"دعم الكتائب والالوية الفاعلة في محافظة دير الزور (شرق) للتصدي لتنظيم داعش الارهابي".
وتدور في دير الزور الحدودية مع العراق معارك ضارية بين "الدولة الاسلامية" وفصائل في المعارضة السورية بينها النصرة، تسببت خلال اربعين يوما بمقتل حوالى 640 شخصا غالبيتهم مقاتلون من الطرفين.
أ ف ب
أرسل تعليقك