امرت محكمة بداية كويتية الاثنين بالافراج عن القيادي في المعارضة مسلم البراك بعد ستة ايام امضاها في الحبس الاحتياطي
بتهمة الاساءة للقضاء، وبعد خمس ليال من المواجهات في الشارع بين محتجين معارضين وشرطة مكافحة الشغب على خلفية
توقيف البراك.
واعاد توقيف البراك الذي عزز موقعه القيادي في صفوف المعارضة، التوتر الى الشارع الكويتي بعد اشهر من الهدوء النسبي مع
سيطرة الموالين بشكل شبه كامل على البرلمان بسبب مقاطعة غالبية المعارضة لاخر عمليتين انتخابيتين.
كما تأتي قضية البراك في خضم فضيحة فساد مفترض كبرى ومحاولة انقلاب مفترضة وجهت فيها اصابع الاتهام الى مسؤولين
سابقين كبار ابرزهم رئيس الوزراء السابق الشيخ ناصر المحمد الصباح ورئيس مجلس الامة السابق جاسم الخرافي اللذين نفيا
قطعا الاتهامات.
وقال القاضي احمد الاثري في القاعة الصغيرة والمزدحمة انه يامر ب"اخلاء سبيل المدعى عليه بكفالة قدرها خمسة الاف دينار"
(17800 دولار).
وما ان تلا القاضي القرار حتى علت هتافات الفرح داخل القاعة. وهتف الحاضرون "يا مسلم يا ضمير الشعب كله".
وقال محامي البراك، ثامر الجدعي لوكالة فرانس برس ان موكله سيفرج عنه من السجن المركزي في غضون ساعات بعد اتمام
بعض الاجراءات الروتينية.
ويشغل منصب الامين العام حركة العمل الشعبي (حشد) التي تعد راس حربة ائتلاف المعارضة التي تضم مجموعة اسلامية
ووطنية ومجموعات شبابية وبعض الشخصيات الليبرالية.
وكانت النيابة العامة امرت الاربعاء بحبس البراك، وهو نائب سابق ويعد من ابرز قياديي المعارضة في الكويت، على ذمة التحقيق
لمدة عشرة ايام بتهمة الاساءة الى القضاء والى رئيس المجلس الاعلى للقضاء فيصل المرشد في خطاب القاء امام تجمع للمعارضة
الشهر الماضي.
وسيمثل البراك في كانون الاول/ديسمبر المقبل لمتابعة المحاكمة التي يواجه من خلالها امكانية الحكم عليه بالسجن حتى ثلاث
سنوات.
وكانت مجموعة من قوات النخبة في الشرطة نقلت البراك من السجن المركزي الى قاعة المحكمة وتمت حراسة المركبة التي
تنقله بواسطة عدد من المركبات المدرعة.
ولدى دخوله الى قاعة المحاكمة محاطا بعدد برجال امن مسلحين، بدأ الحضور يهتف شعارات مؤيدة للبراك فيا اقدم البعض على
معانقته وتقبيله.
وسجل حوالى ثلاثين محاميا اسماءهم ضمن فريق الدفاع عن البراك الذي كانت يلبس ثياب السجن البنية.
الا ان القاضي سمح لثلاثة محامين فقط بالترافع.
وقال البراك خلال الجلسة ان قرار حبسه لعشرة ايام "غير شرعي".
وبعد تلاوة الاتهامات الموجهة اليه، نفى البراك ان يكون اساء الى القضاء او الى رئيس المجلس الاعلى للقضاء.
كما قال البراك انه تعرض قبل نقله الى السجن لمعاملة سيئة لدى احتجازه في مقر التحقيقات حيث قال انه منع من الحصول على
ادويته ومن تناول الطعام قبل بدء وقت الصوم.
وياتي الافراج عن البراك بعد خمسة ليال من المواجهات بين ناشطي المعارضة وشرطة مكافحة الشغب التي اطلقت الغاز المسيل
للدموع والقنابل الصوتية لتفريق المتظاهرين، كما القي القبض على اكثر من خمسين شخصا.
وقال ناشطون معارضون انهم سيستمرون بالتظاهر حتى الافراج عن سائر الموقوفين.
ودعا امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح الاحد الى "الحفاظ على امن الوطن".
وافادت وكالة الانباء الكويتية كونا ان الامير اكد خلال اجتماع له مع معاونين مقربين "أن على الجميع واجب الالتزام للحفاظ على
امن الوطن واستقراره".
واستجوب وحبس البراك على خلفية دعويين تقدم بهما المجلس الاعلى للقضاء ورئيسه فيصل المرشد بسبب تصريحات علنية
للبراك في العاشر من حزيران/يونيو خلال تجمع للمعارضة.
وكان البراك اتهم مسؤولين كبارا واعضاء في الاسرة الحاكمة باختلاس عشرات مليارات الدولارات من الاموال العامة وبالضلوع
في عمليات غسل اموال.
والبراك الذي وجه اتهامات للقضاء ايضا، قال ان الاموال وضعت في حسابات مصرفية بما في ذلك في اسرائيل.
وربطت هذه الاتهامات في وقت لاحق باتهامات ظهرت في شريط مصور حول تآمر مفترض لمسؤولين السابقين من اجل تنفيذ
انقلاب.
وكان العضو في الاسرة الحاكمة الشيخ احمد الفهد الصباح تقدم بدعوى تتضمن هذه الاتهامات.
وبعد فترة من الهدوء النسبي، ادخلت هذه الاتهامات الكويت في ازمة سياسية جديدة دفعت بامير البلاد للدعوة الى التهدئة والى
ترك المسألة للقضاء ليبت بها.
وكان البراك اعتبر قبل استجوابه ان النيابة العامة ليست محايدة لانها مرتبطة بالمجلس الاعلى للقضاء الذي يلاحقه قضائيا.
كما اعتبر انه كان يتعين على النيابة العامة ان تبدأ بالتعامل مع القضية عبر استجواب المسؤولين السابقين المتهمين بالتخطيط
لانقلاب.
أ ف ب
أرسل تعليقك