بعد 24 ساعة على تدمير طائرة تجارية ماليزية في الجو اسقطت على الارجح بواسطة صاروخ وسقطت في شرق اوكرانيا، عززت واشنطن الشبهات بمسؤولية الانفصاليين الموالين لروسيا وروسيا عن الحادثة، بينما وصلت طليعة المراقبين الدوليين الى مكان الحادث.
واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة ان الطائرة الماليزية التي تحطمت الخميس في شرق اوكرانيا اسقطت بصاروخ اطلق من منطقة تقع تحت سيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا.
وبعد ان وصف الحادثة بانها "مريعة"، شدد اوباما على ضرورة اجراء تحقيق مستقل وشفاف قبل اعطاء راي في الاسباب الدقيقة للمأساة.
وبالنسبة الى اوروبا، قال اوباما ان حادثة الطائرة "اشارة انذار لعلاقاتها مع موسكو".
من جهته، طلب رئيس وزراء ماليزيا نجيب رزاق الجمعة احالة المسؤولين عن تحطم الطائرة الماليزية امام القضاء اذا ثبت ان الطائرة في رحلتها ام اتش 17 اسقطت في شرق اوكرانيا.
وقال رزاق في تصريح للتلفزيون الوطني "اذا ثبت ان الطائرة اسقطت، نطالب عندئذ باحالة المسؤولين امام القضاء".
ورفض نجيب رزاق تحديد مسؤول بعينه عن الماساة التي اوقعت 298 قتيلا بينهم 43 ماليزيا.
لكنه دان "باشد التعابير" ما وصفه بانه "عمل غير انساني ووحشي وعنيف وغير مسؤول".
وفي وقت سابق، صدرت الاتهامات نفسها ضد الانفصاليين الاوكرانيين وبالتالي ضد روسيا امام مجلس الامن الدولي من قبل السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سامنتا باور التي تحدثت عن صاروخ بوك الروسي من طراز اس ايه-11.
واشارت الى انه "تم رصد انفصاليين" صباح الخميس وفي حوزتهم هذا النوع من الانظمة الدفاعية المضادة للطائرات قرب المكان الذي سقطت فيه الطائرة الماليزية.
واضافت "انطلاقا من تعقيد نظام اس ايه-11، فانه من غير المرجح ان يتمكن الانفصاليون من استخدامه بطريقة فعالة من دون جهاز بشري كفوء". وبالتالي، فانه "لا يمكننا استبعاد امكانية مساعدة تقنية من جانب اشخاص روس"، كما قالت.
والتحقيق الدولي حول سقوط البوينغ الماليزية والذي طلب اجراءه عدد من القادة في العالم اجمع، وفي مقدمهم الماليزيون والهولنديون، لم يبدا فعلا بعد على الرغم من وصول نحو ثلاثين مراقبا من منظمة الامن والتعاون في اوروبا واربعة ممثلين من وكالة الطيران الاوكرانية.
وبعد محادثات قصيرة مع المسؤولين الانفصاليين، تمكن مفتشو منظمة الامن والتعاون في اوروبا من الوصول الى قسم من الموقع الذي سقطت فيه الطائرة وحيث وضع رجال الاطفاء المحليون اشارات هي عبارة عن عصا تعلوها قطعة قماش بيضاء فوق كل الجثث البشرية الموزعة على عدة كيلومترات مربعة لان الطائرة انشطرت في الجو. وقد سحبت جثث 182 من اصل 298 راكبا ومن افراد الطاقم، وتعود في غالبيتها لهولنديين.
وقال الكسندر هوغ احد المسؤولين في فريق منظمة الامن والتعاون في اوروبا والموجود منذ وقت طويل في اوكرانيا لمراقبة النزاع في الشرق، للانفصاليين "لسنا فريق محققين. نحن هنا للتحقق مما اذا كان المحيط آمنا وما اذا كانت تتم معالجة (رفات) الضحايا بالطريقة الاكثر انسانية".
وردا على سؤال حول حدود تنقلاته المطلوبة من قبل الانفصاليين، قال المتحدث باسم المجموعة مايكل بوسيوركيف انه "لا يريد ان يبدي خيبته، لكنه يعتبر ذلك بمثابة بداية".
وزيارة وفد منظمة الامن والتعاون في اوروبا استغرقت نحو ساعتين. وعادت المجموعة الى دونيتسك معلنة انها ستعود الى غرابوف في الغد.
وفي حال توصل التحقيق الى تحديد منفذي اطلاق الصاروخ بشكل دقيق - سواء كان الامر يتعلق بالانفصاليين الموالين لروسيا او القوات الموالية لاوكرانيا او الجيش الروسي - فان نتيجته قد يكون لها انعكاس حاسم على النزاع المسلح الذي يمزق اوكرانيا منذ ثلاثة اشهر بين كييف والانفصاليين الذين يحظون بدعم روسيا.
وقد طلب مجلس الامن الدولي الجمعة اجراء "تحقيق دولي كامل ودقيق ومستقل" حول الطائرة الماليزية التي تحطمت في اوكرانيا الخميس.
وبعد عرض مساعدته صباح الجمعة، اعلن الانتربول مساء الجمعة انه يستعد لارسال خلية ازمة بحلول 48 ساعة للمساعدة في تحديد هوية ضحايا الطائرة.
من جهتها وضعت فرنسا خبيرين في التصرف وعرضت تقديم وسائل تقنية للمشاركة في التحقيق حول ملابسات سقوط الطائرة.
وقد تتباطأ عمليات سحب الجثث بسبب مشاكل تقنية من جهة -- لا يوجد عدد كاف من الغرف المبردة في دونيتسك لوضع الجثث فيها - وخصوصا بسبب ضرورة تنسيق الاعمال بين الانفصاليين والموالين الذين لا يزالون يتواجهون بالقصف المدفعي. وقد اصابت هذه النيران كل احياء هذه المدينة بما في ذلك الوسط، كما جرى التوضيح من دون ذكر مصدر اطلاق النار.
وفي مكان سقوط الطائرة الماليزية المنكوبة، اعلن مسعفون لوكالة فرانس برس انه تم العثور على احد الصندوقين الاسودين. لكن هذين الصندوقين لن يتمكنا على الارجح من تقديم المساعدة في تحديد مصدر اطلاق الصاروخ.
وفي نظر المحللين، فان هذه الماساة اعطت بعدا جديدا للنزاع الاوكراني والذي سيضع كل المتحاربين وفي الدرجة الاولى الروس، تحت ضغط كبير.
وحجم الماساة وطابعها غير المتوقع (الطائرات التجارية السابقة التي تحطمت اثناء التحليق في منطقة نزاع نادرة) كان له نتيجة اولى هي التأكيد بان "ما يحصل في شرق اوكرانيا ليس سوى نوع من الحرب، ولم نعد في اطار نزاع محلي"، بحسب كاميل غراند مدير مؤسسة الابحاث الاستراتيجية.
من جهة اخرى، اعلن رئيس المكتب الاعلامي لمنظمة الصحة العالمية غريغوري هارتل الجمعة ان غلين توماس المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية الذي كان سيشارك في مؤتمر حول الايدز في ملبورن، هو بين ضحايا الكارثة الجوية في اوكرانيا.
والجمعة، اعلن متخصصون في التامين ردا على اسئلة وكالة فرانس برس ان الخسائر البشرية اضافة الى خسائر طائرة البوينغ 777 الناجمة من تحطم الطائرة التجارية التابعة لشركة الخطوط الجوية الماليزية في اوكرانيا ستغطيها شركات التامين.
أ ف ب
أرسل تعليقك