جمعت تظاهرات بحجم تاريخي الاحد اكثر من ثلاثة ملايين متظاهر في مختلف انحاء البرازيل للمطالبة برحيل الرئيسة اليسارية ديلما روسيف التي تواجه ازمة سياسية حادة.
وفي مدينة ساوباولو وحدها اكبر مدن البرازيل، تظاهر 1,4 مليون شخص وهم يهتفون "ديلما ارحلي"، بحسب رقم صادر عن ادارة الامن العام في هذه الولاية والتي قدرت اجمالي المتظاهرين في الولاية ب 1,8 مليون شخص.
وقبل صدور هذه التقديرات، قدر عدد المتظاهرين في باقي انحاء البرازيل ب 1,4 مليون شخص، بحسب ارقام للشرطة جرى تجميعها مدينة بمدينة من موقع جي1 الاخباري.
ولا ياخذ هذا الرقم في الحساب تظاهرة كبيرة في ريو دي جانييرو حيث تظاهر مئات الالاف.
كما نظمت تظاهرات كبيرة في العاصمة برازيليا (مئة الف) وقرطبة (200 الف) وريسيف (120 الفا).
ويشكل هذا الحشد الكبير ضربة لروسيف التي تواجه تهديد اجراء برلماني ويشهد تحالفها انقسامات.
وتشل البرازيل منذ اكثر من عام ازمة سياسية كبيرة، زادت من حدتها ما يكشف تباعا من فضائح فساد كبيرة في بيتروباس الشركة النفطية العملاقة العامة، كل ذلك على خلفية ركود اقتصادي.
- سأم من كل هذا الفساد-
وتبدو حكومة حزب العمال الحاكم منذ 2003، مشلولة تماما. ولم يعد بامكانها ان تجعل البرلمان المتمرد يصادق على اجراءات التقشف، في الوقت الذي تدخل فيه البرازيل سابع اقتصاد عالمي عاما ثانيا من الركود. وتراجع الناتج الاجمالي بنسبة 3,8 بالمئة في 2015، على خلفية تضخم فاقت نسبته 10 بالمئة وارتفاع كبير للعجز العام.
وقال المهندس المعماري سيرجيو سامبايو (61 عاما) الذي كان بين حشد متظاهري ساوباولو لفرانس برس بمرارة "انها الفوضى في البرازيل وهذا يؤثر علينا جميعا".
وفي ريو دي جانييرو قال لويس ادولفو (57 عاما) المعجب بالرئيس الليبرالي الجديد للارجنتين موريسيو ماكري الذي خلف الرئيسة اليسارية كرستينا كيرشنر "نحن بحاجة الى ماكري هنا" في البرازيل.
وكتب على يافطة رفعها "لم اتصور اني ساغار يوما من الارجنتيين".
ودعت للتظاهرات حركات مواطنة تميل لليمين وكانت وراء ثلاثة تحركات مماثلة في 2015، جمع اهمها 1,7 مليون متظاهر في آذار/مارس الماضي.
ولاول مرة انضمت احزاب المعارضة الاحد للتظاهرات.
وشارك زعيم المعارضة ايسيو نيفيس الخاسر امام روسيف في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في 2014، في مسيرة ساوباولو.
كما عبر المتظاهرون عن دعمهم للقاضي سيرجيو مورو المكلف التحقيق في ملف الفساد في بتروباس الذي يمتد الى عهد الرئيس السابق لولا دا سيلفا (2003-2010).
وفي برازيليا صور معارضو روسيف، لولا عراب الرئيسة الحالية في شكل دمية كبيرة من البلاستيك مرتدية لباس السجناء المخطط بالابيض والاسود.
وتستغل المعارضة المتاعب القضائية الاخيرة للرئيس السابق لويس ايناسيو لولا دا سيلفا (2003-2010) المرشد السياسي لروسيف.
وكان دا سيلفا النقابي العمالي السابق الذي شهد ولادة "المعجزة" الاجتماعية-الاقتصادية البرازيلية في العقد الاخير من القرن الماضي، تعرض للملاحقة جراء فضيحة الفساد في شركة بتروبراس التي تلطخ سمعة الائتلاف الحاكم.
وقالت روزالينا فيتوسا (61 عاما-متقاعدة) في ساوباولو "سئمنا من كل هذا الفساد وانا احتج ضد الفوضى المعممة في البلاد".
واضافت "كنت صوت لحزب العمال لكني لن افعل ذلك ابدا مستقبلا. كنت مع لولا لكني لم اعد اريد معرفة اي شيء عن هذا الفاسد الوضيع".
وتأمل المعارضة في حشد اعداد كبيرة من معارضيها، لممارسة ضغوط على النواب الذين يترددون في التصويت على بقاء الرئيسة اليسارية او استقالتها في الاسابيع المقبلة.
وتعيش الرئيسة منذ كانون الاول/ديسمبر تحت تهديد اجراء برلماني باقالتها بدأته المعارضة التي تتهمها بتزوير الحسابات العامة في 2014 لدى اعادة انتخابها وفي الفصل الاول من 2015.
ا ف ب
أرسل تعليقك