نيويورك - مصر اليوم
رصدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تعزيز روسيا لقواتها العسكرية وعملها على إيجاد موطئ قدم لها على الساحة الدولية بعزيمة غير مسبوقة منذ الحرب الباردة، لافتة إلى أن هذا الأمر صعد التوترات مع الغرب.
ولفتت الصحيفة - في تقرير على موقعها الإلكتروني - إلى عدة أمور عكفت روسيا على تنفيذها في الآونة الأخيرة بغية استعادة نفوذها المأمول على الساحة الدولية؛ فتعمل موسكو جاهدة على بناء قواعد جديدة لها في منطقة القطب الشمالي، إلى جانب توسيع قواعدها القديمة هناك ونشر قوات لها لإدارة هذه القواعد.
ويقول محللون إن الدافع وراء جهود روسيا في منطقة القطب الشمالي هو "تغير المناخ"، وذلك في ظل سعي موسكو لحماية واستغلال طرق للتجارة البحرية وموارد للنفط والغاز الطبيعي في مناطق ستصبح أكثر قابلية عند ذوبان الجليد.
كما نوهت الصحيفة إلى النمو الكبير المطرد الذي طرأ على الميزانية العسكرية الروسية، حيث قفزت بمقدار 11 مليار دولار في الفترة ما بين عامي 2014 و2015.
ولفتت إلى إجراء روسيا تدريبات عسكرية واسعة النطاق، إذ قررت روسيا تعبئة أكثر من 100 ألف جندي، فضلا عن تدريبات غير معلنة والتي يشارك فيها الآلاف من القوات.. مشيرة إلى أن هذه التدريبات تنطوي غالبا على وحدات عسكرية مسؤولة عن التحكم في الترسانة النووية الروسية بهدف لفت الانتباه إلى قدرات البلاد النووية.
ووجهت الصحيفة الأمريكية الأنظار إلى انتهاك الطائرات الروسية المجال الجوي لدول أخرى أو التحليق بالقرب من المجال الجوي لدول من بينها الولايات المتحدة، بغية استفزاز واشنطن وحلف شمال الأطلسي "ناتو".
كما أشارت إلى زج روسيا بقواتها العسكرية في صراعات خارجية، إذ أقحمت قواتها في العديد من المناطق وفرضت نفوذها العسكري فيها، وخير مثال على ذلك انزلاقها إلى المعترك السوري بهدف دعم حكومة بشار الأسد ضد معارضيه .. كما أرسلت روسيا قوات خاصة إلى شبه جزيرة القرم في أوكرانيا عقب الإطاحة بالرئيس الأوكراني الموالي لموسكو.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى عكوف روسيا على تحديث ترسانتها العسكرية، عن طريق شراء معدات عسكرية وتحديثها وتطويرها على أمل تحديث نحو 70 بالمائة من قوام جيشها بحلول عام 2020.. معتبرة ذلك بمثابة ترتيب للأوراق العسكرية استعدادا لحقبة جديدة يسعى فيه الدب الروسي إلى استعادة بريق نفوذه الذي كان عليه قبل انهيار الاتحاد السوفيتي.
أرسل تعليقك