وقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الأربعاء، مرسوماً يسهل إجراءات الحصول على جواز سفر روسي لأهالي منطقتي زابوريجيا وخيرسون بجنوب أوكرانيا؛ الأمر الذي عدته كييف «انتهاكاً صارخاً» للسيادة الأوكرانية.
وتخضع منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا للسيطرة التامة من قبل القوات الروسية، فيما تسيطر موسكو جزئياً على منطقة زابوريجيا، الواقعة في جنوب شرقي البلاد. وقالت موسكو والمسؤولون الموالون لها إن المنطقتين ستصبحان جزءاً من روسيا.
يأتي المرسوم الذي نشر اليوم بعد مرسوم عام 2009 يسمح بتسريع إجراءات مماثلة لأهالي «جمهوريتي» دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين بشرق أوكرانيا. ولا يُشترط على مقدمي الطلبات أن يكونوا قد أقاموا في روسيا، ولا تقديم ما يثبت حيازتهم الأموال الكافية أو نجاحهم في امتحان للغة الروسية. وقد تلقى مئات آلاف المواطنين في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الأوكرانيتين بالفعل جوازات سفر روسية.
وأعلنت سلطات خيرسون، أول من أمس الاثنين، اعتماد الروبل عملة رسمية إلى جانب الهريفينيا الأوكرانية. والخميس أعلن المسؤولون المعينون من موسكو عن الإجراء نفسه في أجزاء من منطقة زابوريجيا.
ويخيم صمت على السكان الذين لم يغادروا خيرسون، المنطقة الوحيدة في أوكرانيا التي سقطت في يد الجيش الروسي، وتجاهر إدارتها التي عينتها موسكو بضمها. وتمكنت مجموعة من الصحافيين من الذهاب إلى هذه المنطقة في جولة نظمتها وزارة الدفاع الروسية، بصحبة مدرعات.
هنا لم يكن القتال عنيفاً. استولت قوات الكرملين القادمة من شبه جزيرة القرم المجاورة التي ضمتها موسكو في عام 2014، على المنطقة وعاصمتها التي تحمل الاسم نفسه في مطلع مارس (آذار) الماضي، فيما كانت القوات الأوكرانية منهمكة في الدفاع عن العاصمة كييف.
في المدينة، لا تظهر للعيان آثار دمار، فيما يرفرف قليل من الأعلام الروسية. على الطرق الفرعية، هناك عدد قليل من المركبات العسكرية والمدرعات المتفحمة. وتقع الجبهة على بعد بضع عشرات الكيلومترات إلى الشمال. يمكن سماع دوي رشقات نارية متقطعة تطلقها من بعيد المدفعية أو الدفاعات المضادة للطائرات.
منذ السيطرة على المنطقة، لم ترشح المعلومات عن خيرسون سوى من السلطات التي عينتها موسكو. وتحدثت مجموعات على تطبيق «تلغرام» عن خروج مظاهرات قام الجيش الروسي بتفريقها، وهي احتجاجات قللت روسيا وحلفاؤها من أهميتها. وفي طريق العودة من زيارة مستودع للمقطورات الشاحنة في خيرسون، تجرأ السائق ألكسندر لوغينوف (47 عاماً) على التحدث من سيارته إلى وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال: «الناس حذرون للغاية»، مشيراً إلى أنهم قلقون من «عدم الاستقرار وإغلاق البنوك الأوكرانية وقضية (دفع) الأجور».
وتابع: «بصراحة؛ إنها الحرب»، متفوهاً بهذه الكلمة التي حظرت روسيا استخدامها عند الإشارة إلى الهجوم العسكري الذي تشنه على أوكرانيا، تحت طائلة عقوبة دفع غرامة أو السجن.
قال الرئيس الجديد لبلدية خيرسون الذي عينته موسكو، ألكسندر كوبيتس، إنه منصب الآن على مهمتين «ألا يشعر السكان بالتخلي عنهم» وبالطبع، الانضمام إلى روسيا، وهذا ما يطمح إليه العديد من كبار المسؤولين الروس. السيطرة على خيرسون وزابوريجيا، وهي منطقة مجاورة محتلة جزئياً، توفر للكرملين جسراً برياً استراتيجياً يربط الأراضي الروسية بشبه جزيرة القرم.
وأشار كوبيتس إلى أن «العديد (من السكان) يؤيدون الانتماء إلى روسيا وعدم التحول إلى جمهورية (انفصالية) حديثة العهد» مثل تلك الموجودة في شرق أوكرانيا. وأوضح المسؤول الموالي لروسيا أن المظاهرات المؤيدة لأوكرانيا كانت «محدودة»، مؤكداً حق كل فرد في المنطقة في «التعبير عن آرائه».
وإذ كانت قوات الجيش الروسي غير ظاهرة للعيان في المدينة نفسها، فإن نقاط التفتيش كانت منتشرة في الريف؛ حيث جرى تسيير دوريات منتظمة ومرئية بالقرب من الغابات.
وخلت خيرسون إلى حد كبير من السكان. تقدر السلطات الأوكرانية أن 45 في المائة من سكان المدينة البالغ عددهم 300 ألف فروا، بالإضافة إلى نحو 20 في المائة من سكان المنطقة الذين كان يقدر عددهم قبل الهجوم بمليون نسمة. وفي شوارع المدينة، كان أكثر من نصف المتاجر والمقاهي مغلقاً.
ومع مليوني هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، تشكل هذه المنطقة أيضاً جزءاً لا يستهان به من القوة الزراعية لأوكرانيا. فالحقول هنا لم تتضرر من القتال، إلا إن كييف، من جانبها، تتهم روسيا بنهب صوامع الحبوب فيها، مما يفاقم من خطر حدوث أزمة غذاء عالمية؛ إذ تُعدّ أوكرانيا مصدراً رئيسياً للحبوب.
ويقدم «رئيس البلدية» كوبيتس تفسيراً آخراً للوقائع، رغم أنه يقر بأن الحبوب والفواكه والخضراوات تذهب إلى روسيا، حيث إنه جرى حظر التصدير من ميناء خيرسون عبر البحر الأسود ومن الطرق التي تعبر من بقية أنحاء أوكرانيا.
وأوضح: «لقد تغير مسار الصادرات، بما أن الميناء التجاري أُغلق؛ فقد توقفت الشحنات المعدة للتصدير، وأصبحت شحنات مزارعينا تتجه إلى شبه جزيرة القرم». وتابع المسؤول: «الطرق ظلت في حالة جيدة. لا توجد صعوبات معينة».
في سكادوفسك، وهي مدينة أخرى في المنطقة تقع على الساحل وتبعد 100 كيلومتر جنوب خيرسون، يعتذر المارة بأدب من عدم الإجابة لدى سؤالهم عن الحياة في ظل السيطرة الروسية.
وحدها فيرا ميرونينكو، وهي أم أتت مع اثنين من أطفالها الثلاثة لزيارة حوض الدلافين، وافقت على البوح بجملتين. وقالت: «كل شخص يعيش على مدخراته. الشركات مغلقة. عملت في متجر، لكنني فُصلت من العمل»، مشيرة إلى «أسعار جنونية» ونقص الأدوية. وأضافت: «نحن نتحلى بالصبر بينما ننتظر أن تتحسن الأمور (...) أياً كانت السلطة الحاكمة».وقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، مرسوماً يسهل إجراءات الحصول على جواز سفر روسي لأهالي منطقتي زابوريجيا وخيرسون بجنوب أوكرانيا؛ الأمر الذي عدته كييف «انتهاكاً صارخاً» للسيادة الأوكرانية.
وتخضع منطقة خيرسون بجنوب أوكرانيا للسيطرة التامة من قبل القوات الروسية، فيما تسيطر موسكو جزئياً على منطقة زابوريجيا، الواقعة في جنوب شرقي البلاد. وقالت موسكو والمسؤولون الموالون لها إن المنطقتين ستصبحان جزءاً من روسيا.
يأتي المرسوم الذي نشر اليوم بعد مرسوم عام 2009 يسمح بتسريع إجراءات مماثلة لأهالي «جمهوريتي» دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين بشرق أوكرانيا. ولا يُشترط على مقدمي الطلبات أن يكونوا قد أقاموا في روسيا، ولا تقديم ما يثبت حيازتهم الأموال الكافية أو نجاحهم في امتحان للغة الروسية. وقد تلقى مئات آلاف المواطنين في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الأوكرانيتين بالفعل جوازات سفر روسية.
وأعلنت سلطات خيرسون، أول من أمس الاثنين، اعتماد الروبل عملة رسمية إلى جانب الهريفينيا الأوكرانية. والخميس أعلن المسؤولون المعينون من موسكو عن الإجراء نفسه في أجزاء من منطقة زابوريجيا.
ويخيم صمت على السكان الذين لم يغادروا خيرسون، المنطقة الوحيدة في أوكرانيا التي سقطت في يد الجيش الروسي، وتجاهر إدارتها التي عينتها موسكو بضمها. وتمكنت مجموعة من الصحافيين من الذهاب إلى هذه المنطقة في جولة نظمتها وزارة الدفاع الروسية، بصحبة مدرعات.
هنا لم يكن القتال عنيفاً. استولت قوات الكرملين القادمة من شبه جزيرة القرم المجاورة التي ضمتها موسكو في عام 2014، على المنطقة وعاصمتها التي تحمل الاسم نفسه في مطلع مارس (آذار) الماضي، فيما كانت القوات الأوكرانية منهمكة في الدفاع عن العاصمة كييف.
في المدينة، لا تظهر للعيان آثار دمار، فيما يرفرف قليل من الأعلام الروسية. على الطرق الفرعية، هناك عدد قليل من المركبات العسكرية والمدرعات المتفحمة. وتقع الجبهة على بعد بضع عشرات الكيلومترات إلى الشمال. يمكن سماع دوي رشقات نارية متقطعة تطلقها من بعيد المدفعية أو الدفاعات المضادة للطائرات.
منذ السيطرة على المنطقة، لم ترشح المعلومات عن خيرسون سوى من السلطات التي عينتها موسكو. وتحدثت مجموعات على تطبيق «تلغرام» عن خروج مظاهرات قام الجيش الروسي بتفريقها، وهي احتجاجات قللت روسيا وحلفاؤها من أهميتها. وفي طريق العودة من زيارة مستودع للمقطورات الشاحنة في خيرسون، تجرأ السائق ألكسندر لوغينوف (47 عاماً) على التحدث من سيارته إلى وكالة الصحافة الفرنسية.
وقال: «الناس حذرون للغاية»، مشيراً إلى أنهم قلقون من «عدم الاستقرار وإغلاق البنوك الأوكرانية وقضية (دفع) الأجور».
وتابع: «بصراحة؛ إنها الحرب»، متفوهاً بهذه الكلمة التي حظرت روسيا استخدامها عند الإشارة إلى الهجوم العسكري الذي تشنه على أوكرانيا، تحت طائلة عقوبة دفع غرامة أو السجن.
قال الرئيس الجديد لبلدية خيرسون الذي عينته موسكو، ألكسندر كوبيتس، إنه منصب الآن على مهمتين «ألا يشعر السكان بالتخلي عنهم» وبالطبع، الانضمام إلى روسيا، وهذا ما يطمح إليه العديد من كبار المسؤولين الروس. السيطرة على خيرسون وزابوريجيا، وهي منطقة مجاورة محتلة جزئياً، توفر للكرملين جسراً برياً استراتيجياً يربط الأراضي الروسية بشبه جزيرة القرم.
وأشار كوبيتس إلى أن «العديد (من السكان) يؤيدون الانتماء إلى روسيا وعدم التحول إلى جمهورية (انفصالية) حديثة العهد» مثل تلك الموجودة في شرق أوكرانيا. وأوضح المسؤول الموالي لروسيا أن المظاهرات المؤيدة لأوكرانيا كانت «محدودة»، مؤكداً حق كل فرد في المنطقة في «التعبير عن آرائه».
وإذ كانت قوات الجيش الروسي غير ظاهرة للعيان في المدينة نفسها، فإن نقاط التفتيش كانت منتشرة في الريف؛ حيث جرى تسيير دوريات منتظمة ومرئية بالقرب من الغابات.
وخلت خيرسون إلى حد كبير من السكان. تقدر السلطات الأوكرانية أن 45 في المائة من سكان المدينة البالغ عددهم 300 ألف فروا، بالإضافة إلى نحو 20 في المائة من سكان المنطقة الذين كان يقدر عددهم قبل الهجوم بمليون نسمة. وفي شوارع المدينة، كان أكثر من نصف المتاجر والمقاهي مغلقاً.
ومع مليوني هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة، تشكل هذه المنطقة أيضاً جزءاً لا يستهان به من القوة الزراعية لأوكرانيا. فالحقول هنا لم تتضرر من القتال، إلا إن كييف، من جانبها، تتهم روسيا بنهب صوامع الحبوب فيها، مما يفاقم من خطر حدوث أزمة غذاء عالمية؛ إذ تُعدّ أوكرانيا مصدراً رئيسياً للحبوب.
ويقدم «رئيس البلدية» كوبيتس تفسيراً آخراً للوقائع، رغم أنه يقر بأن الحبوب والفواكه والخضراوات تذهب إلى روسيا، حيث إنه جرى حظر التصدير من ميناء خيرسون عبر البحر الأسود ومن الطرق التي تعبر من بقية أنحاء أوكرانيا.
وأوضح: «لقد تغير مسار الصادرات، بما أن الميناء التجاري أُغلق؛ فقد توقفت الشحنات المعدة للتصدير، وأصبحت شحنات مزارعينا تتجه إلى شبه جزيرة القرم». وتابع المسؤول: «الطرق ظلت في حالة جيدة. لا توجد صعوبات معينة».
في سكادوفسك، وهي مدينة أخرى في المنطقة تقع على الساحل وتبعد 100 كيلومتر جنوب خيرسون، يعتذر المارة بأدب من عدم الإجابة لدى سؤالهم عن الحياة في ظل السيطرة الروسية.
وحدها فيرا ميرونينكو، وهي أم أتت مع اثنين من أطفالها الثلاثة لزيارة حوض الدلافين، وافقت على البوح بجملتين. وقالت: «كل شخص يعيش على مدخراته. الشركات مغلقة. عملت في متجر، لكنني فُصلت من العمل»، مشيرة إلى «أسعار جنونية» ونقص الأدوية. وأضافت: «نحن نتحلى بالصبر بينما ننتظر أن تتحسن الأمور (...) أياً كانت السلطة الحاكمة».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
فنلندا تعلن بشكل رسمي عزمها الإنضمام الى حلف شمال الأطلسي بعد إتصال رئيسها بنظيره الروسي بوتين
رغم التحذير الروسي لجارتها فنلندا بشأن إنضمامها لحلف الأطلسي مكالمة هاتفية بين بوتين و مينيرو
أرسل تعليقك