قُتِل شرطي إيراني في تبادل لإطلاق النار امتد 3 ساعات، في هجوم تبنَّاه فصيل بلوشي معارض، واستهدف مركزاً للشرطة في مدينة راسك الحدودية، بمحافظة بلوشستان، جنوب شرقي إيران، وفق ما أفاد به الإعلام الرسمي الأربعاء.
وأوردت وكالة «إرنا» أنه «خلال اشتباك مسلح هذا الصباح بين قوات شرطة أحد مراكز مدينة راسك وأعضاء مجموعة مسلحة، قضى أحد أفراد الشرطة».
وقال وزیر الداخلیة، أحمد وحيدي، إن الأجهزة الأمنية باشرت تحقيقاً في الحادث.
وتبنَّت الهجوم جماعة «جيش العدل» البلوشية المعارضة، وفق ما أعلنت في بيان عبر قناة «تلغرام» التابعة لها. وقالت الجماعة إنها ألحقت خسائر بشرية ومادية بقوات الشرطة.
وأوضحت «إرنا» أن المواجهات امتدت 3 ساعات، وأن «الإرهابيين» فرّوا من المكان مع وصول تعزيزات أمنية. وقال سليم كدخدا، حاكم مدينة راسك لوكالة «إيسنا» الحكومية، إنه «بعد 3 ساعات، فشل أعضاء الجماعة في التسلل إلى داخل مخفر الشرطة».
وأفاد موقع «حال وش» المحلي عن «مصادر» بأن «المسلحين قطعوا الطرق المؤيدة إلى موقع الهجوم منع حضور قوات إضافية». وأشار الموقع إلى دوي انفجارات في موقع الهجوم.
وأدى هجوم كرمان إلى مقتل نحو 100 شخص وجرح العشرات. ولا يزال بعض الجرحى في حالة حرجة، حسب الإعلام الإيراني.
وكان 11 شرطياً على الأقل قُتِلوا، منتصف ديسمبر (كانون الأول)، بهجوم على مركز للشرطة في راسك تبناه «جيش العدل» الذي ينشط في هذه المحافظة الحدودية مع باكستان وأفغانستان.
وسبق لجماعة «جيش العدل» المعارضة أن تبنَّت عمليات استهدفت مقرات أمنية في الأعوام الأخيرة، بمحافظة بلوشستان.
وبين هذه الهجمات استهداف حافلة تابعة لقوات «الحرس الثوري»، في فبراير (شباط) 2019، أدى إلى مقتل 27 ضابطاً من «الحرس الثوري».
وتنشط في بلوشستان جماعات بلوشية معارضة تصنفها إيران «إرهابية» أو «مناهضة للثورة»، ويصفها الإعلام الحكومي الإيراني بـ«جماعات المتطرفة». وتقول غالبية تلك الجماعات إنها تدافع عن حقوق القومية البلوشية.
وتُعدّ الحدود الباكستانية - الإيرانية مسرح اشتباكات متكررة بين قوات الأمن والمعارضة البلوشية، كما تنشط عصابات لتهريب المخدرات في الحدود الأفغانية. وسبق لإيران أن اتهمت إسلام آباد بدعم المعارضة البلوشية.
شهدت محافظة بلوشستان اضطرابات، العام الماضي، بعدما امتدت احتجاجات اندلعت إثر وفاة الشابة مهسا أميني، في طهران ومحافظات كردية، إلى أنحاء البلاد.
وزادت حدة الاحتجاجات في محافظة بلوشستان حينها، بسبب استياء شعبي في المحافظة من اتهام قيادي في الشرطة باغتصاب شابة.
وسقط 130 قتيلاً على الأقل في المحافظة من بين أكثر من 500 شخص قُتلوا في احتجاجات العام الماضي.
ولا يزال يخرج أهالي زاهدان في مسيرات «صامتة» كل جمعة للمطالبة بمحاسبة المسؤولين عن إطلاق النار على متظاهرين حاولوا اقتحام مركز للشرطة، في 30 سبتمبر (أيلول) العام الماضي، ما أوقع 93 قتيلاً على الأقل.
وتُعد بلوشستان أفقر محافظات البلاد، وينتمي غالبية سكانها إلى البلوش من أهل السنَّة. ويشكو أهالي المحافظة من «سياسات التمييز العرقي والديني».
وتحتل محافظة بلوشستان قائمة المحافظات الـ31 من حيث الإعدامات، حسب أرقام منظمة حقوق الإنسان في إيران، ومقرها أوسلو، المعنية بمراقبة حالات الإعدام في إيران.
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
إصابة 53 شخصًا فى انفجار مصنع مستلزمات طبية شمالى إيران
غالانت يطالب بتكثيف الضغط على إيران لتجنب التصعيد
أرسل تعليقك