قام الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بزيارة مفاجئة ليل الخميس - الجمعة إلى المقر العام للجيش الروسي، الذي يشرف على العملية في أوكرانيا في روستوف - أون - دون (جنوب)، وهي الثانية له في أقل من شهر، في وقت تزخم قواته هجومها «بعد الأحداث في إسرائيل» على حد قول مسؤول أوكراني. فيما دعا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ إلى الاستعداد للحرب على المدى الطويل.
وقال الكرملين، في بيان، إن بوتين «زار المقر العام للقوات المسلحة الروسية في روستوف - أون - دون، بعد أن أنهى زيارته الرسمية إلى كازاخستان» حيث أمضى يوم الخميس.ورافق الرئيس الروسي خلال هذه الزيارة وزير الدفاع، سيرغي شويغو، ورئيس الأركان وقائد العمليات العسكرية في أوكرانيا، فاليري غيراسيموف، بحسب الكرملين.
وأضاف البيان أن بوتين استعرض معدات عسكرية جديدة، واستمع إلى تقارير حول سير العملية العسكرية في أوكرانيا.
كان فلاديمير بوتين قد زار روستوف - أون - دون، نهاية أكتوبر (تشرين الأول)، لبحث الهجوم الروسي مع المسؤولين العسكريين.
وأصبحت روستوف - أون - دون، القريبة من أوكرانيا مركزاً لعمليات القوات الروسية في الهجوم على هذه الجمهورية السوفياتية السابقة المجاورة لروسيا.
وسبق لبوتين أن زار المقر العام العسكري في هذه المدينة في أغسطس (آب) ومارس (آذار).
كانت المدينة قد شهدت في يونيو (حزيران) تمرد مرتزقة «فاغنر» الذين استولوا لفترة وجيزة على المقر العام للجيش قبل وضع حد لتحركهم.الناتو
من جهة أخرى، يواصل الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، ينس ستولتنبرغ، مراهنته على تحقيق القوات المسلحة الأوكرانية تقدماً ضد القوات الروسية.
مع ذلك، قال ستولتنبرغ، في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية: «علينا أن نكون مستعدين للمدى الطويل. الحروب بطبيعتها لا يمكن التنبؤ بها... لكن ما نعرفه هو أن ما يحدث حول طاولة المفاوضات يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالوضع في ساحة المعركة».
وأضاف أن الدعم العسكري وحده قادر على ضمان بقاء أوكرانيا دولة ذات سيادة وديمقراطية، وهذا وحده كفيل بإقناع بوتين بأنه لن يستطيع الفوز في ساحة المعركة.
وكان القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية، الجنرال فاليري زالوغني، ذكر الأسبوع الماضي أن الحرب البرية في أوكرانيا وصلت إلى طريق مسدودة، محذراً في مقال بمجلة «ذا إيكونوميست» البريطانية من أن «حرب الخنادق تستمر وقتاً طويلاً، وتشكل مخاطر هائلة على القوات المسلحة الأوكرانية وعلى الدولة».
وقال ستولتنبرغ إنه كان من الواضح دائماً أن الأمر ليس سهلاً، وأضاف: «كنا نعلم أن روسيا قامت بتوسيع خطوط الدفاع على مدار شهور، بالألغام والحواجز المضادة للدبابات وكثير من المواقع الدفاعية»، ومع ذلك تمكن الأوكرانيون من استعادة مناطق، حسب رأيه.
كان ستولتنبرغ قد التقى المستشار الألماني أولاف شولتس، الخميس، في برلين، وأجرى محادثات مع وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، الجمعة.
وأشاد بالدعم العسكري الألماني، متجنباً اتخاذ موقف واضح بشأن ما إذا كان يتعين على الحكومة الألمانية أيضاً أن تمنح أوكرانيا صواريخ كروز ألمانية من طراز «تاوروس» التي طالبت بها كييف، وهو الأمر الذي رفضه شولتس مراراً.وقال لوكالة الأنباء الألمانية: «نوعية الأنظمة، التي سيُجرى تسليمها بالتحديد، قرار وطني في نهاية المطاف. أرحب بقيام بريطانيا وفرنسا بتسليم صواريخ كروز»، مشيراً في المقابل إلى أن ألمانيا زودت أوكرانيا بأسلحة أساسية أخرى، من بينها دبابات وأنظمة دفاع جوي فعالة.
روسيا تكثف هجماتها
ميدانياً، أعلن ضابط كبير في أوكرانيا أن القوات الروسية تكثف هجماتها على مدينة أفدييفكا الرئيسية في شرق البلاد.
وركزت القوات الروسية على المناطق الشرقية في دونيتسك ولوغانسك، منذ توقف هجومها على كييف في الأيام الأولى من الغزو في فبراير (شباط) 2022.
وتتقدم القوات منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) نحو بلدة أفدييفكا، المعروفة بمصنع فحم الكوك وموقعها كبوابة لمدينة دونيتسك على بعد 20 كيلومتراً إلى الشرق.
وقال أولكسندر بورودين، المسؤول الصحافي للواء الهجوم المنفصل الثالث في أوكرانيا، إن القوات الروسية تشنّ هجمات مشاة كبيرة، بينما تحاول الحفاظ على العتاد.
وأضاف: «لكن تحركاتهم أصبحت مكثفة بشكل كبير الآن. لا يقتصر الأمر على تقدم المشاة فحسب، بل أيضاً على عمل موازٍ للمدفعية والطائرات المسيرة والطيران والقصف الجوي نفسه والمزيد».
وأشار بورودين إلى أن القوات الروسية لم تتمكن من تجديد إمداداتها بشكل سريع، وأن مواقع الدفاعات الأوكرانية قوية.وأضاف: «بدأ كل هذا بعد الأحداث في إسرائيل... ربما يظنون أنه أنسب وقت للتقدم، لكنهم لم يحققوا أي نجاحات جدية».
وقال فيتالي باراباش، رئيس الإدارة العسكرية في أفدييفكا، إن القوات الروسية تقصف المدينة «على مدار الساعة»، لكن الأرض المبتلة بسبب هطول الأمطار لأيام تعيق تقدمها. وأضاف: «فور أن تجف الأرض، سيتقدمون بالتأكيد».
وقالت هيئة الأركان العامة الأوكرانية إن قواتها صدت 11 هجوماً بالقرب من أفدييفكا و15 آخرين في قطاع مارنيكا القريب و22 هجوماً إلى الشمال الشرقي في مدينة باخموت، وهي مدينة سيطرت عليها روسيا في مايو (أيار) الماضي. وتم صد 6 هجمات في الشمال بالقرب من مدينة كوبيانسك حيث تنشط القوات الروسية.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن ضربات تم تنفيذها على قوات أوكرانية وعتاد قرب باخموت.
الإنفاق العسكري الأوكراني
في كييف، وافق النواب الأوكرانيون الخميس على ميزانية لعام 2024 تتضمن تخصيص نصف إجمالي الإنفاق الحكومي للدفاع، في وقت توجه كييف مواردها للجهد الحربي.
وزادت كل من كييف وموسكو الإنفاق العسكري بشكل كبير منذ بدء الحرب، وكثفتا إنتاج الأسلحة والذخائر بينما تستعدان لحرب طويلة الأمد.
ووفقاً لوزارة المال الأوكرانية، سيتم إنفاق 1.7 تريليون هريفنيا (نحو 47 مليار دولار) على الدفاع، وهو المبلغ نفسه تقريباً في ميزانية عام 2023.
ويتجاوز هذا الرقم الإنفاق على التعليم والرعاية الاجتماعية والصحية مجتمعة، ويصل إلى نحو نصف إجمالي النفقات المخطط لها في البلاد، البالغ 93 مليار دولار.
وتعتمد أوكرانيا بشكل كبير على دعم مالي من صندوق النقد الدولي والحلفاء الغربيين، مثل الولايات المتحدة، للحفاظ على مرونة اقتصادها خلال الحرب.
وقدّرت كييف حاجتها إلى 41 مليار دولار من الدعم الخارجي لتغطية الإنفاق اليومي العام المقبل، وهو الرقم نفسه الذي توقع صندوق النقد الدولي أن تحتاجه عام 2023.
وقالت وزارة المال إن «أولويات ميزانية الدولة واضحة؛ تعزيز القدرات الدفاعية وحماية السكان ودعم المحاربين القدامى ورفع المعايير الاجتماعية والانتعاش الاقتصادي... سيكون لدينا مزيد من الطائرات المسيّرة وأسلحتنا الخاصة لتحقيق النصر بطريقة سريعة».
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي، في خطاب مسائي الاثنين، إنه سيتم تخصيص موارد الميزانية لتحقيق «النصر». وأضاف: «نرى جميعاً أشخاصاً يطالبون بتخصيص موارد الميزانية لدعم الدفاع بدلاً من رصف الشوارع وإصلاحها... هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله. يجب استخدام كل الموارد لجعل أوكرانيا أقوى».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
بوتين يوجّه بإرسال طائرتَي مساعدات لسكان غزة
بوتين يوقع قانوناً بإلغاء تصديق روسيا على معاهدة حظر التجارب النووية
أرسل تعليقك