توقيت القاهرة المحلي 07:48:38 آخر تحديث
  مصر اليوم -

روسيا حسمت الحرب بعد المائة يوم الأولى والأسلحة الغربية تتكسر كحبات اللوز

  مصر اليوم -

  مصر اليوم - روسيا حسمت الحرب بعد المائة يوم الأولى والأسلحة الغربية تتكسر كحبات اللوز

القصف الصاروخي الروسي
موسكو ـ مصر اليوم

قال الصحفي والمحلل السياسي المصري عبد الحليم قنديل إنه لم يعد أحد يجادل كثيرا في هوية من انتصر ومن انهزم بعد المئة يوم الأولى من حرب أوكرانيا.

وأضاف: "زادت خسائر ما تبقى من الجيش الأوكراني، وبلغ عدد أسراه ما يزيد على ستة آلاف ونصف الألف، نحو نصفهم من المقاتلين الأوكران الأشد تطرفا، من عينة كتائب "آزوف" و"الجناح الأيمن" من الجماعات النازية، حيث تلقوا هزائم في "ماريوبول" وفي مصنع "آزوف ستال" بالذات، والتي كان لها أثرها في تواري مبالغات الدعاية الغربية الأطلسية عن أساطير المقاومة الأوكرانية، كذا خفوت صوت "الفيلق الدولي" الداعم للرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" ، وقد كان يضم عشرين ألفا من عتاة اليمين المتطرف الأوروبيين والأمريكيين، وتتسابق عناصره اليوم للفرار من جحيم الهجوم الروسي.

ويقول "ما من شك في طبيعة الحرب الجارية، فهي ليست حربا إقليمية محصورة بالجغرافيا الأوكرانية، بل حرب ذات طابع عالمي، أو قل إنها حرب عالمية تحت المستوى النووي، تواجه فيها روسيا ثلاثين دولة عضو بحلف شمال الأطلسي "الناتو"، إضافة لدول حليفة وتابعة، بينها للأسف أطراف عربية، وتستخدم فيها كل أنواع الأسلحة والعقوبات غير المسبوقة في التاريخ الإنساني".

ويتابع "هدف أمريكا إضعاف روسيا وهزيمتها ، كما تم الإعلان مرارا وبالفم الملآن، وبأقصى صور التعبئة التي تستطيعها الإدارة الأمريكية، وهي تخوض حربا شاملة ضد روسيا، يصدق عليها وصف المفكر الأمريكي اليساري نعوم تشومسكي، الذي رأى أن واشنطن تخوض حربا ضد موسكو (حتى نهاية آخر أوكراني)، فليس هناك وجود لقوات أمريكية معلنة الحضور في الميدان الأوكراني، وإن كانت المشاركة الأمريكية المباشرة محمومة في معارك السلاح، بتخصيص 40 مليار دولار حتى الآن لدعم أوكرانيا ، إضافة لدعم أوروبي مماثل"

ويوضح "قد يقفز حجم الإنفاق الغربي إلى نحو 100 مليار دولار، مع تدفق جنوني للسلاح الفتاك المحارب لروسيا، والتحول إلى الأسلحة الهجومية، من صواريخ "ستينغر" و"جافلين"، إلى راجمات صواريخ "إم 270" البريطانية و"هيمارس" الأمريكية، وإلى أحدث أنواع المسيرات الأمريكية ومدافع "الهاوتزر" والألغام الألمانية الذكية، وإلى استنزاف مخازن السلاح السوفيتي القديم بدباباته وطائراته في دول أوروبا الشرقية، ومن بولندا بالذات، مع وجود آلاف المدربين الأمريكيين والأطلسيين على الأرض، والدعم الاستخباراتي اللحظي وعبر الأقمار الصناعية من أمريكا وبريطانيا بالذات".

ويتابع "وقد أغراهم ما جرى في الأسابيع الأولى من فك القوات الروسية لطوق حصار العاصمة الأوكرانية "كييف"، وصورت وقتها التقارير اليومية للبنتاغون ووزارة الدفاع البريطانية والمخابرات الأمريكية والبريطانية، أن روسيا وقعت في الفخ المنصوب بعناية، وعلى مدى ثماني سنوات مضت قبل انطلاق "العملية العسكرية الروسية الخاصة" في 24 فبراير 2022 ، وأن موسكو تنتظر الهزيمة المؤكدة في حرب تستمر لعشر سنوات".

ويضيف قنديل "لكن مع تحول التكتيكات الروسية، بدأت الرياح تأتي بما لا تشتهى سفن الغرب الأمريكي والأوروبي، وتباعد شبح إمكانية هزيمة الجيش الروسي، ودفعت روسيا إلى الميدان بأسلحة جديدة على نحو متدرج، من "كاليبر" والصواريخ فرط الصوتية إلى الأسلحة الحرارية ومدافع الليزر، وصارت تلتقط أحدث أجيال الأسلحة الأمريكية، وتكسرها كما "حبات الجوز" بتعبير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي خيب الظنون الغربية، ولم يعلن الحرب على أوكرانيا رسميا إلى اليوم، ولم يلجأ إلى إعلان حالة الطوارئ والتعبئة العسكرية العامة، واكتفى بدفع عشرات آلاف الجنود، مع حسن استثمار أدوار القوات الحليفة من كتائب الشيشان وقوات جمهوريتي "الدونباس" في الشرق الأوكراني".

ويوضح قنديل أن بوتين "تعامل بثبات عصبي مذهل، يثق أن الحروب بخواتيمها، وأن أهدافه في أوكرانيا كلها قابلة للتحقق، وقد تصل في حدها المنظور إلى ضم ثلث مساحة أوكرانيا، بما فيها إقليم دونباس كله، إضافة إلى خيرسون وزابوريجيا، وربما خاركيف وميكولايف، وصولا إلى أوديسا، وفرض خرائط جديدة، تفقد فيها أوكرانيا أراضيها ومدنها الصناعية الكبرى، وينقطع فيها اتصال ما يتبقى من أوكرانيا بالبحر الأسود، بعد أن تحول "بحر آزوف" بكامله إلى بحيرة روسية داخلية".

ويضيف "كل ما سبق مهمات حربية مباشرة، قد تتدحرج مواعيد إتمامها كما نقدر إلى نهايات الصيف ومطالع الخريف على الأقل. ولكل حرب كما هو معروف روايتان، كذا في حرب أوكرانيا الجارية فصولها، تسترت الرواية الأمريكية الغربية وراء حق أوكرانيا المفترض في وحدة أراضيها ودفع ما تقول أنه العدوان الروسي عنها، لكن العوار الذى يصادف هذه الرواية، أنها تصدر عن آخر طرف يحق له الحديث عنها، فقد شنت واشنطن عشرات الحروب على سيادة دول تبعد عنها آلاف الأميال، بينما الرواية الروسية لها منطق مختلف".

ويقول المفكر المصري "فأوكرانيا عند بوتين ليست دولة أخرى وحق قومي منفصل، وأوكرانيا برواية بوتين، لم تكن لها دولة قبل قيام الاتحاد السوفيتي، وكانت من أملاك الإمبراطورية الروسية، والروس هم الذين أضافوا حوض "دونباس" ومدن الشرق والجنوب وشبه جزيرة "القرم" إلى أوكرانيا السوفيتية سابقا، وضمان الأمن القومي الروسي، يستلزم رد الأرض إلى أهلها الروس، خصوصا بعد تمادى القوميون الأوكرانيون في الالتحاق بالغرب وأطماع "الناتو" في تفكيك روسيا".

ويؤكد قنديل "ومع هذه الرواية الروسية، فقد لا يجدى الدفع بالمنطق الدولي الصوري، وباعتراف روسيا السابق بأوكرانيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، فقد عاد الروس لتملك القوة العسكرية بالذات، ولا يريدون أن يفلتوا لحظة تاريخ تبدو لهم مواتية، ويهدفون لإنهاء عقود الاستخفاف الغربي بروسيا، وتصويرها كقوة إقليمية لا كقوة عالمية، وهو ما كان الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ينطق به ضد روسيا".

ويضف "لكن تحركات بوتين العسكرية في جورجيا والقرم وسوريا قلبت الموازين، وجعلت واشنطن تدرج موسكو كعدو عالمي ثان بعد الصين في استراتيجيات الأولوية الأمريكية، خصوصا بعد نجاح بوتين في توثيق علاقة "بلا حدود" مع الصين، قبل عشرين يوما من بدء العملية العسكرية في أوكرانيا، وهو ما منح موسكو مرونة هائلة في الحركة، وفي امتصاص صدمات سلاسل العقوبات الأمريكية الأوروبية، التي بلغت حتى اليوم ما يزيد على عشرة آلاف عقوبة، إضافة لحملات الشيطنة ونشر الكراهية لكل ما هو روسي".

ويتابع قنديل "ومع ما بدا من جبروت ظاهر في العقوبات الجزافية، فقد ارتد السحر على الساحر، ودخلت اقتصادات الغرب الكبرى في ركود تضخمي، فيما أبدى الاقتصاد الروسي ـ متوسط الحجم ـ صمودا عكس التوقع، وصار الروبل الروسي أفضل عملات العالم أداء باعتراف المؤسسات الأمريكية المالية ذاتها، وبدأ العمل في روسيا على بناء هيكل اقتصاد جديد، يكافئ مواردها المعدنية والطاقية والزراعية اللامتناهية".

ويؤكد قنديل "بوسع روسيا مع الحرب وبعدها، أن تحول محنة العقوبات إلى منحة فريدة، وبالذات مع تبين فشل خطة أمريكا العبثية في عزل روسيا، وتبين حيازة موسكو لتأييد صريح وضمني من قوى العالم الجديد الصاعدة، والتكون الفعلي لعالم متعدد الأقطاب، لم تنشئه الحرب الأوكرانية، بل كشفت وتكشف حقائقه باطراد، وكان أول ما سقط ويسقط فيه، هو تلك الهيمنة الأمريكية الأحادية على مصائر الكون، فلن تعود أمريكا أبدا إلى مكانة القطب الأوحد، ولا إلى امتياز "القوة العظمى" الوحيدة بألف ولام التعريف، وبوسعها فقط، أن تكون "قوة عظمى" بين متعددين، لن تصبح أولهم مع صعود المارد الصيني إلى عرش الاقتصاد والتكنولوجيا، وربما تكون مخاوف أمريكا الغريزية مما جرى ويجري، هي التي دفعت مفكرا استراتيجيا بوزن هنري كيسنجر على عتبة عامه المئة، أن ينصح واشنطن بالتنازل لروسيا بما تريده في أوكرانيا، وفض الاشتباك معها تفرغا لمواجهة التنين الصيني.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

قرينة الرئيس السوري تستقبل الطلاب الأوائل لشهادة التعليم الثانوي في أحدث ظهور لها

عقيلة الرئيس السوري تعلن شفاءها التام: انتصرت على السرطان بالكامل

egypttoday
egypttoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روسيا حسمت الحرب بعد المائة يوم الأولى والأسلحة الغربية تتكسر كحبات اللوز روسيا حسمت الحرب بعد المائة يوم الأولى والأسلحة الغربية تتكسر كحبات اللوز



GMT 12:35 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 12:26 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
  مصر اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 17:17 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
  مصر اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
  مصر اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 07:12 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

فينيسيوس الأفضل في العالم لأول مرة وهذا ترتيب ميسي وصلاح

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 22:56 2019 الإثنين ,09 كانون الأول / ديسمبر

إيهاب جلال يطمئن على فريد شوقي بعد تحسن حالته

GMT 16:26 2019 الأحد ,10 آذار/ مارس

سيدة كل العصور

GMT 06:37 2018 الثلاثاء ,28 آب / أغسطس

تعرف على سعرالمانجو في سوق العبور الثلاثاء

GMT 01:04 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

وداع أندريس إنييستا يخيم على احتفالات برشلونة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon