رحبت تركيا باتفاق إسرائيل وحركة «حماس» على هدنة إنسانية وتبادل إطلاق سراح بعض الأسرى والرهائن. وأكدت أنها ستواصل جهودها من أجل تحقيق الاستقرار والسلام واستعدادها للمشاركة مع دول أخرى في البنية الأمنية الجديدة بعد انتهاء الحرب.
وأكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أن الهدنة الإنسانية لمدة 4 أيام والاتفاق على تبادل الأسرى والرهائن، ولو بعدد محدود، بين إسرائيل وحركة «حماس»، خطوة إيجابية ولكن يجب أن يتبعها الاتفاق على وقف إطلاق النار وإحلال السلام، قائلاً إن المأساة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، خصوصاً في غزة، تجاوزت الآن حدود التسامح الإنساني.
حل الدولتين
وقال إردوغان في كلمة خلال القمة الافتراضية لقادة «مجموعة العشرين» الأربعاء: «إننا نتابع عن كثب المفاوضات المتعلقة بتثبيت وقف إطلاق النار وتبادل الرهائن، ومع التطورات الأخيرة رأينا جميعاً، مرة أخرى أهمية إنشاء دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، على أساس حدود 4 يونيو (حزيران) عام 1967، والعيش بسلام جنباً إلى جنب مع إسرائيل».
ودعا قادة مجموعة العشرين إلى أخذ زمام المبادرة لتنفيذ حل الدولتين في أقرب وقت ممكن، وقال: «نحن في تركيا مستعدون لتحمل المسؤولية مع الدول الأخرى في البنية الأمنية الجديدة التي يجب إنشاؤها، بما في ذلك الضمانات»ولفت إلى أنه لا يمكن تبرير أي من الأحداث التي تشهدها غزة بالحق في الدفاع عن النفس، ومن الواضح أن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية تُرتكب هناك.
وقال إن «أولئك الذين ارتكبوا هذه الجرائم يجب أن يحاسبوا أمام القانون الدولي وكذلك أمام الضمير الإنساني، لقد قتلوا أكثر من 14 ألف مدني، من بينهم نحو 7 آلاف طفل، وحكموا بالإعدام على سكان القطاع بقطع الماء والكهرباء والغذاء والوقود... وإجبار الفلسطينيين على الهجرة من وطنهم». وأضاف أن إسرائيل «قامت بقصف وحشي للمستشفيات والمدارس والمخيمات ودور العبادة والكنائس حتى أن مسؤوليها هددوا باستخدام القنبلة النووية التي ظلوا ينكرون وجودها حتى اليوم».
وشدد إردوغان على أن تركيا لا تعد الأعمال ضد المدنيين مبررة أو مشروعة بأي شكل من الأشكال. ودعا قادة «مجموعة العشرين» إلى إبداء رد الفعل نفسه على مقتل المدنيين، دون التمييز بين الإسرائيليين والفلسطينيين، واليهود والمسلمين والمسيحيين.
إصابة للعالم الإسلامي
وفي تصريحات أدلى بها إردوغان لمجموعة من الصحافيين رافقوه في رحلة عودته من زيارته للجزائر، نقلتها وسائل الإعلام التركية الأربعاء، قال إردوغان إن «سقوط غزة يعني إصابة وحدة العالم الإسلامي بجرح عميق».
وأكد أن كسر الحصار عن غزة «سيكون ممكناً بخطوات واستراتيجيات تضعها منظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية وليس من قبل دولة أو دولتين، مع ضرورة إلزام إسرائيل بالامتثال للقانون الدولي ومحاسبتها على أفعالها».وقال إن «على العالم الإسلامي ألا يظل صامتا على الاحتلال، فسقوط غزة يعني إصابة وحدة العالم الإسلامي بجرح عميق»، معربا عن أمله في أن تكون «الآلام الراهنة هي آلام ولادة السلام المأمول منذ سنوات في منطقتنا والدولة الفلسطينية التي ستحققه».
وأكد إردوغان على وجوب اتحاد العالم الإسلامي والتحرك بروح التضامن من أجل مواصلة العزم الذي أظهره في «قمة الرياض» وتطبيق القرارات الناتجة عنها.
وشدد على أن «إرهاب الاحتلال الإسرائيلي» في غزة والأراضي الفلسطينية الأخرى يعد جرائم ضد الإنسانية ويشكل «إبادة جماعية».
ترحيب بالهدنة
ووصفت وزارة الخارجية التركية، في بيان الأربعاء، الاتفاق بين إسرائيل وحركة «حماس» على هدنة إنسانية في غزة وإطلاق سراح بعض الأسرى والرهائن بأنه «تطور إيجابي»، قائلة: «نتوقع الالتزام الكامل بالاتفاق». وأضاف البيان «نأمل أن تساعد الهدنة الإنسانية على إنهاء الصراع الحالي بشكل دائم في أقرب وقت ممكن وبدء عملية نحو سلام عادل ودائم على أساس حل الدولتين».
قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :
أرسل تعليقك