جاكرتا ـ وكالات
يجتذب الصراع الدائر بين الطائفة الأحمدية والحكومة المحلية في غاوة الغربية بإندونيسيا الانتباه إلى ما تقول جماعات حقوقية إنه اتجاه متزايد لعدم التسامح الديني في البلاد.
والطائفة الأحمدية في إندونيسيا هي أقلية مسلمة تناضل من أجل ممارسة شعائرها الدينية في أكبر بلد مسلم في العالم من حيث عدد السكان، على الرغم من أن الدستور يكفل حقها في ذلك.
وفي بيكاسي بغرب جزيرة غاوة، يناضل الأحمديون من أجل الحفاظ على مسجدهم الذي أغلقته الحكومة المحلية يوم 4 إبريل / نيسان الجاري.
المسجد للنزاع
وأصبح المسجد، الذي كان يعد مكانا للصلاة، ساحة للنزاع الدائر حاليا، وتحيط به الآن حواجز حديدية ممتدة، كان يستخدمها الشباب من غير الأحمديين عادة لغلق الساحة التي كانوا يلعبون فيها كرة القدم في أيام الأحد.
وتقوم قوة من الشرطة والجيش بحماية مدخل المسجد لمنع دخول أحد إليه.
وهناك لافتة أمام المسجد تحمل نص ثلاثة قرارات وزارية موقعة منذ عام 2008، وتنص على أن الطائفة لا يمكنها أن تنشر مذهبها في المجتمع.
وتقول الحكومة المحلية إن هذا هو السبب وراء إغلاق هذا المسجد، بينما تقول الطائفة الأحمدية إنها لم تسع قط إلى تحويل أي شخص إلى مذهبهم، وإنهم يريدون فقط أن يؤدي الصلاة نحو 400 شخص من أعضاء طائفتهم.
وقام مؤخرا 20 شخصا منهم بحبس أنفسهم داخل المسجد ويرفضون مغادرته، وهم يعيشون في ظروف قاسية منذ أكثر من أسبوع.
وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" أن أحد مراسليها حاول زيارة المسجد الأسبوع الماضي، الا انه لم يسمح له بالدخول، كما لم يرد الأشخاص بالداخل أن يخرجوا لمقابلة "بي بي سي" خشية أن يُجبروا على إخلاء المسجد.
مخاوف الاقليات
وتحدث أحد قادتهم لـ "بي بي سي" من خلال ثقب في باب المسجد، وقال رحمة رحماديجيا أحد قادة الطائفة الأحمدية بداخل المسجد "لدينا مخاوف أن هذا المسجد سيتم الإستيلاء عليه" .
وأضاف "لقد سمعنا أن هناك جماعات إسلامية متشددة تريد أن تستولي على المسجد حتى لا تمارس فيه أية شعائر دينية للطائفة الأحمدية، ونحن نشعر أننا مضطرون للدفاع عن مسجدنا حتى يتم الاعتراف بحقنا في الصلاة هنا."
وبني هذا المسجد عام 1999، ويقول قادة الطائفة الأحمدية في المنطقة إنهم لم يعانوا من أية مشاكل من قبل على الإطلاق، وقد بدأت الاشتباكات مع الحكومة المحلية فقط عندما بدأت جماعات دينية متشددة الاحتجاج ضد وجود هذه الطائفة.
لكن الطائفة الأحمدية ليست الوحيدة التي تناضل من أجل ممارسة شعائرها الدينية في إندونيسيا.
أرسل تعليقك