مدريد ـ وكالات
بعد وقت قصير من إعلان المفوضية الأوروبية عن فشل أوروبا في إحراز تقدم كبير فيما يخص مكافحة الاتجار بالبشر، أعلنت السلطات الإسبانية أحد إحدى البلدان الأوروبية الأكثر تضررا من هذه الظاهرة، عن تحقيق نجاحات في هذا المجال.قالت السلطات الإسبانية إنها حققت "نجاحات باهرة" في مجال محاربة الاتجار في البشر والبغاء القسري. وذلك بعد مرور وقت قصير على إطلاق حملة وطنية لمحاربة هذه الظاهرة. وقد أعلنت الشرطة في مدريد أنها ألقت القبض على 228 شخصا، بعد قيامها بــ 66 عملية تمكنت على إثرها من تحرير 155 ضحية من براثن عصابات كانت تستعملهم في أغراض الاستغلال الجنسي.وأعطت هذه الحملة التي تحمل شعار "لا تكن متواطئا" نتائج لم تكن متوقعة. فقد توصلت الشرطة خلال 48 ساعة بكثير من المعلومات الهامة التي ساعدتها في تحقيقاتها مباشرة بعد إنشائها لرقم هاتفي وعنوان إلكتروني للتبليغ على جرائم الاتجار بالبشر والبغاء القسري والتعرف على الضحايا. ولم يكن من السهل على الشرطة من قبل فتح تحقيقات في مثل هذه الجرائم بسبب امتناع الشهود عن الإدلاء بشهاداتهم بسبب تعرضهم للضغط والتهديدات. وهو ما أصبح متاحا الآن.وفي إطار تقديمها لحملتها الجديدة "لا تكن متواطئا"، أوضح إيغناسيو كوسيدو عن شرطة مدريد هذا الأسبوع أن إسبانيا هي أكثر دول الاتحاد الأوروبي تضررا من الاتجار بالبشر بعد إيطاليا. وتصل مداخيل عصابات الاتجار بالبشر والبغاء القسري في إسبانيا لوحدها خمسة ملايين يورو في اليوم الواحد. وهذه الأرباح لا تدرها سوى تجارة المخدرات أوالأسلحة.وعلى الصعيد الأوروبي، سجل ارتفاع ملحوظ في جرائم الاتجار بالبشر، حيث تفيد احصاءات أوروبية في بروكسيل ان عدد الضحايا تضاعف خمس مرات خلال فترة 2008 و2010، ويقدر عدد ضحايا ظاهرة الاتجار بالبشر في دول الاتحاد الأوروبي بحوالي 23ألف و600 ضحية. وهو رقم تقول منظمات دولية متخصصة إنه لا يطابق الواقع وأن حجم الظاهرة"أكبر بكثير"، حيث تتحدث منظمة العمل الدولية عن 880 ألف شخص ضحايا الاستغلال والاتجار بالبشر، وقد دعت المنظمة الدولية لسن إجراءات صارمة لمكافحة الظاهرة، التي تشكل النساء نسبة 68 في المائة من ضحاياها حسب أرقام أوروبية رسمية.
أرسل تعليقك